[لا تحقرن نفسك!]
نجيب الحيدري
الناظر في حال أمتنا اليوم يرى أنها مصابة بكثير من الأمراض القلبية التي تجعلها في ذيل القافلة.. ومن هذه الأدواء: (داء احتقار الذات) «وعدم ثقة الفرد بقدراته بصورة جعلته في غاية السلبية مما أفقده الحماس الدافع للعمل؛ فترى الإنسان المسلم في أحيان كثيرة إنساناً خاملاً لا يعمل لنفسه شيئاً فضلاً عن أن يعمل للرفع من شأن أمته (١) ، وقد استشرى هذا الداء في أوساط العاملين كذلك؛ فترى من يحتقر نفسه في مواطن يجب أن يقدم فيها، أو يحتقر فيها عمله أو يحتقر من يدعو؛ فلا يكاد هذا المرض يفارق الكثير منا ما لم نعالجه ونحاول أن ندفع شره كما ندافع الأمراض الفتاكة. ولعلّي أحاول هنا مستنيراً بكتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أهتف بنفسي وبإخواني لعل نفساً أن تؤوب وتثوب، ولعل قلباً أن يعي، ولعل روحاً أن تبذل، ولعل رجع صوتي يوقظني ويوقظ إخواناً معي.
_ أسباب المرض:
لكل مرض أسباب ومظاهر وعلاج؛ ولكن ما هي أسباب هذا المرض الخطير على الأمة يا ترى؟ فخذ بعضاً منها:
١ - البعد عن منهج الله ـ تعالى ـ وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - يجعل الإنسان يُحس بعبثية الحياة وفقدان الهدف، ومن ثم احتقار الذات وعدم الشعور بالمسؤولية. قال ـ تعالى ـ: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: ١١٥] .
٢ - حال الأمة وما تعانيه من الهزيمة النفسية ومن الذل والهوان والانقسام والتشرذم مما جعل أفرادها يحتقرون ذواتهم في مقابل قوة أعدائهم، ولكن إذا رجعوا إلى دينهم أعزهم الله.
٣ - التربية غير السوية سواء في الأسرة أو في المدرسة أو في المجتمع عموماً؛ فإذا كانت هذه التربية لا تؤهل الفرد ليعبر عن رأيه واختياره ما يراه مناسباً له ولا تؤهله لتحمل المسؤولية؛ فإن ذلك ينتج أفراداً مسلوبي الإرادة ومحتقرين لذواتهم.
٤ - عدم تنمية الذات؛ فإن الذات تنمو إذا تربت على حمل المسؤولية، وتذبل إذا أُهملت وتركت بدون تربية، ثم النظر في جوانب النفس والحياة المشرقة وجوانب التفوق فيها؛ فإن النفس إذا تربت على التفاؤل أقدمت وتفاعلت، وإذا تربت على التأنيب والانتقاد تلاشت واضمحلت.
٥ - التقليد الأعمى للغرب، والانبهار بما وصلوا إليه من حضارة وتفوق دنيوي يجعل الإنسان يحتقر ذاته، ويشك في دينه ومجتمعه.
٦ - ضياع الهوية وتشتت الاهتمامات، فيشعر الفرد المسلم أن عزته في غير دينه، ويحاول أن يتميز بهذه الأمور ويهتم بها أياً كانت (كرة، فن، قنوات ... غيرها) مما يشتت اهتماماته، ويجعل منه إنساناً سلبياً محتقراً لذاته غير مبالٍ بأمته، بل جل اهتمامه بهذه الأمور.
وفيما يلي ذكر لبعض المظاهر عسى أن أوفق لعلاج نفسي ومعالجة هذا الموضوع بطريقة ترفع الهمم وتوقظها.
