البيان الأدبي
الناقد الإسلامي الدكتور محمد بن علي الصامل
في حوار مع البيان
قرأ الكتاب وحاور صاحبه: سليمان العيوني، محمد الحناحنة
ينبغي أن أتعامل مع الاتجاهات الأخرى وفق معيار التنافس
كتاب (المدخل إلى دراسة بلاغة أهل السنة) لمؤلفه الدكتور محمد بن علي
بن محمد الصامل عضو هيئة التدريس بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن
سعود الإسلامية بالرياض، يُعدّ من الكتب القليلة التي تبحث الجانب البلاغي عند
أهل السنة، وقد جاء الكتاب في عدة أبواب وزاد عن مئة وستين صفحة، وقد سدّ
فراغاً كبيراً في موضوعه؛ إذ فيه دعوة تأصيلية لمنهج بلاغي يخدم بوعي مذهب
أهل السنة والجماعة في أبواب الأسماء والصفات، والإيمان بالله واليوم الآخر،
وجميع مسائل العقيدة، وهو يكشف كثيراً من انحرافات الفرق الضالة في عقيدتها
كالمعتزلة، والرافضة وغيرهم.
وقد جاء الكتاب في عدد من المباحث هي:
١ - فكرة الدعوة إلى بلاغة أهل السنة، وأسباب ذلك.
٢ - تحديد مفهوم أهل السنة والجماعة.
٣ - انتماءات أشهر علماء البلاغة العقدية من خلال كتبهم البلاغية.
٤ - بيان وجوه خدمة المعتقد في البحث البلاغي.
٥ - إظهار أثر العجمة في الانحراف العقدي.
٦ - نماذج للتوجّه البلاغي المخالف لمنهج أهل السنة.
٧ - الاحتكام إلى قوانين اللغة أصلٌ من أصول قواعد بلاغة أهل السنة.
٨ - الانفلات من قوانين اللغة يوقع في مزالق خطرة في توجيه النصوص.
٩ - موقعنا من المخالف.
١٠ - المواصفات التي تحدّد منهج البلاغة عند أهل السنّة والجماعة.
وأعظم ما في هذا الكتاب خدمته الواسعة للقرآن الكريم والسنة المطهرة وفق
معتقد أهل السنة والجماعة من المنظور البلاغي ولهذا أحبت مجلة البيان إلقاء
الضوء على فكرة هذا الكتاب وصاحبه، فكان هذا اللقاء.
البيان: بداية نأمل أن تعرفوا قراء البيان على سيرتكم الذاتية والأدبية.
- محدثكم هو: أبو علي محمد بن علي الصامل حصل على الماجستير عام
١٤٠٥هـ، والدكتوراه عام ١٤١٠هـ، في تخصص البلاغة والنقد، وهو أستاذ
مشارك منذ عام ١٤١٨هـ، عمل رئيساً لقسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي
ست سنوات، ثم وكيلاً لكلية اللغة العربية للدراسات العليا والبحث العلمي ثلاث
سنوات.
له عدد من المؤلفات المنشورة منها: المدخل إلى بلاغة أهل السنة،
والأسلوب الحكيم، ومن بلاغة المتشابه اللفظي في القرآن الكريم، وبلاغة التحية
في الشعر العربي، وتحقيق كتاب: القول البديع في علم البديع لمرعي الحنبلي،
إضافة إلى عدد من البحوث العلمية تحت النشر في مجالي البلاغة والنقد.
وشارك في تأليف بعض الكتب التعليمية مثل: كتابي: البلاغة والنقد للصفين
الثاني والثالث الثانويين في وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية،
وكتاب القراءة للصف الأول الثانوي في المعاهد العلمية.
أشرف حتى تاريخ هذه المقابلة على اثنتي عشرة رسالة ماجستير ودكتوراه،
وشارك في مناقشة ست عشرة رسالة ماجستير ودكتوراه في جامعة الإمام محمد بن
سعود الإسلامية، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة أم القرى،
وكليات البنات.
البيان: خطابنا الأدبي الإسلامي ما زال خافتاً أمام الخطاب العلماني في
الساحات الأدبية، ما أسباب ذلك؟ وكيف ننهض به؟
- أنا لا ألوم من يقتنع بفكرة أن يدعو لها وينافح عنها، ويحشد الآراء لها،
ويقرب من يؤيدها، ويكون له موقف ممن يعارضها؛ فهذا هو الأصل، ولو كان
غيره لحصل الإشكال.
ولكن اللوم يتجه إلى من يعرف أنه على صواب وأن الحق معه، والناس
بحاجة إلى ما عنده، ومع ذلك يكون سلبياً. أنا لا أدعو لفرض الرأي بالقوة، وإنما
أذكِّر بالمشهور من عمل السلف تجاه البدع مثلاً؛ فحين قيل للإمام أحمد - رحمه
الله -: انتشرت البدعة، قال: أحيوا السنة تَمُتِ البدعة!!
