للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مقال

يائيل دايان والثوار والمبادئ

أحمد عبد العزيز أبو عامر

نقلت بعض الصحف العربية والأجنبية مؤخراً نبأ لقاء (يائيل دايان) - عضوة

حزب (مابام) الصهيوني - مع زعيم (منظمة التحرير الفلسطينية) وسروره ...

بإهدائها له مذكرات والدها المقبور موشي دايان الذي سام الأمة العربية

والفلسطينيين سوء العذاب بحروبه ومواقفه الدموية. ولقد فرح بعضهم حينما أعلنت: ... أنها ستعود إلى تل أبيب بانطباع آخر يدعو إلى فتح صفحة جديدة بين دولتها

والمنظمة على أساس (وضع ما يقارب نصف قرن من الصراع العربي الإسرائيلي

في مزبلة التاريخ) هكذا! مع إشادتها بالزعيم الفلسطيني ووصفه بأنه صادق في

توجهه للسلام بنسبة ١٠٠%، وقد نقلت بعض الأوساط الفلسطينية إنه ربما تكون

النائبة الصهيونية قد نقلت أفكاراً ومقترحات من (شمعون بيريز) للزعيم.

بغضّ النظر عن حقيقة هذه الزيارة والتي لا تخفى مبرراتها لكل متابع

للأحداث على الساحتين (العربية والإسرائيلية) لا سيما بعد سطوع نجم (منظمه

حماس الإسلامية) وتعاطف الكثير من الفلسطينيين معها في الأراضي المحتلة، بعد

تداعي المنظمة المترهلة) على عملية السلام بالرغم مما لحقها من إذلال (يهود) في

عدم الاعتراف بها ورفضهم قبول أحد أعضائها في الوفد المفاوض إلا أنها تداعت

على عملية السلام تداعي الذباب على الشراب. بينما العدو الصهيوني ما زال يُصِرُّ

على أحقيته في الأراضي المحتلة ويرفض الجلاء حتى عن الأراضي المحتلة بعد

نكبة (١٩٦٧) ويكتفي بالقول: يمكن الجلاء عن (أراض) محتلة وليس عن (الأراضي) المحتلة. فضلاً عما يقوم به من بطش وإرهاب هناك، ومن آخرها ...

الإبعاد المتمثل في نفي أربعمائة عنصر من خيرة الشباب الفلسطيني المتعاطف مع

التيار الإسلامي. ولا يخفى ما يعانونه الآن من لأواء ومشقة في (مرج الزهور)

حيث الظروف المناخية السيئة المعروفة أمام سمع وبصر العالم المتحضر من

أدعياء حقوق الإنسان بل وحتى حقوق الحيوان. وإزاء رفض الشعب الفلسطيني

المغلوب على أمره لهذا الإبعاد، وما قام به من مقاومة للإرهاب اليهودي لم يسلم

من أبشع عمليات البطش حينما ضربت غزة مؤخراً بالطائرات مما يخالف كل

النظم الدولية. وليس هناك من يُنكر تلك الأفعال غير الإنسانية أو يفكر حتى

بإدانتها وتحذير العدو من تكرارها، وما دام أن المتنفذين في (هيئة الأمم المتحدة)

يهود أو متعاطفون معهم فلن ننتظر منهم أي إنصاف فضلاً عن إعطاء الحقوق

لأهلها. والواقع أكبر شاهد، حيث نرى تساهلهم أمام تعنت الصرب حيال جرائمهم

ضد مسلمى (البوسنة والهرسك) .

أما تعنُّت الصهيونية أمام قرارات (هيئة الأمم) - التي تصدرها لمن يخالف

الأعراف الدولية وآخرها القرار رقم (٧٩٩) بوجوب إعادة المبعدين لأرضهم فهذا

ليس له عقوبة - مستغلةً تعاطف الإدارة الأميركية معها حينما قبلت بالتجاوب

الجزئي لعودة المبعدين حتى وبعد جولة وزير الخارجية الأميركية في المنطقة والتي

عاد منها (بخفي حنين) وما زال العدو مستشهداً بالقرار الأخير. هكذا وبكل بساطة ...