_ مظاهر المرض:
وهنا نعرض لبعض مظاهر هذا المرض حتى نعرف هل نستطيع العلاج على أفضل وجه؟ فمن هذه المظاهر:
١ - ما نلحظه من احتقار الكثير ذاته في سد ثغرات الدعوة إلى الله التي يجب سدها في جميع جوانب الدعوة، أو عدم وجود الكفاية ممن يسد المحل ويفي بالغرض. ومن الحجج التي تقال وترفع: «لسنا أهلاً لسد هذه الثغرات ... » وكان الأجدر بنا فعل ما يمكن فعله، وعمل ما يستطاع عمله لا أن نترك مجالات الدعوة فارغة وننشغل بدنيانا بحجة عدم القدرة.
٢ - ترك إنكار المنكر تذرعاً بأنه لم يبلغ الحد الذي يُسمَع له، أو أن صاحب المنكر قد لا يراه أهلاً، أو نحوها من حبائل الشيطان. ومنها احتقار الذات وعدم الثقة في النفس. ومن المعلوم أن من الواقع المشاهد أن المنكر يزول أو يخف مع كثرة عدد المنكرين؛ فكن أحدهم.
٣ - احتقار ما يقدم لبعض المدعوين تقليلاً من شأنهم، أو ازدراءً لهم، أو لضعف أثرهم في تسيير الدعوة إلى الله، أو على العكس من اليأس من هدايتهم؛ فلا يقدم لهم شيئاً من النصح أو التوجيه.
_ علاج المرض:
العلاج يحتاج لصبر ومصابرة، ويجب علينا جميعاً أن ندرك خطر إهمال أنفسنا وعدم علاجها من مثل هذه الأمراض أو هذه الظواهر في المجتمع فلا بد من الدأب على علاجها، ودرء شرها لكي لا نصبح مجتمعاً متبلد الإحساس بارد المشاعر لا يهم أحدنا إلا نفسه ودنياه، ولا يحرص على الرقي بنفسه ومجتمعه المسلم؛ فهذه بعض ما أعانني الله على استنتاجها، فأسأل الله أن يعيننا على أنفسنا، وأن يهدينا سواء السبيل.. فإلى العلاج معاً:
١ - أن تعرف قيمتك وموقعك في الحياة. فمن أنت؟
أنت أيها المسلم من قال فيك نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» (١) .
أنت من خير أمة أخرجت للناس قال ـ تعالى ـ فيها: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: ١١٠] .
ثم أنت أيها المسلم جندي من جنود الإسلام بصلاحك يصلح مجتمعك، وبفسادك يفسد مجتمعك؛ ألم تسمع حديث السفينة؟
عن النُّعْمَان بْنِ بَشِيرٍ ـ رضي الله عنه ـ عَنِ النَّبِيّ ِ- صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا، وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا؛ فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا! فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا» (٢) .
فهل ترضى أنت أن تكون سبباً في فساد مجتمعك بقعودك وتركك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بدين الله عز وجل؟ فاعلم أن الإسلام والدين ينتصر بجهد أفرادٍ من الأمة ... وقد تكون أنت منهم فلا تحقرن نفسك.
ثم إن معارك الإسلام الفاصلة على مدار التاريخ الإسلامي منذ معركة بدر إلى وقتنا الحاضر إنما وقع النصر فيها بجهد أفراد من الأمة منهم القائد المعروف، ومنهم الجندي في أطراف الجيش لا يعرف، ولكن كل منهم قام بدوره؛ فلم يحتقر الجندي الصغير نفسه فيؤتى الجيش من قِبَله، بل كان كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -: «طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه، مغبرة قدماه؛ إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفّع» (٣) ، هؤلاء صدقوا مع الله وفقهوا قول الله ـ عز وجل ـ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: ٧] ، إنْ ننصر الله في أحقر الأمور وأصغرها ينصرنا الله في أجلِّ الأمور وأكبرها على عدونا في أي ميدان وعلى أي أرض.
