[من شذرات القلم]
اختيار: مازن محمد راغب
بركة الطاعة
عن أنس قال: اشتكى ابن لأبي طلحة، فمات، وأبو طلحة خارج ولم يعلم
بموته، فلما رأت امرأته أنه قد مات، هيأت شيئاً ونحته في جانب البيت، فلما
جاء أبو طلحة قال: كيف الغلام؟ قالت: قد هدأت نفسه، وأرجو أن يكون قد
استراح، فظن أبو طلحة أنها صادقة، ثم قربت له العشاء ووطأت له الفراش، فلما
أصبح اغتسل، فلما أراد أن يخرج أعلمته بموت الغلام، فصلى مع النبي -صلى
الله عليه وسلم-، ثم أخبره بما كان منها، فقال النبي: لعله أن يبارك الله لكما في
ليلتكما، فجاءهما تسعة أولاد، كلهم قرأوا القرآن.
أخرجه البخاري
كذبة كبيرة
.. وما أتفه تلك الكذبة الكبيرة التي قالت إن الطائرة اليوم قد قربت أقطار
العالم بعضها إلى بعض، ومن ثم أحس الناس بقرب المكان ووحدة الإنسان،
ووجوب التعاون بين البشرية، أو كما قالوا: صار العالم أضيق من أن يتنازع فيه.
ما أتفه هذه الكذبة الكبيرة، أفلا ينظر الناس حولهم وهم يتكلمون؟ السلام هو
الذي يسود العالم اليوم بعد أن قربته إلى بعض الطائرة والصاروخ؟ أم هو ... النزاع البشع الذي لم يحدث له مثيل في التاريخ؛ إنها المشاعر من الداخل، وليست الطائرة وليس الصاروخ، ومن ثم كانت العقائد هي أضخم شيء في ... حياة البشرية، فهي المحرك الذي يحرك النفس من الداخل. هي الموجه إلى شتى صفوف العمل وصفوف السلوك وصفوف الوجدان.
معركة التقاليد / محمد قطب
العلم أكرم نسب
قال عمرو بن سليمان العطار:
كنت بالكوفة أجالس أبا حنيفة، فتزوج زفر بن الهذيل، فحضره أبو حنيفة
فقال له: تكلم. فخطب فقال في خطبته:
«هذا زفر بن الهذيل، وهو إمام من أئمة المسلمين، وعلم من أعلامهم في
حسبه وشرفه وعلمه» .
فقال بعض قومه:
ما يسرنا أن غير أبي حنيفة خطب، حين ذكر خصاله، وكره ذلك بعض
قومه، وقالوا له:
حضر بنو عمك وأشراف قومك وتسأل أبا حنيفة يخطب؟ ! فقال: لو حضر
أبي قدمت أبا حنيفة عليه.
الانتقاء - لابن عبد البر
من أمثال العرب
(أساء سمعاً فأساء إجابةً)
وقصته أن سهيل بن عمرو أخا بني عامر بن لؤي كان تزوج صفية بنت أبي
جهل فولدت أنس بن سهيل فخرج معه ذات يوم وقد خرج وجهة فوقفا بحزورة مكة، وأقبل الأخنس بن شريق الثقفي فقال: من هذا؟ قال سهيل: ابني، قال: حياك
الله يا فتى، أين أَمُّك؟ (أي: أين قصدك) فظن أنه يقول له: أين أُمُّك؟ قال:
أمي في بيت أم حنظلة تطحن دقيقاً، قال أبوه: أساء سمعاً فأساء جابةً (بمعنى
إجابة) فلما رجعا قال أبوه: فضحني اليوم ابنك عند الأخنس، قال كذا وكذا، قالت: إنما ابني صبي، قال: أشبه امرؤ بعض بزّه، فأرسلها مثلاً.