للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصفحة الأخيرة

أذكرتنيهم الخطوب التوالي

حسين بن علي الذومي

ما زالت صورة أولئك الرجال ترتسم في ذهني بقوة.. صورة الرجال الذين

لبسوا أكفانهم ترحيباً بالموت فى سبيل الله.. وحملوا أرواحهم على أكفهم.. يرفعون

كتاب الله.. ويهتفون بصوت مجلجل: الله أكبر، ولم ينسوا أن يكتبوا وصيتهم قبل

مسيرتهم.. (مسيرة الموت) ! !

لله درّكم يا رجال (مرج الزهور) .. لقد ذكرتمونا رجالاً كدنا أن ننساهم في

خضم أحداث الحياة.. ولم يغفلهم تاريخنا المضيء.. لم ينس من كتبوا التاريخ

لإبائهم ودمائهم.. لم ينس نور الدين وصلاح الدين وعز الدين.. وكل من نصر

الدين.

ها أنتم تعيدون الأمل إلى القلب من جديد.. لتحيوا العزة والإباء فلكم منا كل

شكر وعرفان.. ولا نملك لكم إلا الدعاء! نقول ذلك وقد وضعنا أيدينا على وجوهنا

حياء وخجلاً منكم.. لأننا نعيش في زمن الضعف.. نرجو منكم أن تتقبلوا أعذارنا

غير المقبولة!

بينما أنتم تستنفرون حماسنا.. نسلّم خانعين معقلاً من معاقلنا في (البوسنة

والهرسك) ..

ها قد سقطت مدينة (سريبرينتسا) .. فهل حدث ما يحكونه فعلاً عن سقوطها؟ ! بعد إقامة المجازر البشعة بأيدي الصليبيين! !

نحن لم نُفِق منذ سقوط الأندلس (الفردوس المفقود) .. وحتى الآن فما زلنا

نعيش على ذكراها.. فهل لدينا الطاقات الفكرية التي تغطي رثاء المدن الإسلامية

التي بقيت لنا في أوربا؟ ! .. مع الأسف.. حتى الرثاء لم نعد نحسن صنعته.

ولا يكاد يلتئم جرح في أمتنا.. إلا وتتلوه عشرات الجراح الحديثة.. ولا

تقف حدود المجازر عند الجراح بل تستأصل الأطراف! !

وبدلاً من انشغال إعلامنا بإيجاد حلول لمداواة آلامنا ومتابعة قضايانا.. فإنه

انشغل بمسرحية ما يُسمى (الإرهاب الأصولي) ! !

يقول رئيس تحرير أحد المجلات العربية: لا غرابة في أن يكون أكثر حديثنا

عن قضية (الإرهاب الأصولي) فهو حديث اليوم وحديث الغد!

فإلى هؤلاء - العملاء الخونة - نقدم التعزي بعد أن خذلوا الأمة، وزادوا

المسلمين ذلة ومهانة في الأرض.. وطبقوا المشروع الصهيوني الأميركي بحذافيره.. حذو القذة بالقذة! ! ونبشرهم بأن دماء إخواننا خارج الحصون وداخلها..

ستكون سيلاً جراراً يكتم أنفاسهم.. ويكسر أقلامهم.. وسيأتي أولئك الرجال الذين

إذا دعُوا هبّوا.. وإن دوى النفير أغاروا..