٢ - التأمل في قيمة العمل عند الله:
نعم! لماذا تحقر عملك والفضل لله وحده وهو الكريم الجواد المنان، والذي لا يظلم مثقال ذرة أو ما هو أقل منها؟ {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} [النساء: ١٢٤] أي لا يظلم الذين عملوا الصالحات من ثواب أعمالهم مقدار النقرة في ظهر النواة، وهو أقل شيء؛ فكيف بما هو أعظم من ذلك؟ وقوله ـ تعالى ـ: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ} ولم يقل (ومن يعمل الصالحات) فدخول (من) على (الصالحات) لوجهين:
الأول: أن الله أَعْلمَ عبادَه المؤمنين أنهم لن يطيقوا عمل جميع الأعمال الصالحة، فوعد بالجنة لمن عمل ما أطاق منها، ولم يحرمه منها لسبب عجزه عن بعض الصالحات.
الثاني: أن الله أوجب وعده لمن اجتنب الكبائر وأدى الفرائض وإن قصّر في بعض الواجبات؛ وهذا تفضل من الله للمؤمنين (٤) .
ولكن المشكلة أننا جميعاً حين نعمل نقدم ما نراه نحن، ونزن الأعمال بموازيننا الضعيفة الهزيلة الدنيوية الأرضية. وإني هنا أريد أن أنقلك أخي القارئ إلى ميزان غير ميزاني وميزانك ... فلنبحر في رحلتنا لعلنا نصل ... لشاطئ الأمان.
كم مرة يقال لي ويقال لك: ألق كلمة، أو وجِّهْ إنساناً، أو انصح، أو وزِّع شريطاً، أو ادعم مشروعاً، أو قدِّم خيراً.. فنعرض احتقاراً.. إما لأنفسنا أو للمشروع أو لما معنا من علم أو للشخص المدعو أو نحو ذلك.. ولكن اقرأ معي هذه النصوص، وتأملها جيداً، وأطِلِ التأمل لتعرف شأن العمل الحقير في أنظارنا:
_ قال ـ تعالى ـ: {وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: ٨] ، أي وزن نملة وهي أصغر ما يكون من النمل. وقال بعضٌ إن الذرة هو أن يضرب الرجل بيده على الأرض وما علق من تراب فهو الذرة، وقيل الذرة ما يُرى في شعاع الشمس من الهباء (١) .
_ عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق» (٢) .
قال النووي ـ رحمه الله ـ في شرحه لهذا الحديث: وفيه الحث على فضل المعروف وما تيسر منه وإن قلّ حتى طلاقة الوجه عند اللقاء (٣) .
_ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سبق درهم مئة ألف» فقال رجل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: «رجل له مال كثير أخذ من عَرَضه مئة ألف، فتصدق بها، ورجل ليس له إلا درهمان، فأخذ أحدهما فتصدق به» (٤) .
فَشمِّر عن ساعد الجِد، وبادر بالأعمال الصالحة ولو استصغرتها في نفسك.
٣ - النتائج ليست في يديك فلا تحقِّر عملاً قط.. كلمةً.. أو ديناراً ... أو حتى بسمة:
أتعلم أن كلمة منك قد تراها عابرة لأي إنسان لا تلتفت أنت لها، وقد تحتقرها، وتقول في نفسك: هل أقولها أم لا؟ وهل سيستفيد منها المدعو أم لا؟ وهذا المبلغ القليل الحقير هل سيؤثر لقلته وحقارته؟ وهل سيستفيد منه المحتاج أم لا؟ قد يكون له من الأثر ما لا يخطر لك على بال. ثم نحن عادة ما نجيب أنفسنا وبدون كثير عناء بكلمة «لا» في مثل هذه المواقف المتكررة في اليوم والليلة عشرات المرات.
ولكن أتدري أن كلمة مني وكلمة منك وكلمة من أخ ثالث لها أثر على رفع المنكر وإثبات المعروف؟ ثم افرض أن المنكر لم يرتفع، أو المعروف لم يثبت؛ فهل ذهب عملك سدى؟ وهل ضاع جهدك أدراج الرياح؟
وعلى مدار التاريخ الإسلامي هناك عدد من العلماء كانت هدايتهم بسبب كلمة، وخذ على سبيل المثال لا الحصر «زاذان» ـ رحمه الله ـ فقد روى عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنه مر ذات يوم في موضع من نواحي الكوفة فإذا فتيان فُسّاق قد اجتمعوا يشربون وفيهم مغن يقال له «زاذان» يضرب بالعود ويغني، وكان له صوت حسن؛ فلما سمع ذلك عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: ما أحسن هذا لو كان بقراءة كتاب الله، وجعل الرداء على رأسه ومضى، فسمع زاذان قوله، فقال: من كان هذا؟ قالوا: عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: وأي شيء قال؟ قالوا: إنه قال: ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى!
