نص شعري
[مأساة جنين]
صالح الهنيدي الزهراني
salh٨@hotmail.com
طفلة فلسطينية ولدت أثناء الغزو الإسرائيلي الغاشم على مخيم جنين فأسماها
والدها (جنين) .
في زمان الصمت والغدر المشينْ
ولدت في لُجة الحقد الدفينْ
طفلة أرهقها الوهن
وأشقاها الألمْ
وعلى وجناتها الحلوة آثار سقمْ
ولدت والكون يحكي
قصة الإجرام في دنيا السباتْ
وزئِير الغدر من صدر المماتْ
ولدت والعالم المشؤوم ينظرْ
بعيون الصمت يبصرْ
ويرى قصة إرهاب الخنازير
على أرض (جنين)
آه من أرض (جنين)
ولدت فاستبشر الوالد بالنصر
فأسماها (جنين)
كي تكون الشاهدَ الفعلي للمأساة
في أرض (جنين)
ولدت تبصر آلاماً وتقتات الأنينْ
ولدت والموت يهذي
وعلى أصواته رجف المدافع
وعلى نغماته حزن السنينْ
ولدت ترضع أحقاداً
لأبناء اليهودْ
وترى في غيبة العدل
انتهاكات اليهود
ورأت صورة وجه الذل
بادي القسماتْ
وتبدّت هامة العزة فوق الشمس
بل خلف الكواكبْ
** ** **
يا (جنين)
يا عقود الشوق في نحر القضيَّة
يا هدايا الحب من رب البريَّة
آه ما أحلى الهديَّة
يا (جنين)
يا زمان الوعد بالنصر المبين
يا ثمار اللوز
في صحراء دنيانا الدنيَّة
يا بشارات الأماني في ليالي اليأس
يا نبع الأملْ
يا عيوناً طرفها من صورة
القهر اكتحلْ
وعلى وجناتها الغضة ليل الظلم حلّ
يا (جنين)
أوَ ما أبصرت جيش الغدر
يجتاح المنازلْ؟
أوَ ما أدهشك الموت
على الأحباب نازلْ؟
أوَ ما قلتِ وعيناك غزاها الدمع:
ما هذي المهازل؟!
أين قومي؟!
أين صوت الحق في هذي النوازلْ؟!
أين هم؟
أين صلاح الدين؟! أين المسلمون؟!
ما لكم لا تسمعون؟ ما لكم هل تجزعون؟
** ** **
يا (جنين) !
أوَ ما شاهدت أصحاب الكراسي
عندما ناموا
على جرح المآسي
عندما أغمض كل منهم الطرف
وأحنى للنعاس
أوَ ما أبصرت قومي
في ذهول المعمعة
وتغشاهم سكونُ الموتِ والذلِّ
ولحظاتُ الدعة
فغدونا حائرين لست أدري
هل على الكافر أم نحن معه
** ** **
يا (جنين)
ما نسينا أبداً صبرا وشاتيلا
ودير ياسين كلاّ
وجراحَ القدس والأقصى
ولا الماضي تولّى
ما نسيناها ولن ننسى مآسي أمة
تبحث عند الغرب حلاَّ
يا (جنين)
لستِ طفلة
لستِ إلا صرخة في وجه صناع القرار
لستِ إلا قنبلة
لستِ إلا صرخة الحق تدوي
في زمان الصمت في دنيا الذهول
أعلنيها يا (جنين)
«أن يوم الحق آت هكذا قال الرسول»