المنتدى
[وكذلك ننجي المؤمنين]
عبد الله بن هادي بن ناجير
ظلماتُ الهوى ستُمحى كثلج ... ذوّبتهُ البحار، والحق يُنجي
ويحَ قومي! تقاطروا نحو سُفْنَ ... دَفّةُ السّفْنِ لا تُدارُ لِنَهجِ
هل ستُؤوي مراكب الشرق فوجاً ... واحداً أم مراكب الغرب تُنْجي؟ !
خُدِع القومُ بالمراكب لمّا ... زيّنوها بغانياتٍ وهَزْجِ
مركب الشرق بالسماجة يهذي ... وكذا الغرب قد تلاقوا بِسُمْجِ
ينسجون المُنى وهيهات بُعداً ... مثل أعشى يرى سراباً بَفَجِّ
أو مريضٍ على الفراشِ طريحٍ ... كلما أنْ خدَّرُوه ببِنجِ
يُوهمون الورى بأنْ ليس يشكو ... كيف يهنا وقد أُصيب بَشَجِّ؟
لا يزالون في ثيابِ صديق ... لا يُطيق المسيرَ إلا بِعرْجِ
وإذا ما خلا بعضهم ببعضٍ ... أسرعَ الخطو في ملابس عِلْجِ
وإذا الفلكُ في البحارِ تجارت ... كان رُبانهم يُجيز بِخَرْجِ
ركبوا البحرَ والرياحُ عواتٍ ... تطلب القوم في مراكبَ خُدْجِ
تطلب القومَ، والبحارُ تنادي ... يا سماء الدُّنا أَهِلِّي بَثَجِّ
فالتقى الماء، والمراكب تجري ... فوق موجٍ وتارة تحت موجِ
هلك الجمعُ بالمراكب إلا ... فُلْكُ نُوحٍ؛ دعا الإله فنُجّي