تسير السياسة الأميركية وفقاً لرأي الصهاينة حتى ولو خالفت القرارات الدولية التي

يفترض التزامها نصّاً وروحاً من الجميع، ومن لا يلتزم بها يلزم بها قسراً ولو

بالقوة، عدا (الصهاينة) وتصبح قرارات (هيئة الأمم) حيالها غير ملزمة، ويمكن

الاكتفاء بالحلول الجزئية حتى ولو كانت المخالفات تدينها كل الأعراف الدولية

والإنسانية لا سيما في واقع المبعدين الأربعمائة وما يعانونه من ظروف صعبة لا

يمكن بحال من الأحوال قبولها لو كانت لفئة أخرى غير مسلمة مهما كانت توجهاتهم

أما (المسلمون فلا بواكي لهم) .

إن الكيل بمكيالين في السياسة الأميركية جعلها سياسة عوراء وأوضح ميولها

الصهيونية التي لم تعد تخفى على أحد وهذا أصبح معروفاً للجميع ولا يجهله إلا

مغفل ولا يتجاهله إلا مكابر عنيد. ويكفي أن الإدارة الأميركية الجديدة جاءت بدعم

(اللوبي الصهيوني) وحتى لا أكون متجنياً في قولي هذا أحيل القارئ الكريم إلى

كتابين وثائقيين يوضحان الخلفيات الحقيقية للسياسة الأميركية وهما:

١- الخلفيات التوراتية للسياسة الأميركية (د. إسماعيل الكيلاني) .

٢- البعد الديني في السياسة الأميركية (د. يوسف الحسن) .

إن ما يلزم بيانه والتنبيه عليه في هذا المقام هو مدى صدق الصهاينة مع

مبادئهم وحدبهم عليها واستماتهم في الدفاع عنها بكل السبل، ويكفي أن نعرف أنهم

أتاحوا المجال للأحزاب " الدينية الصهيونية " لها لتعمل في وضح النهار حتى صار

لها دورها المؤثر في وصول أحد الحزبين للحكم، ولهذه الأحزاب جهودها المؤثرة

في المجتمع الصهيوني مما جعل الصهاينة يحترمون دينهم ومبادئهم ولا سيما في

المواقف الدولية ولعلنا نتذكر رفض الوفد الصهيوني الاجتماع بعد حرب رمضان في

خيمة " الكيلو ١٠١ " (يوم السبت) بينما رضي قومنا بالاجتماع في وقت صلاة

الجمعة ومما يؤسف له أن كثيراً من المنتسبين لهذه الأمة ممن ابتلينا بهم قادة

للأحزاب وزعماء للمنظمات ورؤساء للدول من الحاكمين بأمرهم، نجد أن آخر ما

يفكرون به هو طاعتهم لربهم واقتفاؤهم لسنة نبيهم -عليه الصلاة والسلام- لا سيما

في التحذير من عداوة الكافرين وبخاصة (يهود) لما عرفنا من عدائهم وخُبْثِ نواياهم، وحسبهم أنهم الأمة الملعونة في القرآن وقد حذر الإسلام من كيدهم ومكرهم فيما

نقرأه من كتاب ربنا -جل وعلا- فهم الكذابون على الله بقولهم: [إنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ

ونَحْنُ أَغْنِيَاءُ] [آل عمران ١٨١] ، وبقولهم: [يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ ولُعِنُوا

بِمَا قَالُوا] [المائدة ٦٤] ، وهم المتمردون على الله تعالى بقولهم: [سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ

سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ] [المائدة ٤١] ، وفي آية أخرى: [سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ

لِلسُّحْتِ] [المائدة ٤٢] ، وهم المتمردون على رسل الله -عليهم السلام-: [أَفَكُلَّمَا

جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وفَرِيقاً تَقْتُلُونَ] [البقرة٧] ... ولنقضهم العهود: [الَذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ] ...

[الأنفال ٥٦] ، ولجهودهم المستمرة في الإفساد: [كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا

اللَّهُ ويَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً] [المائدة ٦٤] ، وحبهم الشر لغيرهم: [ودُّوا مَا

عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ومَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ] [آل عمران ١١٨] ،

وتحريفهم للكتب السماوية: [فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ

عِندِ اللَّهِ] [البقرة ٧٩] ، وذلك غيض من فيض مما سجله القرآن عليهم من سيء

الخلق وفاسد الأفكار مما ربُّوا عليه أجيالهم وأنشأوا عليه أبناءهم. فهم مخادعون

كاذبون ومبغضون لكل ما عداهم ممن يسمونهم (الجوين) والذين يعتقدون بأنهم ما

خلقوا إلا ليكونوا حميراً لهم لكي يركبوهم.