ولهذا ينبغي أن أتعامل مع الاتجاهات الأخرى وفق معيار التنافس؛ فبالقدر
الذي أُحسن فيه عرضي، ويقتنع الناس بأن ما لدي هو الأفضل، فسينساقون إليه،
وسأسحب البساط من تحت أولئك متكئاً على أن ما أدعو إليه يتلاءم مع حاجة المسلم
الملتزم بإسلامه.
ولو كنتُ أنا والسائل الكريم والقراء الأفاضل متأملين لحال الأدب الإسلامي
وما له من مكانة لدى متلقيه لكنا جميعاً جديرين بالتفاؤل بمستقبل باهر لهذا الأدب؛
فمع قلة الإمكانات، وتضييق الخناق على هذا الأدب في كثير من المجالات،
وعزوف بعض الأدباء الإسلاميين عن المشاركة، مع هذا كله أصبحت له هذه
المنزلة، وتلك المكانة، ولو جعلت الحكم على هذا الموضوع قياساً على نسبة
الإمكانات لظهر البون شاسعاً، وبموازنة يسيرة بين حال الأدب قبل عشرين سنة
وحاله الآن يتبين أن الأدب الإسلامي يسير بخطوات واثقة؛ فقليلاً من الصبر
والمثابرة ليظهر الحق الأبلج [فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ
فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ] (الرعد: ١٧) .
والمشاركة في النهوض بالأدب الإسلامي مسؤولية كل مسلم: فالأديب بإنتاجه
المتقن، والإعلامي بتيسيره لنشره، والناقد بتوجيهه وتشجيعه، والقارئ بزيادة
الإقبال عليه.
البيان: هناك من يدعو إلى نقد إسلامي مؤصل من القرآن الكريم والسنة
الشريفة، وأدب السلف الصالح! هل تزيدنا إيضاحاً لهذا الطرح؟
- ورد في مواضع عديدة في القرآن العظيم الإشارة إلى فضل البيان، وأن
الله جل وعلا جعله ميزة للإنسان في قوله سبحانه: [الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ القُرْآنَ *
خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ البَيَانَ] (الرحمن: ١-٤) ؛ فتعليم الله للإنسان البيان
نعمة، ومن حق النعمة أن تقيد بالشكر، ومن شكرها استعمالها فيما يرضي الله.
ولذلك حذر الله عباده بمراقبة ما يصدر عنهم في قوله سبحانه: [مَا يَلْفِظُ مِن
قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ] (ق: ١٨) ؛ فكل ما يصدر عن الإنسان مرصود،
والعاقل من يدرك أن الكلام الذي يصدر عنه يمكن أن يحقق له فائدتين عظيمتين:
المتعة الأدبية، والأجر الأخروي حين يراعي استصحاب النية الطيبة، إضافة إلى
الاتقان الفني، في حين أن من لم يرع ذلك لن يتحقق له سوى فائدة واحدة هي
المتعة الأدبية فحسب، وقد تكون مصحوبة بالوزر؛ ولذلك فالفرق بين الأديب
الملتزم في أدبه بضوابط الشرع الحنيف والأديب غير الملتزم أن الأول يرجو من
الله ما لا يرجوه الثاني؛ فهما وإن اشتركا في جانب الإبداع إلا أنهما اختلفا في
توظيف هذا الإبداع واستثماره.
وفي السنة الشريفة مواقف تبين الأثر العظيم للأدب، كقصة عمرو بن الأهتم
والزبرقان بن بدر - رضي الله عنهما - حين وصف عمرو الزبرقان بوصفين
متناقضين، وبيَّن أنه (ما كذب في الأولى، وصدق في الثانية) ، ولم يكن يتحقق
له ذلك لولا هذه الوسيلة التي اتكأ عليها وهي البيان، ولذلك قال صلى الله عليه
وسلم معلقاً على ذلك الموقف: «إن من البيان لسحراً» ، والمواقف التي يستقي
منها الأديب المسلم منهجه كثيرة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والسعيد
من ألهمه الله الاقتداء بها.
ولعل من المناسب أن أذكر هنا أن الدعوة للأدب الإسلامي في هذا العصر لم
تبدأ بشكل نظري على ما جرت به العادة في كثير من الدعوات، وإنما جاءت
برصد النموذج، وجمعه، وإطلاع الناس عليه؛ ليعرفوا أنه ليس غريباً، وليقدم
لهم ما يحتذى به من أدب سلفنا الصالح، وأدب غيرهم مما يظهر فيه الالتزام
بأوامر الشرع الحنيف ونواهيه.
