(١) ولذلك نجد الكثير من الأحكام المتعلقة بالأسرة مقرونة بنداء إيماني {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [النساء: ١٩] كالميراث (النساء: ١٩) ، والعِدّة (الأحزاب: ٤، ٩) ، وحرمة البيوت (النور: ٢٧) ، والتربية (التحريم: ٦) ، وغيرها؛ فالعلاقة ليست محض علاقة تعاقدية بحته قائمة على أسس قانونية كما يريد لها دعاة «تحرير المرأة» ، وكما هي في الغرب أساساً. (٢) مشروع تعديل قانون الأسرة هو الثاني من نوعه؛ فقد كان مسبوقاً بمشروع آخر تقدمت به وزارة ربيعة مشرنن في عهد رئاسة اليمين زروال، وجمد ولم يناقش، واختفى من الأدراج من غير أن نعرف الأسباب. (١) المذهب السائد في الجزائر هو المذهب المالكي على مر العصور، لذا فإن التأكيد على «عبارة كل المذاهب» لم تكن عفوية، بل مقصودة لتمرير بعض أقوال واجتهادات الإمام أبي حنيفة النعمان ـ رحمه الله ـ في بعض المسائل الحرجة كالولي دون الاعتماد على المذاهب الأخرى. (٢) المذهب المالكي يجعل الولي ركنا من أركان الزواج وبدونه يبطل. (٣) وكان وزير العدل الطيب بلعيز لدى إشرافه على تنصيب اللجنة التي ستشرف على مراجعة القانون قال أمام رجال الإعلام إنه «لا يعقل أن تكون المرأة قاضية وموثقة تقوم بالإشراف على العقود المختلفة ولا يمكنها القيام بتزويج نفسها» . (٤) إن من أسباب اللبس الواقع في بعض المصطلحات هو من خلال فهمها باللغة الأجنبية مثل الولاية أو الولي لا تعني الوصاية أو الوصي. (٥) رغم أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اعتبر أن هذا القانون «مجحفاً» بحق المرأة ومناقضاً «لروح الإسلام» ، ووعد الناخبين بمراجعة القانون «وفق تطور المجتمع وتكريس المساواة بين الجنسين» . (١) تطالب الجمعيات النسائية العلمانية بتعديلات أخرى ترفضها الجمعيات النسائية الإسلامية، وتقول إنها ترمي إلى «تغريب الأسرة الجزائرية عن الدين الإسلامي» . ومن هذه التعديلات أن يتزوج الرجل بامرأة واحدة، وأن تتساوى شهادة المرأة مع شهادة الرجل ـ بعد أن أصبحت طبيبة وقاضية ودخلت كل مجالات الحياة ـ وأن يكون لها مثل نصيب الرجل في الميراث. وهي تعديلات تتعارض صراحة مع ما ورد في القرآن الكريم. (٢) هناك من قال بأن لجنة أخرى موازية كانت تعمل في الظل. (١) وذلك في مفهومي المطالبة والمغالبة. (٢) لعل تطبيق المنظومة التربوية الجديدة هي إحدى هذه المشاريع الكبرى التي سيكون لها الأثر الكبير على الأجيال القادمة والتي تزامنت مع المشروع المذكور، ومرّت بهدوء إلى المدارس بعيداً عن وعيد أصحاب المدرسة الأصيلة والمعارضة الوطنية والإسلامية عموماً. (١) الجزائر في مواقفها المسجلة من المؤتمرات النسائية التي تعقد في العالم - من مؤتمر كوبنهاجن سنة ١٩٨٠م انتهاء بمؤتمر بكين سنة ١٩٩٥م ـ والتي تهدف إلى تفسخ العلاقات الزوجية، وتصبو إلى تفتيت الأسرة، كانت دائماً مشرفة ولا تتناقض والمبادئ العامة لأحكام الشرع والعرف الاجتماعي العام. (٢) إن وثيقة بكين التي أصبحت (مقررات بكين) ووقعت عليها ١٨٠ دولة من بينها الجزائر، هي أساس المرجعية الكونية البديلة والتي أشارت بوضوح إلى أن الدين يقف عائقاً أمام تحقيق هذه المقررات، ولذا ناشدت المقرراتُ المؤسساتِ الدينيةَ لكي تساعد على تحويل مقررات مؤتمر بكين إلى واقع، أي أن تصبح المؤسسات الدينية إحدى أدوات المرجعية الكونية الجديدة التي يتبناها النظام العالمي، ويسعى لفرضها على العالم. (٣) عدم استناد التعديل لأي دراسات اجتماعية أو إحصائية تعبر عن توجه المجتمع أو مفاسد حقيقية تقتضي التعديل، يكشف هشاشة مبررات ودوافع التعديل. (٤) مقربة من حركة مجتمع السلم. (١) من مؤلفاته المهمة: قانون الأسرة والمقترحات البديلة ـ وتأنيس العوانس. (٢) حزب علماني بربري حديث التكوين، وأمينه العام وزير سابق انشق عن حزب الدكتور سعيد سعدي زعيم الجمهوريين العلمانيين في الجزائر. (٣) إسلام أون لاين. نت" الثلاثاء ٢٨/١٠/٢٠٠٣م. (١) الأربعاء ٢٢/٩/٢٠٠٤م.