للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الورقة الأخيرة

وظلم ذوي القربى إلى متى؟ !

أحمد العويمر

أن تشن الهجمات الظالمة، والاتهامات المعلبة، والنقد غير النزيه علِى الدعاة

إلى الله بعامة، والجماعات الإسلامية بخاصة من قبل اليهود والنصارى

والماركسيين وأذنابهم الموتورين (اليسار العربي بشتى فئاته) ، والقول في الدعاة

إلى الله من التجني والكذب والافتراء ما هو معروف مما يتقيؤونه ويسودون به

الصفحات كل يوم، كل ذلك معلوم ومنتظر؛ والشيء من معدنه لا يستغرب.

أما أن يتطرق التشكيك في كثير من الدعاة إلى الله من قبل نفر من أهل

الإسلام وممن يشار إليهم بالبنان، فهذا ما لا يتوقع ولا يخطر على بال أحد لأسباب، منها:

* أن الإسلام يدعو إلى التعاون على البر والتقوى، وينهى عن التعاون على

الإثم والعدوان.

* التعميم في الأحكام غير مقبول مع آحاد الناس، فكيف مع الدعاة إلى الله؟ !

* وهل خطر ببال أولئك الشانئين أنهم في خندق واحد مع المتربصين بالدعوة

بنقدهم هذا غير الموضوعي؟

* الإسلام يدعو إلى الإنصاف حتى مع الأعداء، فكيف مع العلماء والدعاة

[وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى] [المائدة: ٨]

*وأخيراً، فإن المطلع على نماذج من النقد المطروح يلحظ نقداً جيداً متميزاً

ولكنه قليل، كما يلحظ الكثير من المبالغات والاجتهادات غير الموفقة التي لا تقوم

على أساس علمي، وبعضها مما يسعه الخلاف، ولا تستحق المعاداة والمفاصلة

بسببه.

وظلم ذوي القربي أشد مضاضة ... على النفس من وقع الحسام المهند

لا شك أن حقل الدعوة إلى الله والعاملين فيه لا يخلو من أخطاء وسلبيات

وملحوظات في العقيدة والمنهج والسلوك، غير أن حل تلك المشكلات وعلاجها ليس

بالفضح والتشهير، وإنما بالرغبة الصادقة في الإصلاح والصدق في التناصح ثم

بعقد الندوات العلمية التي يجتمع فيها الدعاة للتدارس والتشاور بعيداً عن الحزبيات

والأنانيات والتعالم، ليكون الهدف هو مصلحة الدعوة التي مبناها على أصول

الكتاب والسنة والتعاون على البر والتقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،

والاعتصام بحبل الله وعدم التفرق.

الغريب أن يكون بعض أعداء الله أكثر موضوعية من بعض المنتسبين إلى

الدعوة، فأولئك حسب ما ورد في الأخبار يراجعون خططهم في التعامل مع

الإسلاميين لأن مناهجهم القائمة على التعميم في الحكم غير صائبة، فقد دعوا إلى

إعادة النظر فيها لأن العداوة للإسلاميين لم تنتج سوى نتائج سلبية كبرى عليهم

وعلى عملائهم.

فهل يكون النقد الموضوعي منا معشر الدعاة إلى الله لمصلحة دعوتنا وحسب

ما يمليه علينا ديننا؟ أم تأخذ بعضنا العزة بالإثم بالإصرار على منهجه إياه مما

يشتت الصفوف ويوغر النفوس، ويسهم في إضعاف آثار الدعوة؟ !

إن كان الأول: فهذا هو المطلوب، وإن كان الآخر: فوالله إن ذلك علامة

سوء وظاهرة مرض كبرى، نسأل الله السلامة والعافية.

متى يبلغ البنيان يوماً تمامه ... إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم؟ !