وكان لشيخنا عبد الرحمن رأفت الباشا - رحمه الله - الفضل الذي لا ينكر،
ولكلية اللغة العربية في الرياض الريادة التي لا تغفل؛ وذلك بإخراج موسوعة أدب
الدعوة الإسلامية بشقيها: الشعري والنثري، وأسهم في إخراج الموسوعة بإشراف
الدكتور عبد الرحمن الباشا - رحمه الله - كوكبة من الطلاب الذين أصبح لهم شأن
في ميدان الأدب الإسلامي فيما بعد.
وأود التنبيه - هنا - إلى ما يجري في ساحة الأدب الإسلامي من اختلاف في
المصطلح، وآمل ألا يكون ذلك عائقاً ولا مشغلاً عن الهدف الأسمى، وهو إشاعة
هذا اللون من الأدب في أوساط المسلمين، ولا مشاحَّة في الاصطلاح؛ فالغاية هي
مواصفات هذا الأدب، وليس الوقوف عند تسميته.
البيان: كتابك (المدخل إلى بلاغة أهل السنة) إلى أي مدى يسهم في جلاء
العقيدة الصحيحة، وصياغة نظرية الأدب الإسلامي؟
- فكرة الكتاب تسليط الضوء على علم البلاغة وكيف يمكن استثماره في
خدمة معتقد أهل السنة؛ لأني رأيت إحجاماً بيناً من كثير من العلماء المنتمين إلى
أهل السنة عن المشاركة في هذا العلم؛ لأن بعض موضوعاته تحفها المخاطر
كموضوع المجاز مثلاً، الذي صار مطية سهلة لأهل التأويل والتعطيل.
ولهذا حرص الكتاب على رصد ما في المؤلفات البلاغية مما يخالف مذهب
أهل السنة، وبيان الوسيلة البلاغية التي سُلكت لاعتماد هذا الرأي أو ذاك، وإثبات
أن تلك الوسيلة لم تكن جارية وفق سنن العرب في كلامها، ولعل أكبر وسيلة يلجأ
إليها المؤولون أو المعطلون هي القرينة العقلية، وقد اجتهدت في وضع الضوابط
لها في كتابي.
وقد أشرت في المقدمة إلى أن البلاغة صنو الأدب وقرينته؛ فإذا كان الأدب
الإسلامي يدعو إلى نقاء الأدب مما يخدش الحياء، أو مما يؤاخذ القائل عليه انطلاقاً
من المبدأ العظيم الذي يجعل الإنسان رقيباً على نفسه؛ لأنه: [مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ
إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ] (ق: ١٨) ، فإذا كان الأمر كذلك، فليحاسب الإنسان نفسه
على ما يصدر عنها، فإن كان مباحاً فليستمر عليه، وإن كان غير مباح فليقصر،
وليتوقف خشية الحساب، وهذا يكون على مستوى إنتاج النص.
أما على مستوى التعامل مع النصوص والنظر فيها، والاستنباط منها،
والحكم عليها، فهذا دور مشترك بين البلاغة والنقد ينبغي أن يتقيد المرء فيه
بالضوابط الشرعية؛ لأنها ضوابط منصفة، وهذا باختصار لب الدعوة إلى (بلاغة
أهل السنة) .
البيان: ما الذي يميز بلاغة أهل السنة عن غيرهم، ومن أهم أعلامها؟
- لعل من نافلة القول أن أبين أن البلاغة بوصفها علماً هي البلاغة عند كل
الفرق والمذاهب؛ فمن تعريفها العام أنها (مطابقة الكلام لمقتضى الحال) إلى
تصنيف علومها الثلاثة (المعاني والبيان والبديع) وما ألحق بها، ومروراً
بمصطلحاتها وتقسيماتها وشواهدها لا تختلف في ذلك عن علم النحو مثلاً؛ فالفاعل
مرفوع عند الجميع، كما أن التقديم والتأخير في الدرس البلاغي جائز في إطار
الضوابط المعروفة.
ولكن استثمار هذا العلم أعني علم البلاغة في التعامل مع النصوص الشرعية
يحتاج إلى لون من المعايير لا تخرج بأي حال عن سنن العرب وطرقهم في الكلام؛
فمثل ما يقال عن الأدب الإسلامي أنه أدب يشترط فيه اجتماع صفتين هما:
(الأدبية) و (الإسلامية) فبلاغة أهل السنة: نوع من البلاغة تشترك مع غيرها في
الجوانب العلمية، ولكنها تزيد في اشتراط تلاؤم تلك المعايير العلمية مع ما يراه
أهل السنة، وهم المقتدون بما كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته
- رضوان الله تعالى عنهم -.
ولذلك فميزة بلاغة أهل السنة أنها تتعامل مع النصوص وفق ظواهرها أولاً،
فإذا ما قامت قرينة على أن المراد غير الظاهر، فإن السبيل حينئذ أن ينظر إلى ما
تشير إليه القرائن المتصلة، ثم القرائن المنفصلة سواء أكان ذلك عن طريق النص
أم القائل، أم المناسبة أم غير ذلك.
