للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسلمو الهند.. الجرح النازف

د. علي عبد الرحمن عواض

ما أشبه (الأمس الهندي) باليوم (البوسني) . وما أشبه هذا وذاك (بأمس ...

ويوم ومستقبل) فِلسطين المغتصبة وما أشبه الجميع بالأندلس! .

وما أشبه البابري بالأقصى والهند بفلسطين.. والمسلم هنا بالمسلم هناك! ! ؛

ففي البلدين قاد الصحابة الكرام والتابعون طلائع الفتوحات.. وفي البلدين أثمرت

حكمة الإسلام دولاً حكمت مئات السنين، عاش فيها المسلم كرياً مرفوع الرأس

وعاش غير المسلم مصان الحق محفوظ الأمن.

وفي كلا البلدين دخل المستعمر الأوربي - وبالتحديد الإنجليزي - وعاث

فيهما الفساد. وأُخرج منهما بتضحيات المسلمين وجهاد الصادقين ولكن بعد أن أذل

أهل الحق وسلم الزمام لغيرهم ورفع مكانة الظالم الذي لا يرعى للمسلم ذمة.. وهذا

شأنهم.

إن اليهودي الحاقد في فلسطين يقتل الأطفال والنساء ويسحق الشبان ويبعد

الشيوخ عن أرضهم ويدَّعي ملكية مقدساتهم.. والهندوس لا يمكن وصفهم بأقل من

ذلك، هذا إذا لم نضفْ إلى حقد اليهودي الماكر فجور الهندوسي الكافر الذي لا

يرضى بأن تُذبح في بلاده بقرة.. بينما نجد أن السكين تهدر دماء الأطفال والشيوخ

دون أن يبالي..

إن جهاد المسلمين في الهند قديم ومشرِّف، عمره عمر الإسلام نفسه؛ فقد بدأ

ضد طواغيت البراهمة الهندوس الذين كانوا يستعبدون الناس ويتحكمون في

مصائرهم ثم الأوربيين الطامعين في خيرات الشرق والذين توالت حملاتهم على

بلاد الهند متسترين بغطاء التبادل التجاري، الأمر الذي لم يدم طويلاً حتى كشف

عن حقيقة النوايا الاستعمارية والأهداف الاستغلالية، فتصدى لهم المسلمون الذين

قاوموا التغلغل الأوربي المتمثل بالشركة الهندية الشرقية الهولندية التي يعتبر نشاطها

إرهاصات التراجع الإسلامي في تلك البقاع في القرن السادس عشر بعد أن أقام فيها

المسلمون المغول دولتهم لمئات السنين.

وجاء بعدها الاستعمار البريطاني الذي دام سنوات عديدة كان (مسك ختامه)

أن قسَّم الهند وسحب السلطة من المسلمين ليسلمها إلى الهندوس الذين لم يراعوا في

المسلمين إلاًّ ولا ذمة، ومزق المجموعات الإسلامية ضمن ولايات ابتكرت ليكون

المسلمون فيها أقليات محرومة من أدنى حقوق الإنسان، كما ألحقت ولايات وممالك

إسلامية مستقلة بدول أخرى ذات غالبية هندوسية أو بوذية كحال كشمير المسلمة

التي ألحقت بالهند، وأَرَكَان التي ألحقت ببورما، ومملكة مورو التي أُلحقت بالفلبين، هذا إلى جانب العمل على تدمير ميراث المسلمين الذين ساهموا في صنع أنصع

صفحات تاريخ الهند عبر مئات السنين.

المسلمون وحصاد التقسيم:

ما إن انطلقت صرخات التكبير والتهليل معلنة قيام أكبر دولة للمسلمين (في

وقتها) تضم مسلمي الهند الذين عانوا من ظلم الاستعمار الأوربي في بلادهم، حتى

بردت الوجوه وتحولت دمعة الفرح إلى دموع أسى وحزن وتحول الاحتفال بولادة

دولة إسلامية إلى وجوم رافقه خوف من مستقبل يتوقع له أن يكون مليئاً بالمصائب

والمآسي والظلم.