ثم قام وضرب العود على الأرض فكسره، ثم أسرع فأدركه وجعل المنديل في عنق نفسه، وجعل يبكي بين يدي ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ فاعتنقه عبد الله، وجعل يبكي كل واحد منهما.
ثم قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه: كيف لا أحب من أحبه الله عز وجل. فتاب إلى الله من ذنوبه، ولازم ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ حتى تعلم القرآن، وأخذ حظاً من العلم حتى صار إماماً في العلم، وروى عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ وسلمان ـ رضي الله عنه ـ وغيرهما (٥) .
فعبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عمل بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «بلِّغوا عني ولو آية.. الحديث» (٦) ، ثم تأمل هذا الصحابي والعالم الجليل المحدِّث كيف اختار الكلام المناسب في الوقت المناسب والقدر القليل ثم هو شيء ليس من المتوقع الهداية على مثله، ولكن الهداية بيد الله؛ فهذه كلمات قليلات صار لها من الأثر ما جعل الرجل يصبح من المحدِّثين العلماء. لا شك أن القائل كذلك له أثر؛ ولكن لاحِظْ أن الكلمات قليلة والجهد يسير محتقر لدينا.. ولكن الأثر والنتائج ليست بأيدي البشر.
بل إن رسولنا محمداً - صلى الله عليه وسلم - حثنا على أقل من الكلمة وهي الابتسامة والتي لا تكلف شيئاً بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق» (٧) ،.. وكم للابتسامة من الأثر الطيب على نفوس إخوانك من المسلمين مما يزيدهم ألفة ومحبة فيما بينهم وهي كذلك تزيل الأحقاد والضغائن بإذن الله ... نعم! لو انتشر هذا التصرف الجميل لأحدث من الألفة والترابط الشيء الكثير الكثير.
كم من ابتسامة رفعت الأسى والحزن عن مصاب، وكم من ابتسامة أزالت غضب غضبان أراد البطش بمن ابتسم له ولكن جاءت هذه الابتسامة لتطفئ الغضب ولتعطي رسالة على حسن أخلاق من ابتسم، وكم من ابتسامة كانت سبب المحبة بين الإخوان في الله فزادت العلاقات وقويت واندحر الشيطان وخنس.
٤ - المدعو قد يكون أفضل من الداعي.. فقدِّم ما تستطيعه لكل أحد بلا احتقار ولا يأس:
ثم يا أخي الطيب! لا تحقرنََّ إنساناً على وجه الأرض؛ فقد قال الله ـ تعالى ـ: {إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ١٣] ؛ فالإسلام أعز بالإيمان بلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيباً الرومي ـ رضي الله عنهم ـ وأذل بالكفر أبا جهل القرشي وكسرى الفارسي وهرقل الرومي؛ فيا من تدعو إلى الله لا تحقر من تدعو مهما كان.... انظر وتأمل معي.. ألم تسمع بالبخاري ـ رحمه الله ـ الذي يعد كتابه أصح كتاب بعد كتاب الله أنه ليس بعربي، وغيره الكثير من علماء الأمة الجهابذة الكبار من مثل الإمام مسلم والترمذي، بل وعالم اللغة الأول سيبويه، بل إنك لتعجب حين تعلم عن كثير من علماء السلف ـ رحمهم الله ـ وممن علا كعبهم في العلم والدين أنهم كانوا موالي (أي أنهم كانوا أرقَّاء ثم أُعتقوا) ولو تسمع بأسماء بعضهم لتعجبت؛ لكن ما بلغوا ما بلغوه إلا بالدين والعلم من مثل (الحسن البصري، والليث بن سعد، وابن سيرين، وابن المبارك، وعكرمة..) وغيرهم كثير، رحمهم الله. انظر صفة الصفوة لابن الجوزي، رحمه الله. ثم إن كثيراً مما نقوم به في اليوم والليلة من صلاة وصيام وصدقة بل تفاصيل الدين نقله أمثال هؤلاء العلماء الذين عزوا بالدين لا بغيره؛ فهل بعد هذا نحقر مسلماً؟ فتأمل قوله - صلى الله عليه وسلم -: «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ» (١) .
