الاستهداف الأمريكي للعمل الخيري الإسلامي يزداد يوماً بعد آخر، وهو جزء من الحملة على الإسلام ومؤسساته الفكرية والدعوية والخيرية.
وعلى الرغم من أن التهم الكثيرة التي أثيرت في وسائل الإعلام الغربية لم تسندها الأدلة المادية، إلا أن سياسة الاستعلاء والضربات الاستباقية هي القانون الذي يسيطر على مجريات المعادلة الغربية في الآونة الأخيرة.
المستفيد الأول من هذه الحملة: المنظمات التنصيرية والإرساليات الكنسية، التي استثمرت غياب المؤسسات الإسلامية، وقامت بدور تنصيري واسع النطاق، وربما تكون أزمة دارفور في السودان من أبرز الأمثلة الصارخة في هذا المجال..!
الجدير بالإشارة ها هنا: أن الغرب الذي يلاحق العمل الخيري، ويصادر حقوقه، ويطالب بإغلاق مؤسساته، لا يتردد في تقديم شتى أنواع الدعم (لمؤسسات النفع العام) في بلادنا الإسلامية، التي تسعى لتغريب الأمة ومسخ هويتها، كالمؤسسات النسوية والاستشارية ونحوها من المؤسسات المشبوهة.
أسوأ ما في هذه الحملة: أنَّ جمعاً من أهل الأهواء من بني جلدتنا ممَّن شَرِقَت حلوقهم بالإنجازات الكبيرة للمؤسسات الخيرية الإسلامية استثمروا المناخ العالمي المتوتر، وراحوا يكيلون التهم جزافاً، ويثيرون الشبهات، بأسلوب تحريضي رخيص، يفتقد إلى النزاهة والصدقية، دون أدنى اعتبار للحقائق والوقائع الثابتة.
وحال كثير من هؤلاء كحال أولئك القوم الذين قال فيهم ربنا ـ سبحانه وتعالى ـ:{هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا}[المنافقون: ٧] .
الحقيقة التي تغيب عن هؤلاء وأولئك: أنَّ العمل الخيري لا يمكن أن تُقطع جذوره باستعلاء غربي، أو تطاول من أهل الأهواء؛ فذلك جزء رئيس من المكونات العقدية والتربوية الضاربة بأطنابها المتجذرة في هذه الأمة، {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ}[المنافقون: ٧] .