عرف مسلمو الهند من اللحظات الأولى أن مأساتهم لم تنتهِ بإعلان دولة

باكستان - بشقيها الشرقي والذي أصبح (بنغلاديش) فيما بعد - والغربي - والذي

حمل اسم باكستان ولا زال - فالهند التي حكمها الإسلام مئات السنين وأقام فيها دولاً

هي مادة الصفحات البيضاء - ربما تكون الوحيدة - في تاريخ الهند المكتوب. فقد

وجد المسلمون أنفسهم مقسومين إلى كتلتين بشريتين كبيرتين في باكستان الشرقية

والغربية تفصل بينهما مئات الكيلو مترات مما ساعد على توسيع الشرخ داخل الأمة

الهندية الإسلامية. إلى جانب ذلك بقيت الملايين العديدة من المسلمين المشتتين على

شكل أقليات أو أكثريات في بعض الولايات ضمن الاتحاد الهندي، وتاريخ هذه

الأقليات هو سجل حي ومكرر لما تعانيه الأقليات الإسلامية في مجتمعات الكفر

بالمقارنة بما تلاقيه الأقليات غير الإسلامية من ضمانات وحماية ضمن دول الغالبية

الإسلامية أو تحت حكم إسلامي.

فمع الإعلان في ١٤ من أغسطس عام ١٩٤٧ عن قيام دولة جديدة للمسلمين

على الخارطة السياسية العالمية بدأت الأخبار تتوالى من الهند ناقلة أخبار مَن تبقَّى

من المسلمين داخل الهند، إذ شنت الأغلبية الهندوسية على مسلمي البلاد حملة

همجية فرسخت بالدماء والأشلاء صورة الحقد والكفر الذي يكنُّه عباد البقر لعباد

الرحمن بتوجيه ورعاية من (المستعمر) الأوربي الذي عمل جاهداً ولسنوات عديدة

- على تشويه صورة تاريخ الحكم الإسلامي للهند، وغدت سيرة الإسلام في الهند

مليئة (بالظلم والقهر والاستبداد (٠٠) الذي فرض الإسلام فرضاً على السكان

الأصليين للبلاد) . هذه الأفكار - الأوهام التي شحنت بها نفوس الهندوس مرفقة

بالجهل والأمية التي كانت - ولا زالت - تعم البلاد والتي أثمرت مجازر لا يقبلها

إنسان ولا يتصور وقوعها بعد سنوات الإسلام الطوال في بلاد الهند.

قامت المنظمات الهتدية وبشكل واسع جداً بحملة تصفيات جسدية للمسلمين

المنتشرين في الولايات الهندية يرافق ذلك نهب ممتلكاتهم وحرق بيوتهم إلى جانب

قتل الرجال والأطفال والاعتداء على أعراض النساء واستعبادهن.

المجازر التي ارتُكبت وصلت بشاعتها إلى حد الاعتراف بها من قبل الهندوس

أنفسهم في كتابات بعض عقلائهم الذين وصفوها (بالحيوانية والاضطراب العقلي) ، ... كما أن الغربيين - الذين كانوا لا يزالون في البلاد نقلوا - صوراً صادقة للأحداث

ولعل اصدقها ما نشرته جريدة (تايمز) اللندنية في ٢٥ من أغسطس عام ١٩٤٧م:

(آلاف المرات أكثر مما شاهدناه في الحرب) هو تعليق كبار الضباط

الإنكليز والهنود حول ما يحدث في شرق البنجاب من مجازر السيخ في طريق

الحرب. إنهم (ينظفون) شرق البنجاب من أي أثر للإسلام.. يذبحون المئات يومياً

مجبِرين مئات الآلاف على الهرب بأرواحهم إلى مناطق أخرى.. حتى أنهم في

جنونهم يحرقون أحياناً أتباعاً لهم. هذا العنف المنظم صادر فقط عن هيئات عليا

وليست انفعالات وعصبيات الجمهور وينفذ بإشراف قادتهم. بعض المدن الكبرى

مثل أمريستار وجولاهدور هادئة بعض الشيء الآن؛ لأنه لم يعش فيها أي مسلم.

