للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التسامح الديني طريق التحريف القادم]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فالتسامح في لغة العرب التي نزل بها القرآن تعني السهولة المنافية للصعوبة، واليسر المنافي للضيق والشدة، وكذلك كان دين الإسلام دوماً. «قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم -: أي الأديان أحب إلى الله؟ قال: الحنيفية السمحة» (١) ، قال ابن حجر: والسمحة السهلة أي أنها مبنية على السهولة لقوله ـ تعالى ـ: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إبْرَاهِيمَ} [الحج: ٧٨] » (٢) ، وقد دل على هذه السهولة واليسر في دين الإسلام نصوص كثيرة وهو أمر يجده المسلم في كل ما شرع الله تبارك وتعالى؛ فقد أخبر الله ـ تعالى ـ عن رسوله -صلى الله عليه وسلم - بقوله: {يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: ١٥٧] ، وقال: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: ٣٢] ، وآيات كثيرة في هذا المعنى.

وقد جاءت الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بنحو ما جاء في القرآن، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «إن الدين يسر، ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه؛ فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة» (٣) . وعندما أراد نفر من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أن ينقطعوا عن الدنيا رغبة في مزيد الخير عن طريق التشدد في العبادة؛ حيث قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبداً، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما واللهِ! إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء؛ فمن رغب عن سنتي فليس مني» (٤) ، فبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أن كثرة الخشية لله ـ تعالى ـ والمزيد من تقواه لا تكون بالامتناع عما أحل الله وأباحه للناس، ولا تكون بالتضييق على النفس وتحميلها ما لا تطيق؛ فإن الله ـ تعالى ـ قد خلق الدنيا على هذا الوضع، ولا يمكن أن تسير الحياة مع الانقطاع عنها. وتوجيه الرسول -صلى الله عليه وسلم - لأصحابه هؤلاء والأمة من بعدهم نابع من معرفته بما حل بالأمم التي سبقتنا والتي سارت في هذا الدرب ولم تستطع القيام أو الوفاء به؛ وذلك أنها لم تخلق له، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تشددوا على أنفسكم فيُشَدَّد عليكم؛ فإن قوماً شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم؛ فتلك بقاياهم في الصوامع والديار {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} [الحديد: ٢٧] » (١) ؛ فهذا وما أشبهه دال على تسامح الإسلام ويسره وسهولته، وهل هناك سهولة ويسر وتسامح أفضل أو أكثر من ذلك؟

لكن التسامح أو السماحة التي يوصف بها الإسلام لا تنافي التمسك بالدين والعض عليه بالنواجذ، بل تقتضيه وتدعو إليه، وقد جاءا مجتمعين في حديث واحد؛ فعندما أراد رجل من أصحاب رسول -صلى الله عليه وسلم - أن يتخلى من الدنيا، ويعتزل الناس ليتفرغ للعبادة، قال له النبي -صلى الله عليه وسلم -: «إني لم أُبعَث باليهودية ولا النصرانية، ولكني بُعِثت بالحنيفية السمحة؛ والذي نفسي بيده! لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها، ولَمقام أحدكم في الصف خير من صلاته ستين سنة» (٢) ؛ فبين له الرسول -صلى الله عليه وسلم - أنه بُعث بالحنيفية السمحة، ودعاه مع ذلك إلى عدم الاعتزال والجهاد في سبيل الله. والمسلمون اليوم مدعوون بإلحاح شديد للتسامح الديني وإظهار ذلك في أقوالهم وتصرفاتهم، لكن ما التسامح الديني المطلوب؟ هل هو اتباع الهدي القاصد في الدين وعدم الغلو فيه كما مر بنا في الأدلة السابقة؟ أم هو مجموعة من الألفاظ العربية التي رُصَّت جنباً إلى جنب ثم مُلِئت بمضمون لا وجود له في النصوص الشرعية، أو في أقوال أهل العلم الذين يعتمد على فتواهم قديماً أو حديثاً، والمطلوب شيء وراء ذلك؟ لا يُعيينا البحث كثيراً أن نكتشف أن هذا اللفظ إنما استخدم لتمرير المعاني الباطلة التي يريدها أهل التحريف في الوقت الذي لا يلقى اللفظ فيها اعتراضاً، ومن ثم تسويقه في (حراج) الأفكار العصرية، أو لكي يُنعت من يبين الأهداف الحقيقية لتلك الدعوات أنه غالٍ أو متطرف أو داعم للإرهاب أو نحو ذلك من التهم الجاهزة.