نعم! ليست نظرتنا هي المقياس، بل يكفي أن نبذل الوسع في الدعوة مع جميع المسلمين، وعدم القياس بقياسنا، بل نعطي وندعو ونترك الهداية بيد الله، عز وجل. وهذا نبينا محمد ِ- صلى الله عليه وسلم - يعلمنا أن لا نُخدع بالمظاهر ولا نزن الناس بموازيننا؛ فعن سهل ـ رضي الله عنه ـ قال: «مر رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما تقولون في هذا قالوا: حري إن خَطب أن يُنكح وإن شَفع أن يُشفّع وإن قال أن يُستمع. قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين، فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حَرِيٌّ إن خَطب أن لا يُنكح، وإن شَفع أن لا يُشفّع، وإن قال أن لا يُستمع. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا خير من ملء الأرض مثل هذا» (٢) .
ثم من أنا وأنت في مقابل أنبياء الله ورسله ـ عليهم السلام ـ وهم يدعون الناس بكل إخلاص وتفانٍ؟! ولكن الهداية ليست على الجهد المبذول فقط؛ بل هناك توفيق الله وهدايته للمدعو؛ ألم تقرأ هذا الحديث:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضي الله عنهما ـ قَالَ: لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - جَعَلَ يَمُرُّ بِالنَّبِيِّ وَالنَّبِيَّيْنِ وَمَعَهُمُ الْقَوْمُ، وَالنَّبِيِّ وَالنَّبِيَّيْنِ وَمَعَهُمُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيِّ وَالنَّبِيَّيْنِ وَلَيْسَ مَعَهُمْ أَحَدٌ..» (٣) .
وكذلك أيضاً هل هذا الرجل سينفع الأمة، أم هو لن ينفعها؟
فهذا نعيم بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ لما أسلم ولم يعلم قومه به، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إني أسلمت وإن قومي لم يعلموا بإسلامي فمُرني بما شئت! فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنما أنت رجل واحد، فخذِّل عنّا إن استطعت» فالحرب خدعة. فلم يحقره النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل أمره بالشيء الذي يناسبه؛ ومن ثم انطلق هذا الشخص الواحد؛ فماذا صنع بقريش ومن معها من اليهود وغطفان؟ صنع بهم العجائب من تشكيك بعضهم في نوايا بعضهم الآخر، فتفرقت الجموع بفضل الله (٤) ، ثم بجهد هذا الصحابي الواحد، رضي الله عنه. وكذلك أيضاً هل هذا الرجل مقرب من قلبك أو أنت تحب هدايته وحريص عليها؟ فكل هذه الموازين لا قيمة لها؛ فهذا رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - دعا عمه وحرص أشد الحرص حتى قبل موته، ولكنه لم يهتد، فقال الله ـ عز وجل ـ له: {إنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} [القصص: ٥٦] (٥) ؛ فهذا أحب الخلق لله؛ فكيف بي وبك؟ فلندعُ إلى الله ونترك الهداية والنتائج بيد الله عز وجل.