الجثث في كل مكان، التشويه والتمثيل بالأجسام واضح جداً.. لم يوقروا أحداً:

الرجال، النساء.. والأطفال) .

كتب الماريشال (Auchinleck) القائد الميداني للقوات البريطانية في الهند -

في رسالة وجهها إلى رئيس وزراء بريطانيا -: (لا يستطيع المسلم أن يتحرك أو

يتجول في أية منطقة أو ولاية من ولايات الهند دون أن يخشى على حياته [١] ) .

حتى أن اللورد مونباتن (Mountbatten) - الشهير بصداقته للهنود وعدائه

للمسلمين - كتب معترفاً: (مع أن الأحداث كانت معدودة في كراتشي فإن دلهي

شهدت إبادة كاملة للمسلمين فيها) ! [٢] .

الأمم المتحدة والأمة المنكوبة:

الاضطرابات التي عمت البلاد وذهب ضحيتها - بالغالب - مسلمو البلاد

استلزمت استنفاراً شعبياً لدى مسلمي باكستان شاركه استنفار سياسي لدى حكومة

الباكستان التي حركت ديبلوماسيتها متمثلة بالشكاوى إلى الأم المتحدة والتي أرسلت

لجنة تقصي حقائق ورد في تقريرها التالي:

(الآلاف بل مئات الآلاف (بدلاً من استخدام كلمة الملايين) قد لاقوا ...

حتفهم كنتيجة للصراع الداخلي والاعتداءت والتصفيات الجسدية والنهب والتشريد

ساهم فيها البوليس والجيش لسبب واحد هو الاختلاف في الدين) ! [٣] .

حاولت باكستان جاهدة أن تحصل من الأمم المتحدة على موافقة لإجراء تقصي

حقيقة ما يجري داخل الهند ولكن معارضة الهند للأمر حالت دون ذلك. وماتت

على أبواب الأم المتحدة سنة ١٩٤٨ حقوق المسلمين، كما هو الحال مع المسلمين

والأمم المتحدة عام ١٩٩٣، فمع أن الظلم وفقدان العدالة هي سمة المعاملة التي

يعاملها المسلمون في الهند فإن كشمير أوضح مثال على أن قرارات الأمم المتحدة لا

تصبح سارية إلا إذا كانت تتعارض ومصالح المسلمين.

يختصر أول رئيس وزراء للباكستان لياقت علي خان الوضع في البلاد خلال

تلك الفترة فيقول:

(القيم الإنسانية التي حُكمت بها الهند لعصور عديدة ماتت مع وصول هؤلاء

اللا إنسانيين للتحكم بمصير الناس في الهند. القيم التي بنيت على العدالة والسلام

لمئات السنين استبدلت بالحقد والظلم. ملايين من الرجال والنساء والأطفال يقضون

حياة من الإهانة والنواح. المستقبل لا يعني لجزء كبير منهم إلا الدماء والخوف.

عندما تشرق الشمس لا يعرفون كيف سيكون الحال مع غياب شمس ذلك اليوم

وعندما تغرب لا يعرفون إذا كانت ستطلع عليهم وهم أحياء.. وهل سيعيشون يوماً

آخر. في هذا الواقع من الرعب والخوف فقد الناس كل شيء.. فقدوا فوق كل

شيء التوازن الذاتي والإحساس بالكرامة..) [٤] .

هدم (البابري) وهدم القيم:

لا يحتاج الظالم دائماً لمبرر كي يغطي به ظلمه وعدوانه. فمع أن الهندوس لم

يستطيعوا أن يقدموا إثباتاً واحداً على أن مسجد البابري هو الموقع الذي وُلد فيه (الإله رام) إلا أنهم - وأمام كاميرات العالم ونواح المسلمين - قاموا بهدم معلم من

أهم معالم الحضارة الإسلامية في الهند، ضاربين بعرض الحائط كرامة المسلمين

غير آبهين للقيم أو القوانين والشرائع الدولية. ولعل رحلة في تاريخ المسجد -

الضحية - توضح أهمية المسجد وصراع المسلمين واستماتتهم في الدفاع عنه؛

لأنها لم تكن معركة لمنع هدم حيطان وحجارة المبنى ولكنها محاولة للإبقاء على

الوجود الإسلامي في الهند الذي يُتهدَّد يوماً بعد يوم:

- ١٥٢٨-١٥٢٩م بُني المسجد على أيدي مير باقي من سلالة البابري. لم

يأتِ ذكر لمولد (إله) في موقع المسجد في أي من المراجع أو الوثائق حتى العام

١٨٧٥م حيث بدأت فتنة الإنكليز الجديدة في الهند.