(يائيل دايان) واحدة من ذلك الشعب الملعون، لها أفكارها الصهيونية التي

تربت عليها، وهي لا تقل خبثاً وعنصرية ولا كذباً من بني جنسها، وسيتضح ذلك

بجلاء في استعراض سريع لبعض نتاجها الفكري؛ فَمَنْ هي هذه المرأة وما حقيقة

توجهاتها؟

يائيل دايان في دائرة الضوء:

هي ابنة وزير الدفاع الصهيوني الأسبق (موشي دايان) وهي كاتبة وروائية [*] ... صهيونية معروفة. وضعت أفكارها اليهودية في رواياتها نصرة لأمتها ودولتها

مع الافتراء والعنصرية ضد العرب والمسلمين عامة والشعب الفلسطيني خاصة،

وهي الآن عضو في حزب (مابام الصهيوني) .

كتابها الأول (وجه امرأة) وهو مذكراتها الشخصية التي صاغتها في قالب

روائي استعرضت فيه أيام طفولتها، وكشفت القناع عن حالتها النفسية المضطربة

التي عانتها من أب يكره البشر ويعتزلهم ويهمل عائلته. وأم وجدت أن زوجها لا

يعيرها اهتماماً فعوضت ذلك بالعبث واللهو والفجور.. وكيف دخلت (يائيل) الجيش

باسم مستعار هو (إريال رون) وعرفت فيما بعد أنها ابنة وزير دفاعهم المشهور

(موشي دايان) فساعدوها على سرعة الترقية وأتاحوا لها المجال في الدورات

العسكرية فاجتازتها بسرعة حتى صارت مدرسة لوحدة من المجندات قبل إنهاء

خدمتها العسكرية وكشفت الحقيقة عن جيش بلادها وما يحويه من فساد وفجور،

وكيف كان يلذ لها أن ترى الرجال يتعذبون وهي توقعهم في حبالها. ثم تتحدث عن

حياة (المجندات اليهوديات) الإباحية وخاصة في المستعمرات، وكيف أن نتاج

السفاح الحاصل معهن هم (أبناء المستعمرة) حيث يكون لهم بيت خاص ومربيات

وميزانية خاصة وأن الأم هي التي تحدد والد الطفل في حفل خاص، وتطرقت

لفساد الشباب اليهودي وما يعيشه من أنواع الفواحش التي يُسرت لهم أسبابها في

الملاهي وبيوت الدعارة.. وأنها حينما تخرجت جاء والدها ليسلمها شهادة التخرج.. ثم أوضحت في الأخير سوء حالتها الأسرية حينما طردها والدها في ليلة ماطرة

فلجأت إلى بيت للدعارة وعاشت فيه أياماً في موقف حرج لكونها خالية الوفاض من

أي شيء معها، وفجأة أُنقذت حينما لمحت صديق أسرتها (العسكري الإنكليزي

بيتر) فألقت بنفسها بين يديه وشرحت له ظروفها وعادت معه إلى (القدس) قبل

احتلالها النهائي عام ١٩٦٧، حيث يعيش في شقة الوحدة وقررت أن تكون عشيقته

لتلهب قلبه وهو في الخمسين من عمره ثم تتركه لتحطم قلبه! ! ثم بينت كيف

توسط لها للعمل مشرفة اجتماعية لمساعدة (اليهود المهجرين) للوطن المحتل حيث

عملت في ذلك العمل بكل جهد.. ثم بينت التفرقة العنصرية بين اليهود الشرقيين

(السفارديم) واليهود الغربيين (الاشكناز) ثم كيف حلت محل (بيتر) في مراسلة

صحيفة بريطانية بعدما سافر بيتر إلى بلده وراسلها مشيداً بتقاريرها التي تنشرها

الصحيفة ثم فاجأته بزيارتها لندن حيث استقبلها بكل شوق وعلى ضوء حياتها

الإباحية معه كتبت مذكراتها الوقحة تلك.