٥ - العمل الصغير قد يصبح كبيراً بالنية الخالصة لله:
هناك من الأعمال ما نراه في أعيننا كبيراً ونبذل فيه من الأوقات والأموال، ونرى أن هذا العمل هو ما يدخلنا الجنة ... فيخالطه من الرياء أو السمعة أو عدم الإخلاص أو نحو من ذلك مما يحبطه أو يصغره ... والعكس بالعكس؛ فقد نحقر بعض الأعمال ولا نراها شيئاً في أعيننا ويخالطها من أعمال القلوب من الإخلاص والرجاء والمحبة والإخبات ونحو ذلك ما يجعلها كبيرة.. كما قال أحد السلف: (كم من عمل كبير صغرته النية، وكم من عمل صغير عظمته النية) .. ولا تحقر عملاً قدمته بنية خالصة.. فالقليل مع الإخلاص كثير، ثم خذ على سبيل المثل هذه المواقف التي وردت في السنة من الأعمال التي قد لا نراها في أعيننا شيئاً ... فعَنْ أَبِي هُرَيْرَة ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: قَالَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -: بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ إذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إسْرَائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَسَقَتْهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ» (٦) . فهذه بغيُّ (أي زانية تمارس الزنا بل هو مهنة لها) عملت هذا العمل الذي نحقره نحن؛ وانظر للعمل: سقيا كلب؛ فكيف ببني الإنسان؟ بل فكيف بأعمال فيها من نشر للخير ما فيها ونشر للعلم ونحوها ونحن لا نراها في أعيننا شيئاً وهي عند الله بقدر عظيم ... ؟ وهذا عمل محتقر آخر أيضاً لا نلتفت إليه.. اقر وتأمل: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَذَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ» (٧) .
فلا تحقر عملاً صغيراً في نظرك؛ فإنك تعلم مدى أثره ونفعه على نفسك وأمتك أو على من تدعوهم إلى الله عز وجل.
قُلْ؛ فقد يقول من بعدك فيتغير الحال ويتغير المآل.
أََنفِقْ ولو بالقليل؛ فإن المال القليل على المال القليل يكثر.
أَسِّسْ من المشاريع ولو كانت صغيرة أو حقيرة في نظرك؛ فكم من المشاريع الضخمة قامت على مشاريع صغيرة في البداية.
ابْدِأ بأي عمل ولو صغيراً؛ فإن البدايات دائماً تكون أضعف من النهايات. والأمثلة كثيرة لا تحصر.
فَكِّر فكم من مشروع ضخم كتب الله له القبول والنفع بإذن الله كان من فكرة عابرة.
ابْتَسِم؛ فإن للبسمة من الأثر في قلوب الناس الشيء الكثير الكثير، وإن الشخص البسوم مقبول قوله وفعله لدى العامة قبل الخاصة. وللابتسامة من رفع للمعنويات وإزالة للحزن من قلوب الناس وتثبيت بعضهم الشيء الذي قد يذهل لو اطلع عليه المبتسم.
٦ - ممارسة المشاريع الصغيرة.... فهل من عامل؟
هذه لك مني.. ولكي أكون قد بدأت بنفسي فهذه بعض المشاريع للدعوة إلى الله. أسأل الله أن تكون بداية انطلاقة لي ولك للعمل الجاد المثمر؛ فكما قال: «خذوا من الأعمال ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قلَّ» (٨) .
٧ - فخذ هذه الأفكار البسيطة والتي أسأل أن ينفع الله بها القارئ والكاتب:
١ - احمل حقيبة صغيرة تكون فيها كتيبات ومطويات ورسائل من عدة لغات (أولها العربية) ثم ضع عدة لغات على حسب وجود الجالية في طريقك وفي عملك.. وعند وقوفك عند إشارة أو عند محطة للوقود أعطِ من يستفيد منها.
٢ - شارك بمقال أو كلمة لإحدى المجلات أو الجرائد؛ ففيها من الخير الكثير من نشر للخير، وقد يقرأ من يستفيد، وفيها تعويد نفسك الكتابة مما يعودك نشر الخير.
٣ - الإنترنت وسيلة كبيرة وسهلة التناول، وممكن أن تصل إلى العدد الكبير في زمن قصير وبالقليل من المال.
٤ - إذا اشتريت شريطاً أو مطوية فخذ منها عدداً لإخوانك؛ فلعل المهدى إليه أكثر انتفاعاً من المشتري.
٥ - قم بزيارة للمؤسسات والهيئات الخيرية؛ ففيها من رفع معنويات العاملين، وقد تُمكن من المشاركة معهم في مشاريع الخير والإصلاح.
