[شذرات وقطوف]
إعداد: نجوى محمد الدمياطي
الاستسرار بالدعوة؟ !
الاستسرار بالدعوة كلها أمر مخالف للأصل الثابت المستقر، فلا يجوز اللجوء
إليه إلا عند الضرورة، وأعني بالدعوة بيان دين الله وشرعه وحكمه.
أما الاستسرار بما سوى ذلك من الوسائل والخطط والتفصيلات فهو أمر
مصلحي خاضع للنظر والاجتهاد البشري، إذ لا يترتب عليه كتمان للدين ولا
سكوت عن حق، ولا يتعلق به بيان، ولا بلاغ.
سلمان بن فهد العودة - الغرباء الأولون
هذه هي الحضارة..
إذا تعلمنا تخصيص نصف ساعة يومياً لأداء واجب معين، وخصص كل فرد
منا هذا الجزء من يومه في تنفيذ مهمة منتظمة وفعالة فسوف يكون لدينا في نهاية
العام حصيلة هائلة من ساعات العمل لمصلحة الحياة الإسلامية في جميع أشكالها
العقلية والخلقية والتقنية والاقتصادية والمنزلية.
وسيثبت هذا (النصف ساعة) عملياً فكرة الزمن في العقل الاسلامي، أي في
أسلوب الحياة في المجتمع، وفي سلوك أفراده، فإذا استُغل الوقت هكذا فلم يضع
سدى ولم يمر كسولاً في حقلنا، فسترتفع كمية حصادنا العقلي واليدوي والروحي،
وهذه هي الحضارة.
مالك بن نبي - شروط النهضة، ١٤١
إلى الله المشتكى..
لا يذوق العبد حلاوة الإيمان، وطعم الصدق واليقين، حتى تخرج الجاهلية
كلها من قلبه. ووالله لو تحقق الناس في هذا الزمان ذلك من قلب رجل لرموه عن
قوس واحدة. وقالوا: هذا مبتدع، ومن دعاة البدع. فإلى الله المشتكى، وهو
المسئول في الصبر والثبات، فلابد من لقائه [وقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى] [طه: ٦١] ،
وقال كذلك: [وسَيَعْلَمُ الَذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ] [الشعراء: ٢٢٧] .
ابن القيم - مدارج السالكين، ٢/٣٨٥
الأمم لا تكون في حالة انحدار حقيقي إلا إذا ٠صارت راضية عن نفسها،
متباهية بواقعها وأنانية، يستحوذ عليها هاجس الرفاه المادي، وقد عبر أينشتاين
عن ذلك بكل وضوح حين قال:
(لم يحدث أن اعتبرت الرفاه والسعادة أهدافاً مطلقة، بل وإني أميل لمقارنة
مثل هذا الأهداف الأخلاقية بطموحات الخنزير، فالحياة التي يعيشها المرء من أجل
الآخرين وحدها التي تستحق العيش) .
(ولا تكون الأمة صادقة مع نفسها إلا إذا التزمت بقضية أكثر منها، وحين
يعتقد زعماء أمة ما أنها وصلت القمة، وإن هدفها الوحيد هو البقاء هناك فإنها أمة
منتهية سلفاً) .
ريتشارد نيكسون - (صنداي تايمز) ، ٥/١٠/١٩٨٨
قال الحسن: (اعتبروا الناس بأعمالهم، ودعوا أقوالهم فإن الله لم يدعْ قولاً
إلا جعل عليه دليلاً من عمل يصدقه أو يكذبه، فإذا سمعت قولاً حسناً، فرويداً
بصاحبه، فإن وافق قوله عمله فنعم ونعمة عين) .