المنتدى
إليكِ يا.. فتاة الإسلام
عبد الحميد سالم الجهني
لو تعلمين أُخيتي ما يحملون ... بقلوبهم لك هؤلاء المجرمون؟ !
لعلمت أنهم الذئاب وليتهم ... كانوا كذلك بل أشد. أتعلمين؟ !
فالذئب يفتك بالحياة وهؤلاء ... يمزقون حياءك الطهر المصون
أترينهم في كل نادٍ يصرخون: ... إلى متى عهد الحريم المستكين؟
وإلى متى تمشي الحسان مكفنات ... بالعباءة والحجاب بلا عيون
وإلى متى يبقى النساء كما الدجاج ... مجلدٌ ومحاصرٌ في كل حين
وإلى متى نجدُ الجمالَ رهينةً ... في البيت دون لقائِه الحرزُ الحصين
وإلى متى يا للحضارة والتقدمُ ... لم يحررهن من أسرٍ ودين
وإلى متى وإلى متى وإلى متى ... هذا صراخهمُ القوي أتسمعين
ملؤوا به الدنيا فكل جريدة ... فيها شياطين الدعارة والفنون
وفويسقٍ جمحت به أهواؤه ... فكأنه إبليس يهدي الفاسقين
عيناه تنطق بالفسوق وحولها ... هالات عربدة تطاير بالجنون
وهمُ فراخٌ للدياثة والخنا ... وتقلبوا دهراً بوحل الكافرين
فتشربوا أهواءهم وتشدقوا ... كالببغاوات الضعيفة بالظنون
فأتوا سكارى يزعمون بأنها ... الحرية الحمراء يعشقها الرهين
وهي الحضارة لا سبيل لنيلها ... حتى تَكَشَّف كل أنثى للعيون
سبحان ربي ما جنى المتحررون ... وقد تمادوا بالتحرر من سنين
قد حرروها؟ ! من كرامة ربها ... فاقتيدت البلهاء للقيد المهين
قيدٌ من الشيطان والدنيا اللعينة ... يستبيها كل أفاك لعين
أَوَ هكذا تحيا الحرائر كالدمى ... أم أنهن من الإماء وقد سُبين؟
ونفائس الدرر الكريمة لا ترى ... إلا بأصداف كألطف ما تكون
أختاه لا.. لا يخدعنك هؤلاء ... الفاسقون ولا أظنك تخدعين
يا أيها الأخيار قد نطق الرويبضة ... الحقير ولا أراكم تنطقون
أعجزتم حتى عن الشكوى فما ... أدري بأي مصيبة تتألمون؟ !
إن كان هذا لم يحرك ساكناً فيكم ... فلا عشتم على هذا السكون
والضعف لا ينفك بهدم أمة ... حتى وإن كانت على الحق المبين
والحق ما لم يحمه أتباعه ... بلسانهم وسنانهم ذاق المنون
أو فاصبروا يستبدل المولى بكم ... قوماً على نصر الشريعة قادرين