والحق يقال إن (يائيل دايان) في كتابها هذا أقل غطرسة في الحديث عن

العرب وعن اليهود حيث وجدناها أكثر واقعية، وأقل تزييفًا لقربها من الأحداث

ومعايشتها لما يدور في الداخل بعكس كتابات اليهود خارج الأراضي المحتلة لفقدانهم

الموضوعية وللجوئهم للمبالغات، وخضوعهم للتناقضات، وهي على كل صهيونية

تكتب لخدمة مبادئها وإفساد الآخرين.

ثانياً: روايتها (للموت ولدان) وهي عبارة عن نسيج من بطولات وهمية

(للسوبرمان الصهيوني) القاتل والحاقد واجترار لحوادث ماضية من معاناة اليهود

المزعومة على يد النازية حيث تبدأ الرواية بوصف عملية العذاب التي تعرض لها

(حاييم كالنسكي) وفقده لولديه وبيته، ومقتل زوجته وتشرده، وجهله كل شيء عن

مصير ولده (دانييل) الذي رحل على متن قارب من (البيريه) في اليونان إلى

الأرض المحتلة مع عدد من الأطفال اليهود اليتامى إبان (الحرب الهتلرية) حيث

التقى (دانييل) مع صديق عمره (يورام) وعاشا في (مستعمرة جلعاد) وهناك كبر

وهو لا يعرف له أباً غير (إسرائيل) ولا صديقاً إلا (السوبرمان: يورام) وصديقته

(ريتا) عشيقة (يورام) ، وفي حرب ١٩٦٧ م انتقلا إلى سيناء حيث لقي صديقه

يورام حتفه بلغم مصري. وبعد مراسلات طويلة وبحث شاق يتوصل (حاييم) إلى

معرفة مكان ابنه (دانييل) فيجيء إليه في الأرض المحتلة بعد أن تزوج الأب من

أخرى وأنجب ابنته (مريم) ، ثم يصاب بالسرطان ويموت بمستشفى بئر السبع

وحيداً بعد خلاف مع ابنه (دانييل) ويجتمع شمل الأسرة هو واخته مريم وزوجها

وطفلها. وقد وضحت الكاتبة أثر تربية المستعمرة لدانييل على المبادئ الصهيونية

الحاقدة وتطبيقه دروس القتل التي تلقاها ضد العرب وكيف كان يمارس (رجولته) !! كما تراها في القتل كوظيفة، وكيف أصبح الحقد لديه شيئاً طبيعياً. والرواية

أشبه ما تكون بدعاية إعلانية مكشوفة لاحتوائها على الأفكار الصهيونية التالية:

١- دعوة يهود العالم أجمع لتأييد دولتهم والإيمان برجوعهم لأرض الميعاد

المزعومة.

٢- العرب لديها مجرد متسولين يبحثون عن المال حتى بالدعاء من أجل

المرض مقابل دريهمات.

٣- الدعاية السياحية المزينة لحياة (الكيبوتزات) التي تغري أطفال العالم

بالهروب إليها لأنها جنة العصر الموعودة لليهود.

٤- إمبراطوريتهم يجب أن تمتد حدودها حتى الفرات كما توضحها طموحاتهم

الصهيونية المزيفة.

٥- وضع نموذج " السوبرمان الصهيوني " الذي له قدرة على استيعاب

الأشياء وهضمها والاستفادة منها مع البطولة الخارقة.

والخلاصة أن هذه الرواية مجرد دعاية صهيوينة في ثوب أدبي حاكت فيه

الكاتبة قصة حاييم اليهودي، والذي كان له ولدان الأول (شمؤيل) الذي قتلته

(النازية) والآخر (دانييل) الذي نجا بأعجوبة! ويكاد يقتله العرب اليوم!

وتناست الصهيونية الحاقدة كيف تحول (دانييل) إلى هتلر جديد في الأرض

المحتلة إذ جعل القتل والحقد وظيفة له ضد الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره.

ثالثاً: روايتها (طوبى للخائفين) وكانت المؤلفة فيها أكثر قدرة على مسايرة

الفكر الصهيوني وتطلعاته ووضعها القيَم كلها بما فيها (الدينية) بمرتبة الوسائل التي

يمكن الصعود عليها، فالصبي (نمرود) بطل الرواية هو التعبير الحقيقي عن

الأطماع الصهيوينة، وهو رمز للجيل الذري يُهيّأ لممارسة القوة، أما " جيديون "

فهو النموذج. وطموح الآباء والأجداد لتربية أبنائهم على مشاكلهم ليعبر حقيقة عن

الفكر الصهيوني الإرهابي فهو نموذج للقوة الجسدية والاستهانة بالأخطار حيث

يشترك في أعمال إرهابية ضد الفلسطينيين ثم يعود سالماً إلى مستعمرته.

