يوماً بعد يوم يزداد الوضع الداخلي في موريتانيا تردياً واضطراباً؛ فالعلماء والدعاة والمصلحون في المعتقلات في ظروف إنسانية قاسية، والعلاَّمة الحافظ (محمد الحسن الددو) لم يشفع له علمه أو مرضه؛ بل استمر سجنه وإيذاؤه، {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}[البروج: ٨] .
الشارع الموريتاني يزداد احتقاناً وتوتراً بسبب الممارسات القمعية والأساليب الديكتاتورية التي يمارسها النظام الموريتاني.
الفقر والمرض يضربان بجذورهما في أنحاء البلاد طولاً وعرضاً، والتخلف العلمي والحضاري أنهك الشعب وجعل نسبة كبيرة منهم يعيش خارج نطاق التاريخ الحديث؛ فالنظام السياسي جعل أولوياته وبرامجه التنموية لا تتجاوز حماية رموز النظام ورفاهيتهم..
اعتمد النظام على الدعم الأمريكي واليهودي، واستقوى بهم غير عابئ بحقوق الشعب ومقدراته ومستقبله، ولم يبال بآلامه وأحزانه، بل راح يجري لاهثاً في صحراء التطبيع مع العدو اليهودي، ويستسلم للإملاءات الأمريكية بلا قيد ولا شرط، ويسعى لتغريب الشعب ومسخ هويته.
فإلى أين تسير موريتانيا المسلمة..؟
وماذا بعد هذا التخبط والتردي..؟
هل سيخلِّد النظام الديكتاتوري؟ وهل سيفقد الموريتانيون هويتهم الدينية والثقافية؟
إنَّ سنة الله ـ تعالى ـ في الظالمين ماضية، وستبقى موريتانيا عزيزة بدينها، محبة لعلمائها، تحتضن العلم والفقه، وتخرّج الحفاظ والعباد {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}[الشعراء: ٢٢٧] .