للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تباريح]

مشبب بن أحمد القحطاني

نأيْتُ بنفسٍي عَنْ سَفيهٍ ومَارِقِ

ولَمْ أكُ ذا وجْهَينِ مِثْلَ المُنافِقِ

وأحْسَبُ أنِّي فِي مَقَامٍ مُؤَثَّلٍ

وفِي عُرْوَةٍ بالدِّينِ عنْدَ المضايِقِ

وأعْلَمُ أن الصَّبْر عَونٌ عَلى التُّقَى

وَطَوْقُ نَجَاةٍ عَن مُضِلٍّ وفَاسِقِ

ولَسْتُ أزَكِّي النَّفْسَ فَالدَّرْبُ مُوحِلٌ

ومَا نَحْنُ إلا فَوْقَ حَدٍّ وشَاهِقِ

دَعُونِي أُجَلِّي عَنْ تَبَاريحِ مُهْجَتِي

وأصْدَاءِ آهاتٍ تَولَّتْ بِخَافِقِي

نَظَرتُ إلى الدُّنْيَا بعَيْنَيْ بَصِيرَةٍ

فََلَمْ أرَهَا تَصْفُو لإِسْعَادِ عَاشِقِ

* * * * * * *

وأرْقُبُ مَا يَرنُو له النَّاسُ لَهْفَةً

مَطَامِعُ أحْلامٍ، ونَهْمَةُ سَارِقِ

عَجِبْتُ لِدُنْيَا ذَاتِ دَلٍّ وزُخْرُفٍ

لها مُدنَفٌ يَسْعَى بشَتَّى الطَّرائِقِ

أرَى النَّاسَ أجْناساً وللهِ حِكْمَةٌ

حُماةُ حَيَاةٍ أو.. بُناةُ مَشَانِقِ

قَرأتُ عَنِ الدُّنْيَا أحَادِيثَ فِتْنَةٍ

تمُد يَديْها في بَديعِ النَّمَارقِ

وعَاصَرْتُ أقْوامَاً لَهُم ألْفُ مَذْهَبٍ

مَغَاربُهُم شَتَّى كَمثْل المَشَارِقِ

لَنَا كُلَّ يَوم في حِمانَا رَزيَّةٌ

ونَازلَةٌ دَوَّتْ دَويَّ الصَّواعِقِِ

يَدُسُّون لِلْتَّغْريبِ سُمّاً مُلَوَّناً

صَنَائِعُ أَعْداءٍ، وَجَذْوَةُ حَانِقِ

وأرْبَاب فِكْرٍ من ضَلالٍ، يَؤُزُّهُمْ

(رُوَيْبِضَةٌ) يُفْتِي بِضِدِّ الحَقَائِق

وَيرْمُونَنَا عَن قَوْسِهِم بئْس مَا رمَوا

أدِلاَّءُ إفسَادٍ، وأذْنَابُ نَاعِقِ

هَوَى كُلُّ من أمْسَى مُقِيماً عَلى الهَوى

أسِيْرَ الخَطَايَا، مُولَعاً بالبَوائِقِ

* * * * * * *

وصَاحَبْتُ أخْيَاراً هُداةً أحِبُّهُم

ومَا أنَا فِيهِمْ عَيْرَ صَبٍّ مُرافِقِ

دُعاةً إلَى الإسْلامِ لَو مِن دِمائِهمْ

وعُشَّاقَ جَنَّاتٍ زَهَتْ بالحَدَائِقِ

وأحْفَادَ آسَادٍ، وجِيلٍ مُجَاهِدٍ

ثَبَاتٌ وإصْرارٌ، وشَوْقٌ لخَالِقِ

هَنِيئاً لِمِنْ مِيْزانُهُ مُثْقلٌ، وقَدْ

أتَى ربَّهُ مُسْتَبْشِراً غَيْرَ آبِقِ