للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجهاد الأفغاني

أسطورة الإباء والفداء

شعر: محمد أمين أبو بكر

زَحَفَ الأُباةُ إلى الوغى فاستأصلوا ... ظُلَمَ العدوِّ وأحرقوا الطغيانا

ومواكبُ الأبطالِ في تلك الذُّرا ... فاضت فِداءً يلهبَ الميدانا

خاضوا غمار الموت في وهج الجحي ... م فمزقوا في الساحة الأوثانا

هذي الهدايةُ في شِعاب جبالِهم ... إخضوضَرت وأضاءت الأزمانا

حملوا لواء الله وانطلقوا به ... نحو الجهاد فزلزلوا الكفرانا

جازوا براكينا تزمجر في الوغى ... كانت لهم يوم اللقا ألحانا

حتى ثوى (لينين) في ظُلَمِ الخنا ... يتجرع الآلام والخذلانا

ومضى (لكارل) الكفر يشكو عنده ... بعد اللقاء مخازياً وهوانا

من بعدما نفروا يكل ذئابهم ... عَلَّ الذئاب تمزق القرآنا

وجحافل الطغيان في تلك الربا ... بلظى القنابل تلهم الأفنانا

والسادرون على وسائد نومهم ... عشقوا حكايات الهوان زمانا

حتى غدت دور النيام مقابراً ... منكوبةً وثيابهم أكفانا

ضاعوا وطير الذلِّ في حلق فوقهم ... أكل النؤوم وأغضب اليقظانا

لكن آساد الهداية فجروا ... لهب الجهاد فجددوا الإيمانا

أبطالها بين الصلابة والتقى ... شبوا اللهيب وأضحكوا البركانا

قرعوا طبول الحق في درب الهدى ... فوق الجبال فروّعوا القرصانا

أحيوا ببذلهم مسيرة فاتح [*] ... دفن المجوس وكفَّن الطغيانا

قحمت أسود الله تحت لوائه ... سود المخاطر تنصر الفرقانا

لم تنحن الهاماتُ فوق هضابهم ... رغم اشتداد الحادثات زمانا

فالزهرة البيضاء أضحت خنجراً ... يُصلي الغزاة مذلة وهوانا

والقمة الشماءُ عادت قلعهً ... تردي الحقودَ وتقذف النيرانا

والوردة الحمراءُ في وديانهم ... قذفت جحيماً يصهر الذؤبانا

أما البراعم في رباها إنها ... أضحت قنابلَ تملأ الميدانا

لن يستمر الكفُر رغم عناده ... في دار قومٍ بايعوا الرحمانا

وهم - وقد رفعوا لواء محمدٍ - ... كتبوا سطوراً تذهل الأكوانا


(*) إشارة إلى السلطان محمود الغزنوي فاتح الهند من أفغانستان.