نسخة من الإنجيل لكل إنسان!
حسن الليدي
كتبت مجلة (وورلد مونيتور) الشهرية - الصادرة عن مؤسسة (كريستيان
ساينس مونيتور) في عددها لشهر ديسمبر عام ١٩٩٠م وتحت عنوان (عقود الإنجيل) - تقول:
(إن أعجب زيادة في توزيع الإنجيل حصلت في فترة قريبة هي ... تلك التي تمت في الاتحاد السوفييتي، ففي خلال عامين - وبالتحديد من يوم أن كتب) هارفي كوكس (مقالته في عدد مجلتنا الأول في يناير عام ١٩٨٨م والتي كانت حول ندوة الأناجيل في روسيا - تم توزيع ملايين النسخ مجاناً على الناس هناك.
وإذا ما أخذنا في الاعتبار التوزيعات التي قامت بها مؤسسة (جمعيات الإنجيل
المتحدة) في الفترة التي تلتها، نجد أنه في مقابل ٢٢٠٠٠ نسخة وزعتها المؤسسة
عام ١٩٨٠م تم توزيع ٢٢٧. ٧٧٥ في عام ١٩٨٩م و٥٩٦. ٢٠٠ نسخة حتى
منتصف هذا العام (١٩٩٠م) . وهذه المؤسسة هي عبارة عن ائتلاف بين (١١٠)
جمعية في إطار لغاية واحدة هي: (إيصال الكتاب المقدس لكل إنسان على الأرض) .
كما نشرت المجلة أيضاً خريطة بيانية لأرقام التوزيعات في عامي ١٩٧٠م
و١٩٨٩م وهي عبارة عن إحصاءات لجهود المؤسسة السالفة الذكر للتوزيعات
المجانية دون اعتبار التوزيع التجاري (حيث إن ذلك خارج عن نطاق عمل
المؤسسة) . ومجموع هذه التوزيعات يشير إلى أن العدد قد تضاعف ثلاث مرات
على الأقل خلال العقدين الماضيين (٥١٥٩٠٢٢ عام ١٩٧٠م - ١٥٦٨٦٠٤٠ عام
١٩٨٩م) وذلك في مختلف بلاد العالم ما عدا الصين؛ حيث تمنع الحكومة عمل
المبشرين، ومع ذلك فقد تجاوز عدد الأناجيل المباعة تجارياً فيها أربعة ملايين
نسخة منذ عام ١٩٨٠م. وتوضح الخريطة الإحصائية كذلك تزايد التوزيعات في
كثير من البلاد العربية والإسلامية كمصر والسودان والأردن والخليج العربي
وبنغلاديش، وتشير الأرقام المدرجة مثلاً إلى أن حجم التوزيع قد تضاعف أربع
مرات في كل من الباكستان ومصر خلال العشرين عاماً الماضية.
وتضيف المجلة ( ... وعدد نسخ الإنجيل الي تمت طباعتها ... من يوم أن اكتشف الإنسان الطباعة الآلية يزيد على (٣) مليارات نسخة) ! .
ولا يحتاج خبر مثل هذا إلى كثير إيضاح أو إطالة تعليق!
فالذي لا ريب فيه أن الباطل يقظان وأهله جادون فيما يريدون. والكفر تعمل
أجهزته في بلاد عربية وغير عربية جهاراً نهاراً على التشكيك في الإسلام وطمس
حقائقه والتشويش على عقول من استطاعوا من أتباعه. ولسنا نقصد التهويل من
شأن الباطل وما يفعلون، لكن القرآن يعلّمنا أن سنة الله هي أنه لا قيام للباطل إلا
في غياب الحق وعند غفلة أهله [وقُلْ جَاء الحَقُّ وزَهَقَ البَاطِلُ إنَّ البَاطِلَ كَانَ
زَهُوقاً] [الإسراء: ٨١] ، وهذا بيت القصيد. فبرغم ما نرى من بشائر الصحوة
الأكيدة ومن إنجازات مباركة في كثير من المجالات إلا أن مضاعفة الجهود
وتطويرها كماً وكيفاً أصبحت أمراً لا يمكن القبول بأي تهاون فيه، ونحن نعيش في
عالم أصبح يرى في الصحوة الإسلامية خطراً يعيقه ويهدد مصالحه. ومطلوب من
الدعاة إلى الله - الذين يناط بهم أمر رفع راية الإسلام والتعريف به ونشره - أن
يأخذوا أنفسهم بشيء من الجد في هذا السبيل، وأن يكون لهم في جهود أهل الباطل
ومثابرتهم درس وعبرة، فإنه من المهانة أن لا نكون أقدر على الحركة بحقنا
ونصرته والإقناع به من دعاة الباطل الذين يركبون فيه الصعب والذلول.