٨ - عليك بما تطيق:
إن الله «لن يحاسبنا إلا بما أعطانا من القدرات والطاقات، وكل بحسبه؛ فبقدر ما أعطاك سيحاسبك: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: ٢٨٦] ، فلن يحاسَب الأصم الأبكم كالسميع المتكلم، ولن يسأل من أعطاه العلم والقدرة على الإلقاء والتحدث كمن لا علم لديه ولا قدرة له على ذلك.
ولن يحاسبنا ويسألنا أيضاً إلا بقدر الطاقة البشرية وبحسب المستطاع.. وهو ـ تعالى ـ لن يسألك عمن هم في مجاهل أفريقيا، أو من هم في أقاصي الأرض إذا كنت لا تستطيع الذهاب إليهم وليس لديك من العلم ما تبلغه إياهم، بل سيسألك عن نفسك وأهلك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: ٦] وسيسألك عمَّن هم في مقدورك ومن هم حولك؛ فبلِّغ من تستطيع ممن هم حولك: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: ٢١٤] .
ولكن هناك قدر مشترك بيننا جميعاً ولا يعذر به أحد وهو بذل المستطاع في الدعوة وتبليغ الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال الله ـ تعالى ـ: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: ١٦] أي بذل الوسع ولو قليلاً، والجهد ولو نزراً يسيراً، ولكنك تستطيعه وتَقدِر عليه وكلٌّ بحسبه.
ولكي لا أطيل عليك أخي القارئ أذكر بعض طرق تنمية الذات والخلاص من مرض السلبية باختصار:
استشعار مهمة الإنسان في هذه الحياة والحكمة التي خلقه الله من أجلها وهي عبادة الله وحده لا شريك له. قال ـ تعالى ـ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: ٥٦] :
أ - قراءة سيرة خير البشر - صلى الله عليه وسلم - وسير الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ والسلف الصالح الذين غيَّروا مجرى التاريخ بدين الإسلام، ثم قراءة كتب المبدعين والمخترعين مؤمنين وكفاراً مما يشحذ الهمة إلى المعالي؛ لأننا أوْلى من الناس في هذا الإبداع (وقد ذكرت طرفاً من هذا في صلب المقال) .
ب - الإقبال على العلم الشرعي تعلماً وتعليماً ومجالسة لأهله مما يعطي المرء ثقة بنفسة وتعزيزاً لذاته والقدرة على السؤال والحوار وهو ينمي في النفس الثقة مع أهل الفضل عبر الأيام، ويزداد علماً وعملاً وتواضعاً فيزينه العلم وهو يزين العلم بالعمل.
ج - النظر في الجوانب المشرقة من النفس، وإهمال الجوانب السلبية ... ولا يخفى أن كل إنسان يحمل في نفسه وذاته كمّاً لا يستهان به من الطاقات والقدرات؛ فلنستغلها قدر الإمكان.
د - الاستفادة من العلوم المعاصرة التي تزيد في النفس الثقة، وتزيد من القدرات والطاقات. (كدورات الخطابة، ودورات الحاسب، ودورات البرمجة العصبية ... وغيرها) .
والله أسأل أن يجعلنا وإياك ممن نصر الله بهم الدين.
ثم إن ما سطرته لا يدفعني وإياك لتصدُّر المجالس والعلو والزهو بأنفسنا على الناس، لا بل يدفعنا للعطاء والبذل مع التواضع لله والخوف من عدم قبول العمل؛ فإن العمل يعظُم شأنه ويكبُر بالإخلاص لله، وهو كذلك يصغُر ويحقُر بالرياء والسمعة؛ فقد قال أحد السلف: كم من عمل كبير حقرته النية، وكم من عمل صغير عظمته النية؛ فعليك بالإخلاص؛ فهذه الصدِّيقة بنت الصديق ـ رضي الله عنها ـ تقول في حادثة الإفك لما بلغ منها البلاء مبلغه: «ولَشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بوحي يتلى» (٢) ، مع ما لها من فضل عند الله وعند رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولكنها تتواضع وتستصغر نفسها، ولكن لم تترك العمل مع هذا الاحتقار.
