للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منتدى القراء

[المرأة وجهاد القلم]

بقلم: مريم المحمد

لقد كثرت الزوايا الصحفية والمقابلات والندوات والمقالات التي لا تزال تنال

من الإسلام، فتارة تعترض على بعض تشريعاته، وتارة تهاجم بعض دعاته

وتلمزهم، وتارة تطالب بالتجديد بل مسخ أحكامه ... وهكذا.

وكثيرٌ من شباب الصحوة يعلمون حقيقة هذا الأمر، ولكن قليل أولئك الذين

يبادرون بأداء دورهم المطلوب تجاه هذه المشكلة أو تلك، وهنا تختلف المعوقات،

ما بين معوقات حقيقية يُعذر أهلها وأعذار واهية وقيود مصطنعة وضعها أصحابها

لتسويغ مواقفهم السلبية.

وهناك العديد من الموضوعات والقضايا التي تدعو الحاجة لنقاشها والردّ على

من يتبنّاها، فمثلاً: ما أكثر ما يتطرق المغرضون إلى الحديث عن قضية المرأة،

ودعوى ظلمها في مجتمعاتنا، وهضم حقوقها في ظل عاداتنا وتقاليدنا بخلاف بلدان

الحضارة والنور! المزعومة.... إلخ.

وكأنه ليس في العالم مشكلة سوى هذه المشكلة التي تتواطأ الأقلام بل

والمؤسسات الصحفية والنقابية على عرضها وتكرارها بدعوى أنها هي العائق

الأكبر في مسيرة تقدم الأمة نحو الحضارة والرقي.

صحيح أن هناك بعض القصور وسوء الفهم لقضية المرأة، لكن الإسلام

بريء من أي ظلم للمرأة، وحسبنا قول الرسول في خطبة الوداع من الوصية

بالنساء خيراً بقوله: (فاتقوا الله في النساء) .

موقفنا من التغريب: يلزم فضح هذا الاتجاه وأصحابه بكتابة الردود

والتعقيبات التي توضح خطر هذا التوجه ومَن وراءه، ولذلك فوائد: منها:

١- نقد الصوت الآخر وفضحه والتخفيف من ضغطه وزحفه، لأن تركه في

الساحة دون مُنازل سيشعره بانهزام مقابله، ويغريه بالتقدم والهجوم.

٢- دفع الإحباط وطرد اليأس الذي أخذ يسري وينتشر في بعض النفوس،

مع غفلة عن [إن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ] [آل عمران: ١٦٠] .

٣- حفز همم أهل القدرات والطاقات، وحثّهم على المبادرة والعمل البناء.

٤- إظهار نموذج مقبول لطريقة الردّ المنضبطة التي تحتذى ويقتدى بها؛

لأن هناك ردوداً وتعقيبات كُتبت بدافع الحماس والغيرة مع اشتعال العواطف وخبوء

ضوء الفكر فيها، فجاءت لنا بثغرات هوجمت الدعوة من خلالها.

ضوابط للرد والتعقيب:

حتى تكون مناقشتنا موضوعية ومقنعة يلزم الأخذ بالأسباب التالية:

- الإلمام بخلفية كافية عن القضية المطروحة والآراء المتداولة حولها.

- العلم بخلفية كافية عن الكاتب واتجاهه ونمط تفكيره وأسلوب طرحه.

- فهم المقال المراد نقده أو تأييده فهماً جيداً، دون تحميل الكلام ما لا يحتمل.

- الموازنة بين الرد على الفكرة والرد على الأسلوب، وانتقاد الكاتب دون

تجريح أو تهجم، فإن هذا أقوى وأسلم وأدعى للقبول.

- مراعاة الفروق والاختلافات بين الكتّاب (حتى لو تماثلت القضايا

المطروحة) ، فالرد على من يُعرف عنه سوء الاتجاه وخبث الطوية يختلف عن الرد

على من أخطأ عن غير قصد.

- مراعاة الوضوح في عرض الفكرة وجودة العرض والموازنة بين الإسهاب

والاختصار.

- الحذر من الاندفاع العاطفي غير المنضبط والسقوط في العبارات الساقطة

المبتذلة.

- البدء بالأهم فالمهم، والتغاضي عما يمكن التغاضي عنه من صغار المسائل.

- حسن التقسيم والتفريع لنقاط الموضوع؛ مما يعطي المقال قوة وقبولاً؛

ولئلا يمله القارئ.

- الاهتمام بقواعد اللغة العربية وسلامة الأسلوب وصحة الإملاء.

- تدعيم الآراء بالأدلة والبراهين العلمية الشرعية والعقلية.

- الجمع بين القوة والثقة من ناحية، والتواضع ورحابة الصدر وفتح المجال

للنقاش وإبداء وجهات النظر وفق الضوابط الشرعية من ناحية أخرى.

- الحذر من الدخول في قضايا شائكة تفتح ثغرات لردود مقابلة.

- إظهار أن صاحب الرد لا يقف وحده، بل هذا هو موقف كل مسلم غيور

على دينه.

- عرض الرد على بعض أهل العلم والتخصص، واستشارة ذوي الرأي ما

أمكن، دون أن يعوق ذلك سرعة النشر التي قل أن ننتبه لها.

- التنسيق بين عدة أشخاص للتفاعل مع القضية، بإعداد ردود وتعقيبات

موضوعية من جوانب أخرى.

- متابعة الصحيفة أو المجلة للتأكد من نشر الرد، والمهاتفة أو المكاتبة عند

عدم النشر.

- معرفة ردود الفعل على الرد وأثره، سواء من المؤيدين أو من المعارضين، ومتابعة الكتابة مرة أخرى إذا لزم الأمر.

آملة أن يكون فيما ذكرته حافزاً لإخواني وأخواتي للمبادرة بنصرة قضايانا

الدعوية، التي طالما تشدقنا بفهمها ومعرفة أبعادها، دون أن يكون لنا في الواقع

رصيد من نصرتها والدفاع عنها على الوجه المطلوب.

والله من وراء القصد،