والمشكلة التي نعاني منها ليست في خطط أعدائنا وتوجهاتهم؛ فذلك أمر متوقع منهم؛ إذ لا نتوقع منهم أن يكونوا دعاة إلى ديننا وإلى الحفاظ عليه، وإنما المشكلة في وجود صفٍ من داخلنا يعمل بمثابة البوق الذي لا دور له سوى ترديد كلام من يتحدث فيه ولكن بدرجة أعلى، والمطلوب بكل وضوح هو التخلي عن الدين كلية أو تغييره وتحريفه ـ وهو مطلب قديم طلبه المشركون من رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، فقالوا له: {ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ} [يونس: ١٥] ! وإذا لم يكن ذلك كله ممكناً في الوقت الراهن فيكون التخلي في المرحلة الأولى عما يتعارض منه مع خطط الطامعين في الاستيلاء على بلاد المسلمين ونشر النصرانية فيها، إلى أن يحين من وجهة نظرهم إمكان تحقيق ما تبقى من آمالهم. إن مما يُطلب اليوم من المسلمين حتى يكونوا متسامحين من وجهة نظر أمريكا وحلفائها وأتباعهم: إلغاء المدارس الدينية التي تقوم مناهجها على تدريس الإسلام؛ والحجة في ذلك لديهم جاهزة؛ لأن الإسلام ـ فيما يزعمون ـ دين يدعو إلى الإرهاب ولا يمكن القضاء على الإرهاب ونشر التسامح إلا بمنع تدريس الدين الإسلامي. وقد ذكرت جريدة الوطن القطرية أنه في دراسة أمريكية مطولة حول الجماعات الإسلامية جاءت التوصية الرئيسة تدعو إلى ضرورة إلغاء التعليم الديني في المنطقة العربية باعتباره (الوعاء) الذي يتخرج منه الإرهابيون (٣) . لكن ماذا فعلوا هم بمدارسهم الدينية؟ في أقل من خمسين عاماً تضاعفت المدارس الدينية في أمريكا أكثر من مائة وثمانين مرة، كما تضاعف عدد الطلاب بها أكثر من مائتي مرة، أما المدارس الدينية عند اليهود فيصل عدد الدارسين بها في المرحلة الابتدائية إلى أكثر من ثلاثين بالمائة من أعداد الطلاب.

لقد كان من تداعيات تلك الضغوط الشديدة والتخويف من جانب، والمسارعة في إرضاء الأعداء وانتهاز الفرص لإظهار التبعية والقدرة على تنفيذ ما يطلب من جانب آخر، أن بادرت بعض الدول فعلاً إلى الاستجابة لذلك، فقامت اليمن بإغلاق المعاهد الدينية بها، كما أصدر مجلس المحافظين بمصر توصية بوقف بناء معاهد دينية جديدة وتحويل ما لم يتم منها إلى مدارس لمحو الأمية، حتى وصل الأمر إلى الجزائر، فقامت بإلغاء تدريس المناهج الشرعية في المدارس الثانوية العامة (أي المدارس غير الدينية) فيتخرج الطالب منها من غير أية حصيلة معرفية تتعلق بالدين، وقد طالب الكثيرون من أتباع هذا الاتجاه بأن لا يكون تعليم أو تدريس الدين من مهام وزارات التربية والتعليم؛ فالوزارات التي تعتني بالتربية لديهم ليس عليها عندهم أن تقوم بتربية الأجيال على الدين، وهذا بخلاف الدول التي فرَّغت كتب الدين من مضمونها وحولتها إلى بعض العظات والتوصيات التي تحض على التسامح والسلام مع الظالم والمعتدي حتى من غير ظهور الحق أو رجوعه لأصحابه. أليس ذلك كله يدخل تحت غمار حملة لتغيير الدين ومفاهيمه وتحريفه في عقول الناشئة باسم التسامح الديني؟ وهذا كله أو بعضه غدا معروفاً في جميع الأوساط. لكن هل هذه الدول التي تطالبنا بالتوقف عن دراسة ديننا وعن تعليمه لأبنائنا وبناتنا، وإلغاء المدارس المعدة لتدريسه، هل كان لديهم تسامح وهم يطالبوننا بذلك؟ وهل يحق لأحد لا يوجد عنده أقل ما يوصف بأنه تسامح أن يقف موقف المعلم لغيره في أمر لا يحسنه بل يعمل ليل نهار على نقيضه؟ فالذي يجبرك أو يقهرك على التخلي عن دينك وعقيدتك، أو ثقافتك أو المسلَّمات لديك بزعم التسامح هل هو في ذلك متسامح؟

