رسالة
[عرض حال]
فاطمة محمد أديب الصالح
نحن الموقعين أدناه أبناء /١٩٤٨/ وما بعدها، أبناء أحلام العودة، أبناء
الثورة والصمود و (الغضب الساطع آتٍ) و (البيت لنا والقدس لنا) .. أبناء (أصبح
عندي الآن بندقية) و (أنا صامد، صامد) .. و (عبس الخطب فابتسم..) [١] في
وصف الفدائي.. نحن العرب في كل ديار عاشت النكبة والنكبات ...
نحن أبناء الدموع والدماء والعرق تحت شمس المخيمّات.. يسلينا المذياع في
انتظار العودة فنسمع رسائل الشوق والعبث والبث منّا وإلينا في كل المحطات
العربية، تحاول أن تصل بيننا وقد ذُرِرنا كقبضة من رمل في كل أرض يابسة من
الكرة الصامتة..
نريد أن نوضح لكم، بناء على ما سبق، ولحيثيات أخرى كثيرة تقتضي
الحكمة الصمت عنها، أننا أصبحنا بحاجة إلى تغيير لخلايانا المعجونة بحبّ
التضحية والفداء والإباء، حتى ونحن قاعدون عنها، وبحاجة إلى غسيل لأدمغتنا
العنيدة التي لا تريد أن تفهم (لغة العصر المتمدن الساعي إلى السلام عن طريق
الحوار حول الموائد العامرة) .. وبحاجة إلى تغيير لدمائنا التي حقنتموها بغضاً
لليهود، وذلك كله حتى نتقبل فكرة مصافحة يهودي والانحناء له، ثم تسليمه
مستندات ملكية أرضنا وبحرنا وسمائنا، وليس أمامكم لتخليصنا من ذلك الإرث
المتخلف الذي ندمتم عليه، وتراجعتم عنه بعد أربعين سنة إلا الصبر.. فإذا كان
هذا صعباً لأنكم فيما يبدو على عجلة من أمركم، فثمة حلول أسرع: الخلايا يمكن
كيها بالنار فتغدو دون معالم.. الأدمغة يمكن غسلها بالبترول الخام أو المكرر.. الدم
يمكن تجديده بزرع قلوب جديدة. والمستورد منها أفضل.. ولكم الشكر.
... ... ... ... ... ... ... ... ... عنهم
... ... ... ... مذهول بن مظلوم آل مصدوم ...
(١) ما بين القوسين عبارات في قصائد مغنّاة، رددتها الألسنة العربية في تلك الحقبة، ومن أمثاله: الله أكبر يا بلادي كبّري/ وخذي بناصية المغير ودمري ومنها: يا أهلاً بالمعارك.