ولما كان التوجيه البلاغي للنصوص قد يُسَيِّره هوى الشخص أو معتقده، كان
لا بد من الاعتداد بالقرينة المعتبرة، وهذه أبرز ما يميز بلاغة أهل السنة، وقد
فصلت ذلك في آخر الكتاب المشار إليه.
وقبل أن أجيب على الجزء الأخير من السؤال أود التنبيه إلى أن المساحة
المشتركة في البلاغة بين أهل السنة وغيرهم مساحة واسعة في هذا العلم، وهي
المساحة التي ليس فيها ما يخالف معتقد أهل السنة، ويبقى تمييز المواضع محل
الخلاف، والتي استثمرها غير أهل السنة أكثر من أهل السنة الذين هم به أوْلى من
غيرهم.
وأما أهم أعلامها فأذكر منهم على سبيل المثال: ابن قتيبة، وضياء الدين بن
الأثير، وشرف الدين الطيبي، وعز الدين الموصلي، وابن القيم الجوزية،
وشهاب الدين محمود، وابن حجة الحموي، ومرعي الحنبلي، والشوكاني؛ هذا
على سبيل الإجمال؛ لأن بعض مؤلفات أولئك قد تضمنت بعض المخالفات لمنهج
أهل السنة.
البيان: يتهم الأدب الإسلامي بالمباشرة والتقريرية مبتعداً عن الجمال الفني
في نصوصه! ما ردك على ذلك؟
- هذا الأمر يحتاج إلى وقفة متأنية ذات شقين:
الشق الأول: مسألة المباشرة والتقريرية أهي عيب يحط من منزلة النص؟
الجواب الذي أراه وأدين الله به أن المباشرة حين يقتضيها المقام والسياق العام للنص
الأدبي فإنها تسهم في إثراء النص، وتميزه، ولك أيها السائل الحبيب أن تتأمل ما
في القرآن من مباشرة وتقريرية هل أخلَّت بجانب إعجازه البياني الذي أجمعت عليه
الأمة؟!! يقيناً لا، بل المباشرة والتقريرية في مقامهما تمثلان الغاية في الإبداع،
ولكن الذي يطنطن بهذه الفرية يريد أن يكون الأدب سجيناً في سراديب الإبهام
والغموض، ومن ثمَّ يفقد تأثيره في الناس، فيكون أشبه بالرسوم التشكيلية المبهمة
التي لو سئل صاحبها عنها في فترات متباعدة لأعطاك إجابات مختلفة؛ لأن المسألة
ستكون منحصرة في الذاتية المغرقة سواء على مستوى القائل، فيقول ما يشاء دون
حساب، أو على مستوى المتلقي، فيفهم كما يشاء دون ضوابط أو مغايير علمية.
الشق الثاني: دعوى ابتعاد الأدب الإسلامي عن الجانب الفني، وهذه من
إسقاطات الآخر، يطلقها تهمة فنصدقها!! والفيصل في هذا الأمر أن الأدب
الإسلامي يشترك مع غيره من الآداب في الجانب الفني، فلا يصح تسميته بالأدب
حتى تتوافر فيه مجموعة من المقومات الفنية تؤهله لأن يندرج في ميدان الأدب،
وإذا توقف كثير من الآداب عند هذا الحد فإن الأدب الإسلامي يزيد معياراً مهماً فوق
ذلك وهو صفة (الإسلامية) التي تعني شرطاً زائداً على شرط (الأدبية) ، ويتمثل
تحقق هذه الصفة في موافقة النصوص الأدبية لما تضمنته الشريعة الإسلامية، أو
على أقل تقدير عدم مصادمته للشريعة الإسلامية؛ لأنه والحالة تلك سيظل في
منطقة الإباحة.
وعلى هذا فالأدب الإسلامي أكثر ميزة من غيره؛ لكونه يتطلب اجتماع
صفتي (الأدبية) و (الإسلامية) ، فهل تتحول هذه الميزة إلى عيب؟!!
وحتى أكون منصفاً أقول: إن مما ساعد على انتشار هذه الفرية على الأدب
الإسلامي، واستعمال الآخر لها حماس بعض من تغلب عليهم العاطفة فيدرجون
بعض النصوص التي لا تستحق أن تدرج في ساحة الأدب تدرج على أنها نماذج
للأدب الإسلامي؛ بينما لم يتوافر فيها شرط (الأدبية) ، بل لمجرد أنها اشتملت
على مضمون جيد. نعم قد تكون هذه النماذج من الكلام الطيب الجميل، لكن
وصفها بالأدب يحتاج إلى تطبيق معايير الأدب عليها.