- ١٨٧٥م احتلت مجموعة من الهندوس جزءاً من المسجد وأقامت فيه

الشعائر الهندوسية، وفي نفس الوقت رفضت محكمة في الهند برئاسة قاضٍ

بريطاني حق الهندوس في إقامة معبد مكان المسجد.

- ١٩٣٤م هاجم الهندوس المسجد وهدموا إحدى قبابه ومدخله الرئيسي.

- ١٩٤٩م أدخل الهندوس أصناماً (للإله رام) وأعلنوا استعادة المكان من

المسلمين وبدؤوا يشاركونهم في استخدام المسجد.

- ١٩٥٠م حاول المسلمون استعادة ملكيته واستخدامه عن طريق المحكمة.

- ١٩٨٥م هددت المنظمات الهندوسية أنه إذا لم يُسمح ببناء المعبد حتى

تاريخ ٨ من آذار (مارس) ١٩٨٦ فسوف يُبنى بالقوة بعد احتلاله.

- ١٩٨٦م قررت المحكمة الهندية فتح باب دائم للهندوس إلى المسجد للتعبد

فيه؛ لأن (إغلاق المسجد في وجه الهندوس يحرمهم من حق حرية العبادة) ! .

- ١٩٨٩م قررت المحكمة إبقاء الوضع الراهن على ما هو عليه.

- ١٩٨٩م نوفمبر بدأ الهندوس حملة لجمع مبلغ ٢٥٠ مليون روبية لوضع

حجر أساس للمعبد في أيوديا.

- ١٩٩١م صادرت الحكومة الهندية ٢٠٧٧ هكتار من الوقف المحيط بالمسجد

(٧ من أكتوبر) .

- ١٩٩١م (٢٥ من أكتوبر) أصدرت المحكمة قراراً بعدم البناء على الأرض

المتنازع عليها والمحيطة بالمسجد..

- ١٩٩٢م (١٩ من مايو) البدء بحفريات حول المسجد كأساس لبناء حائط

المعبد.

- ١٩٩٢م (١٣ من يونيو) قرار المحكمة بوقف الحفريات.

أما اللحظات الأخيرة من عمر المسجد فهي كالتالي:

- ١٩٩٢م (٢٣ من يوليو) توصل إلى اتفاق مع رجال الدين الهندوس (لحل

المشكلة سلمياً) .

- ١٩٩٢م (٢٣ من نوفمبر) وصول ١٥٠٠٠ جندي لحماية المسجد. ... ...

- ١٩٩٢م (٢ من ديسمبر) ١٠٠٠٠٠ من المتطرفين يحشدون جهودهم في

أيوديا.

- ١٩٩٢م (٣ من ديسمبر) وصول (القطط السوداء) - وهم نواة الجيش

الهندي - لحماية المسجد.

- ١٩٩٢م (٦ من ديسمبر) تدمير المسجد تدميراً كاملاً.

- ١٩٩٢م (٦ من ديسمبر) الوعد بإعادة بناء المسجد.

- ١٩٩٢م (١٢ من ديسمبر) مشروع حكومي يقترح بناء المسجد، ومعبد في

نفس المكان! .

- ١٩٩٣م (مارس وأبريل) : بناء المعبد الهندوسي وإغلاق ملف المسجد.

بعد هدم المسجد مباشرة قامت الحكومة الهندية بحظر ثلاثة أحزاب هندوسية

متطرفة هي منظمة الخدمة الهندوسية، والمنظمة الهندوسية العالمية، وجيش

باجرانغ على أساس أنها أحزاب متطرفة ساهمت أو سببت هدم المسجد والتحريض

على حملة العنف التي عمت البلاد بعد ذلك وليس في هذا الأمر غرابة.. ولكن

الغرابة وأبعاد المأساة تتضح عندما أعلنت الهند في اليوم نفسه عن حظر وحل

حزيين إسلاميين هما: الجماعة الإسلامية في الهند ومنظمة الخدمة الإسلامية! .