وكل ما قلناه ونقوله في عدم احتقار الأعمال لا يدفع كذلك للعمل الفردي والاكتفاء بصغائر الأمور وترك كبارها، لا بل هذا يزيد عزمنا وإصرارنا على المضي قُدُماً في الأمور الكبار والأعمال المؤسسية، وبذل الوسع والطاقة في عدم احتقار ما يعمل الإنسان، ولنعطِ كل شخص أهميته؛ فإن المؤسسات الإسلامية والدعوة لن تستغني عن أي جهد وطاقة ولو قلّت وحقرت؛ فإن كل إنسان فيها يؤدي وظيفة لا يؤديها الآخر؛ فإن من ينظف ويحضر الشاي والمرطبات له الأثر البالغ على الزائرين وعلى نفس العاملين، ولو لم يحضِّر لبُحث عن بديل له؛ فكيف بمن يعلوه في العمل والأهمية وليلاحظ مثل هذه الوظيفة وغيرها من الوظائف التي يجب أن يقدر أصحابها ويُذكَّر ويُوجّه بأن له مكانة لدينا، وأنه قد خدم دينه وأمته.. وبمثل هذا العمل ولو رآه الناس عملاً لا يستحق الكثير من الجهد ولا يستحق صاحبه الكثير من التقدير؛ فالموازين عند الله ـ تعالى ـ وحده، ومثل هذا الأخ أو غيره ممن يقوم بأعمال قد تُرى حقيرة ولكنها بمجموعها تخدم الدعوة والإسلام بأجمعه والعمل القليل بالعمل القليل يكثر ويثمر.
وبعد هذا المشوار ابذل ما تستطيع، ولا تعجز ولا تجلس، وسارع إلى الركب؛ فإن الركائب قد أُسرجت واركب مع القوم؛ فإن لم تركب معهم ذهبوا وتركوك تعالج الحسرات؛ فبادر قبل الرحيل: {حَتَّى إذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: ٩٩ - ١٠٠] .
(١) من مقدمة مجلة البيان، العدد ١٦٠ ذو الحجة بتصرف.
(١) رواه النسائي، (٣٩٨٧) ، باب تعظيم الدم، ٤.
(٢) رواه البخاري، (٢٣٦١) ، باب هل يقرع في القسمة.
(٣) رواه البخاري، كتاب الجهاد رقم (٢٨٨٧) .
(٤) تفسير القرطبي، ٣/ ٣٨ ـ ٣٩.
(١) تفسير الشوكاني، ٥/ ٤٧٩، طالع تفسير في ظلال القرآن، ٦.
(٢) رواه مسلم، (٤٧٦٠) باب البر.
(٣) شرح النووي على مسلم، ١٦/ ١١٧.
(٤) صحيح ابن حبان، (٣٣٤٧) ، باب صدقة التطوع.
(٥) كتاب التوابين، ٢٢٢.
(٦) رواه البخاري، (٣٢٠٢) ، في كتاب أحاديث الأنبياء، ١٦ سبق تخريجه.
(٧) رواه مسلم، (٤٦٥٠) ، من حديث أبي هريرة في البر والصلة.
(١) قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن ابن مسعود وأبي هريرة رضي الله عنهم.
(٢) رواه الترمذي، (٢٣٧٠) صفة القيامة.
(٣) رواه البخاري، (٥٠٩١) ، كتاب النكاح، باب الأكفاء في الدين.
(٤) انظر: تاريخ الطبري، ٢/ ١٧٨.
(٥) انظر: تفسير ابن كثير، وهذا سبب نزول هذه الآية، وانظر: البداية والنهاية، ٢/ ٤٨٩.
(٦) رواه البخاري، (٣٢٠٨) ، كتاب أحاديث الأنبياء.
(٧) رواه البخاري، (٢٢٩٢) ، كتاب أحاديث المظالم والغصب.
(٨) رواه البخاري، (٥٥٢٣) .
(١) رواه البخاري، (٤٧٥٠) ، كتاب التفسير.