إن من أكبر التناقضات التي نراها في عالم اليوم أن تكون الدعوة إلى التسامح بلا تسامح، بل بالقوة أو الإجبار والإكراه؛ وهل هذا هو المثال الوحيد؟ بالقطع لا؛ فالأمثلة كثيرة ولا يسع المجال لتعدادها. خذ مثلاً دعواهم بقبول الآخر وهو ـ في كلامهم ومحاوراتهم ـ ليس المختلف معك في فروع الدين أو أصوله، بل المختلف معك أصلاً في الدين نفسه بحيث ينتمي إلى دين آخر؛ فماذا يعني قبوله؟ المطلوب قبول ثقافته ودينه وفكره بحيث يكون له الحق في أن ينشر كفره بين المسلمين ويدعوهم إلى دينه، ولا يُمنَع أحد من الاستجابة إليه، فلا يُمنَع أحد من التحول من دين الإسلام إلى ديانة الكفر. وليس المراد بقبوله قبول إقامته بين المسلمين؛ إذ ذلك موجود في ديار المسلمين منذ جاء الإسلام، ولولا ذلك لم نجد في ديار المسلمين كافراً؛ فقبول الآخر لديهم يعني في جزء منه إلغاء حكم الردة؛ لأن هذا الحكم ـ عندهم ـ ضد الحرية وضد حقوق الإنسان، أي علينا أن نلغي جزءاً من أحكام شريعتنا؛ فإذا لم نفعل ذلك فلسنا متسامحين، وينبغي الضغط علينا من أجل التسامح وعدم التعصب. أما إذا اهتدت نصرانية إلى الإسلام والتزمت به وقام كبير النصارى ومن خلفه أتباعه يُبرقون ويرعدون ويريدون عودتها مرة أخرى إلى الكفر، فلا نسمع شيئاً عن حرية الشخص في اختيار الدين الذي يريد، ولا نسمع شيئاً عن التسامح الديني، ولا يُتهم أحد من أتباع الكنيسة بأية تهمة من تلك التهم التي تخترق آذاننا صباح مساء وكأن هذه الألفاظ بكامل تصريفاتها محجوزة للمسلمين؛ فهل عندما أجبر النصارى زوجة كاهن في مصر على العودة إلى النصرانية بعدما أسلمت، وقاموا بحبسها في الدير وقطعوا اتصالاتها عن العالم الخارجي بحيث لا يعلم أحد وضعها، هل كان عندهم تسامح ديني؟ وأين الدعوات التي تنطلق من الأبواق الناعقة كنعيق البوم والغربان التي لا تكل عن دعوتنا للتسامح الديني؟

إن ما يجري في عالمنا كثير وكثير، وليس له إلا تفسير واحد ألا وهو أنهم يريدون تغيير الدين وتحريفه بأي وسيلة، سواء كان ذلك بدعوى التسامح أو بالإكراه.

