كلمة صغيرة
[أبو رقيبة.. نهاية وعبرة]
ككل الطغاة عاش أبو رقيبة حياته حاكمأ مستبدأ ظالما، وكان مشروعه
العلماني القاضي بالسير وراء الغرب وتقليده تقليداً أعمى المسوِّغ لدعم الغرب له
وتشجيعه على خطواته التغريبية في إفساد المجتمع التونسي وتضليله؛ ومع ذلك
عاشت تونس دولة فقيرة عالة على الإعانات الأجنبية. صنع إعلامه منه بطلا سمي
زورا بـ (المجاهد الأكبر) حتى بعد ما غدر برفاق الجهاد وأذل العلماء وهمشهم،
وشتم رموز التاريخ التونسي ومن أشهرهم الشيخ (عبد العزيز الثعالبي) ، وألغى
دور جامع الزيتونة باعتباره من أكبر الجامعات الإسلامية العريقة، وأبطل حلقات
العلم فيه، وبطش بالحركة الإسلامية بالقتل والسجن والتشريد ولكن الله يمهل للظالم
حتى يأخذه أخذ عزيز مقتدر، فقد جاء إذلاله على يد أحد تلاميذه بعد أن طفح الكيل
بقراراته العشوائية وأفكاره المتناقضة وإقالته للحكومات المتوالية بشكل مثير
للسخرية؛ حيث أعد تقرير من عدد من أطباء البلاط بأن الرجل أصبح عاجزا عن
الحكم فنحي، وعاش سنواته الأخيرة في سجن إجباري يعافي الهوان الذي طالما
مارسه في حق التونسيين بدون وجه حق، ومن رآه في آخر أيامه علم مدى الذلة
التي صاحبته وهو في أرذل العمر، وكيف أن أمثال هذا الرجل ممن يحاولون إذلال
شعوبهم وظلمها والبطش بها يعاقبون بالعقوبات نفسها، وفي هذا عبرة، وأي عبرة
لمن يعتبر!
ومما يؤسف له أن تونس ما زالت تسير على الخط العلماني نفسه، وما زال
الإسلاميون يعانون الظلم والتهميش بدعاوى معروفة سلفا. فهل يا ترى يعود لتونس
وجهها الإسلامي المشرق، ويتاح لأبنائها نيل حقوقهم المدنية التي كفلها دستور
الدولة أسوة بغيرهم من الأحزاب العلمانية في الساحة، أم على قلوب أقفالها؟ !
نسأل الله لتونس ولشعبها كل ما يحقق لها عزتها ونهتضها وازدهارها.