هذه حقيقة (يائيل دايان) ، تلك الصهيونية الحاقدة الفاسدة المفسدة تبينت لنا

أفكارها بجلاء بما عرفناه من استعراض سريع لبعض أعمالها الأدبية المشهورة

وفيها تتضح بجلاء منطلقاتها الصهيونية وتصوراتها التوراتية، ومبادئها الانتهازية

الميكافيلية. فإلى متى نبقى ساذجين، نصدق دعواها وقومها بالرغبة في السلام

بينما هم يغتصبون أرضنا المباركة، ويقومون ليل نهار بالإرهاب لأهل الأرض

المحتلة. وكتبهم الدينية تنطق بتلك الأسس الإرهابية وأكثر، ويتضح لنا أن أدبها

فيه كل خصائص أدب العدوان الصهيوني الذي يحاول اجتذاب اهتمام العالم ويعمل

جاهداً لإجهاض أدب المقاومة العربية ضده ولا سيما ما ينطلق من أطر وتصورات

إسلامية. ومن أبرز ملامح الأدب الصهيوني ما يلي:

١- توظيف معاناتهم المزعومة من الحرب النازية ضدهم وقد تبين مؤخراً أن

جلّ هذه الدعاوى مبالغ فيها، وتبين كذبها وزيفها، وكُتِبت فيها دراسات علمية من

أهمها: (هل فعلاً قتل ٦ ملايين يهودي) وهو بحث من تأليف (روبير موريسون

وماري بول ترجمة ماجد حلاوي) ، وانظر أيضاً إلى كتاب (الأكذوبة الكبرى:

حرق ٦ ملايين يهودي، للأستاذ أحمد التهامي سلطان) .

٢- احتقار كل ما هو غير صهيوني كما أوضحته كتبهم المحرَّفة ولا سيما

كتابهم المخترع (التلمود) .

٣- إظهار شخصية الصهيوني (السوبرمان) المتفوق جسدياً وعقلياً وحضارياً.

٤- احتقار العرب بصورة خاصة وجعلهم في صورة متخلفة لتبرير معاملتهم

باحتقار واستخفاف.

٥- إفساد الشعوب بإشاعة الفواحش والإباحية سلوكاً اجتماعياً عادياً.

٦- عداوة أمتنا باستمرار مثلما شربوها مع الحليب صغاراً وتربوا عليها كباراً

مما لا يمكن بحال أن يأمنوا المسلم أو يأمنهم المسلم لما يعرفه عنهم من أخلاق

منحطة وسلوك همجي.

٧- الغاية في مناهجهم الفكرية والدينية تبرر الوسيلة، والزعم بخلاف ذلك

عندهم محال.

والخلاصة: أن يائيل دايان تؤمن إيماناً جازماً بمبادئها لأن ما تلقته من

دروس في حياتها جعلها تعمل بكل دأب لصالح عقيدتها وأعمالها الأدبية تنطلق من

منطلقات عقائدها وكونها اليوم نائبة في حزب سياسي لا شك له أيديولوجيته

ومنطلقاته الفكرية التي تعمل لخدمة شعب إسرائيل فحالها ليست كحال كثير من بني

جلدتنا ممن يعيشون بعيداً عن مبادئ دينهم، ويعملون غالباً وفقاً لمنطلقات فكرية

وأيديولوجيات حزبية لا تمت لمعتقداتهم بأدنى صلة بل ربما كانت تضرب بالدين

الإسلامي عرض الحائط بدعوى التقدمية والتمدن لأنهم أذناب لجهات شتى،

وعملاء لأعداء الإسلام فأي خير فيهم وقد تجردوا من قيم وأخلاق ديننا الحنيف.


(*) ترجمت لها عنوانها " غبار " ونشرتها مجلة الموقف الأدبي في دمشق سنة ١٩٧٤م أثناء مسرحية حرب الاستنزاف! !
- البيان -.