لقد جاء الأمريكان بزعمهم إلى العراق للقضاء على صدام حسين لمصلحة العراقيين، ولإراحة العالم من شره، وحتى يصبح العالم أكثر أمناً، ودعونا نقبل كل هذه المسوغات الكاذبة؛ فما لهم يرفضون ويصرون على رفض أن يكتب في الدستور العراقي أن الشريعة الإسلامية مصدر التشريع؟ فما علاقة تلك القضايا (حتى وإن صدقوا فيها) بذلك الرفض الذي لا تفسير له إلا كراهة الإسلام والسعي في إطفاء نوره؟ إنه لم يعد اليوم خافياً على أحد تلك الكثرة الكاثرة من الأقوال التي تفوه بها قادة وسياسيون وإعلاميون ومفكرون أمريكيون وغربيون كلها تظهر العداء للمسلمين ولدينهم، وتنتقص من رسولهم الكريم، الذي هو أفضل مَنْ خلقه الله ـ تعالى ـ من البشر ـ صلى عليه وآله وسلم ـ فهل كان في هذا تسامح ديني؟ بل هذا كتاب الله ـ تعالى ـ القرآن الكريم فما بالهم دنسوه؟ فهل كان في هذا تسامح؟ بل هل كان في هذا حتى مجرد مجاملة؟ هل كان لدى فرنسا تسامح عندما منعت المسلمات من التقيد بحكم الشرع في ارتداء الحجاب؟ بل هل كان لدى الغرب تسامح وهو يفرض علينا ثقافته ونهجه في الحياة باسم الديمقراطية حتى تأتي جيوشهم عابرة للقارات فتقتل وتحرق وتسرق وتسجن وتهتك الأعراض باسم نشر الديمقراطية؟

إن الديمقراطية ليست ديناً من عند الله، وليست رسالة جاء بها نبي من أنبياء الله تعالى، وهم مع ذلك لا يتسامحون في نشرها وفرضها على العالم. أما الدين الحق الذي جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم -؛ فهذا ينبغي عندهم التساهل فيه، أي التفريط في أحكامه لصالح ما يخالفه من الفكر الغربي الفاسد أو الكنسي الضال وإلا فلسنا متسامحين، بل متعصبين منغلقين ومتخلفين؛ ماذا يعني هذا؟ إنهم يريدون تغيير ديننا؛ لذلك فهم يسلكون إلى ذلك كل سبيل {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: ٣٠] ، وترى الكثيرين ممن يسارع فيهم لينال الجائزة الكبرى ولينال القرب والصداقة، وهو ما بيًَّنه القرآن منذ نزوله؛ حيث يقول الله ـ تعالى ـ: {وَإن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً} [الإسراء: ٧٣] ، لكن كيدهم بإذن الله ـ تعالى ـ حابط، وسعيهم في ضلال، ومسلكهم خائب، وآخرتهم خزي ووبال. وإذا كان هذا هو ما قدره الله ـ تعالى ـ على من حادَّ الله ورسوله وتطاول على شرعه؛ فإن هذا لا يعني أن يظل المسلمون جالسين على أرائكهم يأكلون ويشربون حتى يأتي نصر الله؛ لأن الله ـ تعالى ـ قدر المقادير وجعل لها أسباباً تتحقق بها، والله ـ تعالى ـ قد وعد بالنصر؛ لكنَّ نصره إنما هو لمن ينصر دين الله تعالى، لا من يخذله ويعين عليه أو يتقاعس عنه. قال ـ تعالى ـ: {إن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: ٧] ؛ فمن ينصر دين الله ـ تعالى ـ فإن الله ينصره، ومن يخذل دين الله ـ تعالى ـ فإن الله يخذله: {وَإن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: ٣٨] .


(١) مسند الإمام أحمد بن حنبل، ١/ ٢٣٦.
(٢) فتح الباري، ١/٩٤.
(٣) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب الدين يسر.
(٤) أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح.
(١) سنن أبي داود، ٤/ ٢٧٦.
(٢) المعجم الكبير، ٨/٢١٦.
(٣) القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب، ص ١٨٧.