ها نحن نعيش حياتنا وقد مضت من أعمارنا السنون والشهور.. وما زلنا
سائرين في عجلة الحياة.. نسير معها دون أن نعلم لذلك نهاية.. حتى ربما أصبح
يوم أحدنا عبارة عن ضحك وحزن وكلام.. بل ... قل وحتى عبادة.. وما زالت
العجلة في الدوران.. وما زال الإنسان يجهل الكثير عنها.. ومع ذلك يسير لأنه لا
يستطيع أن يوقف نفسه.. فالأمر ليس بيده.. ربما يفكر هل سيظل على حاله:
ليله كنهاره.. وأمسه كغده؟ ربما يظل على هذا الحال إن استبعد المشوار..
فتحول الأمر إلى عادات تجعل الإنسان ضعيف الهمة.. متبلد الأحاسيس ... يصبح
الخطأ والصواب في قلبه واحداً..
ولكن لا بد أن يقف يوماً فإما أن يحاسب نفسه ويقومها ويقوي قلبه بالتقرب
إلى خالقه، أو أن تكون نهايته نهاية سوء، فيموت ميتة يكون معها الشجر والدواب
أفضل منه..
أو يتفطن في المسيرة منذ بداية مشواره.. ولا يتعجل.. ولا يستبعد الطريق
فيكون العكس تماماً واضعاً أمامه أنه إن فتر لحظة فإن محبة الله عز وجل ستحركه.. [وَالَّذِِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ][العنكبوت: ٦٩] . والله المستعان.