للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منتدى القراء

عملية (إعادة الأمل) !

عبد الله أبو الهدى

في عصر الثمالة حيث يتجرع الجميع من دماء المسلمين تأتي عملية ما يسمى (بإعادة الأمل) في الصومال الجريح لتطرح المزيد من الشكوك عن دور إنقاذي

مزعوم لمجلس الأمن والأمم المتحدة في إنهاء مأساة هذا الشعب المسلم الذي أنهكته

المجاعات وحروب العصابات المختلفة.. فنحن لم نتعود أبداً رؤية الكاوبوي

الأمريكي وقد حركته أثارة من شهامة أو مروءة أو مشاعر إنسانية، وقد عرفنا كيف

أن (هنري كيسنجر) مهندس السياسة الأمريكية الحديثة، اشتهر بازدرائه

الاعتبارات الأخلاقية في السياسة الخارجية، وهو ما نلاحظه جلياً من خلال التعامل

الأمريكي والغربي عموماً مع مأساة المسلمين في البوسنة والهرسك أو فلسطين أو

الهند أو قبرص أو غيرها! فكيف لم تستثرهم تلك المآسي واستثارتهم هذه المشكلة؟ وهل يا ترى تكون بريئة شهامتهم هذه أم أن أمريكا عودتنا ابتلاع سكاكينها على

مراحل؟ !

إننا لو نظرنا إلى التصريحات المعلنة لجورج بوش أو ديك تشيني أو كولن

باول لوجدنا تناقضات صارخة فيما بينها؛ فالأول جعل لقواته استقلالية تامة عن

الآخرين ونجده لم يستبعد أشياء (أخرى) إذا ما دعت الضرورة، والثاني حدد مدة

الانسحاب بمدة اقصاها ٢٠/١/١٩٩٣ يوم دخول الرئيس كلنتون البيت الأبيض

والثالث أبلغ الصحفيين أن المهمة لا تنفذ قبل ثلاثة أشهر على أقل تقدير! ولعل في

هذا ما يدل على أن ثمة خطة ثانية أراد بها جورج بوش تجريع العرب والمسلمين

كأساً من كؤوس صداقته لهم، ونحن لم ننسى المباركات العربية التي سبقت هذا

التدخل كونه الحل الوحيد لمشاكل الصومال (المعقدة) ... بقي أن نقول إن التدخل

الأمريكي (الأخوي) في شؤون هذا البلد المنكوب لم تحركه أية اعتبارات إنسانية أو

مشاعر فياضة وعواطف رقيقة، بل هو مبني على محض المصلحة.. هذه

المصلحة التي جاءت الآن على شكل مغامرة جديدة تستهدف:

١- إحداث اختراق عسكري وسياسي في الخاصرة الإفريقية بمبررات ساذجة.

٢- الهيمنة على هذا البلد المسلم الذي يملك أطول ساحل بحري في أفريقيا

(حوالي ٣٣٣٠ كم) .

٣- تطويقاً عسكرياً لمضيق باب المندب الذي لا يقل أهمية عن قناة السويس.

٤ - وضع اليد على ثروات الصومال ومعاينة حقول اليورانيوم الضخمة في

الأوغادين.

٥- الظهور بمظهر المنقذ الشهم الذي ساهم في إنهاء أكبر كارثة مجاعة في

أفريقيا.

٦- ربما التمهيد لتدخل سافر في شؤون السودان الذي لا تروق للعم سام

توجهات حكومته!

هذا وللعلم فإن بعض الطائرات التي كانت تقل أطنان الإغاثة الصومالية كانت

أيضاً تنقل أطنان الأسلحة للمليشيات المتقاتلة.. واسألوا إن شئتم (محمد سحنون)

المبعوث الدولي الذي استقال.