منظمة الخدمة الإسلامية:

هي منظمة صغيرة وليس لها التأثير الكبير على مسلمي البلاد وصناع القرار

بينهم. ولكن حظر تنظيم الجماعة الإسلامية في الهند من قبل الحكومة الهندية يجعل

من المسلمين كالأيتام على مائدة اللئام في السياسة الهندية. فبهذا القرار سُحب من

المسلمين الإطار المنظم لأي تحرك سياسي، ثقافي، اجتماعي أو تربوي.

ولهذا القرار، وهدم المسجد، كان رد الفعل الدولي التالي:

- عينت (إسرائيل) إفرايم دويك سفيراً لها في نيودلهي واستلم زمام السفارة

بعد أيام قليلة كما عينت الهند (ب. ك. سنغ) سفيراً لها في (إسرائيل) .

- وافقت روسيا على تزويد الهند بقطع غيار طائرات ميغ ٢١ مع البدء

بمشروع بقيمة ٤٦٦ مليون دولار لتطوير طائرة ميغ ٢٩ بين الهند وروسيا.

ورحم الله أياماً كان فيها للدول الإسلامية (رد فعل) يرد إلى أهل الحق حقهم

وإلى الأمة اعتبارها.

الآن.. وغداً:

لعل أجمل - وقد يكون من أصدق - ما كُتب عن مأساة مسلمي الهند ما كتبه ... (ظفر الدين خان) بعنوان (مكانان للمسلم في الهند: باكستان..أوالمقابر) ! [٥] . ولعل هذا العنوان يختصر حكاية مسلمي الهند وتوقعات المستقبل.

مأساة كشمير بدأت تأخذ مكانها في ضمير الأمة وأصبحت كلمة كشمير تثير

الإحساس بخطورة الموقف.

آسام التي شهدت عام ١٩٨٣م (مجزرة الأطفال) التي راح ضحيتها ٣٥٠٠

طفل مسلم خُطفوا من بيوتهم وجُزِّروا في ساحة واحدة في صعيد واحد.

هدم البابري لم يكن هدماً للبنيان فقط.؛ فقد رافقه ولحق به تشريد مئات

الآلاف (البعض يقول ٦٠٠ ألف) من المسلمين من مناطقهم بعد هدم ممتلكاتهم

وحرق بيوتهم إلى جانب الضحايا التي وصلت أعدادها إلى ١٨٠٠ قتيل من

المسلمين اعترفت الشرطة الهندية بأن أطلقت النار على بعضهم.

عندما ارتُكبت مجازر الهندوس بحق المسلمين في العقد الخامس من هذا القرن

كانت معظم بلاد المسلمين تئن تحت نير الاحتلال وسياط الاستعمار؛ لذا قد نجد لها

مبرراً (لصوتها المخنوق) الذي لم يصل آذان الأمة ناهيك عن اذان العالم. أما

اليوم - والمجزرة مستمرة والعالم الإسلامي ممثل بـ ٥٣ سفارة وقنصلية لدول حرة

ومستقلة في نيودلهي دون أي اعتراض أو حتى استنكار! - فهذا ما لا نجد له

مبرراً.. إلا إذا كان الشرق والغرب قد اتخذا قراراً نهائياً بشأن مسلمى الهند على

أن يكون: (مكانان فقط للمسلم في الهند.. باكستان.. أو القبر) ! .


(١) G W Choudhury,Islam and the contmporary world,Indos,Thames Publishers Ltd ,١٩٩٠,p١٢٦.
(٢) ibid,p١٢٥.
(٣) (United Nations Papers) Publications,٣rd October ١٩٤٧.
(٤) New York Times,٧ April ١٩٥٠.
(٥) ظفر الدين خان، (مكانان للمسلم في الهند: باكستان أو المقابر) ، جريدة الحياة ٣٠/١٢/١٩٩٢م.