المسلمون والعالم
" الفرنكوفونية " كما هي
الميلاد والنشأة والسياسة
سيدي غالي لو
المقدمة:
الفرنكوفونية: اسم يطلق على تنظيم سياسي تشترك فيه عدة دول ناطقة
بالفرنسية ألفت بينها هذه الرابطة لتحقيق مصالح مشتركة؛ وهي تنظيم يقابل
منظمة الكومنولث البريطاني، إلا أنها أشد خطورة منها؛ حيث إن الفرنكوفونية
تضرب جذورها في أعماق طبيعة الاستعمار الفرنسي، قبل أن تستنزف الثروات
والخيرات ويَهلك الحرث والنسل فيجعل أعزة القوم أذلة.
الميلاد والنشأة:
لقد مهدت لميلاد منظمة (الفرنكوفونية) عوامل متعددة؛ ففي أواخر الستينات،
وخاصة بعد إعادة انتخاب (الجنرال ديجول) رئيساً لفرنسا للفترة الثانية في ٥/١٢/
١٩٦٦م بعد أن كانت حركات التحرر والاستقلال تتقوى من مختلف الدول التي
كانت تخضع للاستعمار الفرنسي في آسيا وإفريقيا. ومن ثم ركز (ديجول) سياسة
فرنسا على المحاور الآتية:
١- تثبيت الاقتصاد الفرنسي.
٢- التقارب مع ألمانيا للتخلص من النفوذ الأمريكي.
٣- إبعاد بريطانيا من السوق الأوروبية المشتركة.
٤- دخول فرنسا ميدان الإنتاج الذري.
فلا غرابة إذن أن يختفي المستعمر الفرنسي خلف الستار بعد استقلالات
الستينات ليحرك بأصابعه من خلف الكواليس أناساً قد أحكم صبغتهم، يتشدقون بقيم
الاستعمار الجديد وثقافته، ويتعهدون بنبذ الثقافات الوطنية والقيم الدينية الأصيلة
وراء الظهور فكانت (الفرنكوفونية) وسيلة من وسائل الاستعمار الجديد اتخذتها
فرنسا للضغط على مجموعة من الدول النامية وتوجيه سياستها.
وكانت فرنسا تتظاهر بالانعزال عن فكرة تأسيس منظمة (الفرنكوفونية) في
أوائل انبثاق الفكرة سنة ١٩٦٠م لعاملين رئيسين: الأول: شعورها بالعار من
جراء الجرائم البشعة التي ارتكبتها ضد الشعوب في عهد الاستعمار. والثاني:
تخوفها من أن تتهم بمحاولة استخدام اللغة الفرنسية كأداة جديدة للإمبريالية والسيطرة
على الدول التي فقدتها منذ عهد قريب. فمن المعلوم تاريخياً أن الدول التي تعتبر
مهد اللغة الفرنسية ومنبعها الأصيل مثل فرنسا وبلجيكا وكيبيك ليست هي التي
دعت علناً إلى تأسيس منظمة الفرنكوفونية، ولكنها كانت تحرك الحبال من خلف
الستار.
وقد برز من بين المتشدقين بالفرنكوفونية كل من (ليوبولود سيدار سنغور) من
السنغال و (هماني ديوري) من النيجر و (الحبيب بورقيبة) من تونس و (شارل
حلو) من لبنان و (نورو دوم سيهانوك) من كامبودجيا.
ولقد لقيت دعوة هؤلاء في بداية أمرها مقاومة عنيفة من قبل قادة التحرر
الوطني في إفريقيا وآسيا، الذين كانوا يصفون دعاة الفرنكوفونية بالخونة، مما أخر
تنظيم الحركة رسمياً وهيكلتها حتى عام ١٩٧٠م حيث أنشئ أول فرع من فروعها
المتخصصة وهو A. C. C. T. (وكالة التعاون الثقافي والتقني) . في (نيامي)
عاصمة النيجر.
وكان بعض رؤساء الدول ينتمون إلى فكرة (الفرنكوفونية) بالاسم فقط دون
الاندماج الحقيقي فيها، خلافاً لرئيس كيبيك الذي كان يصرح بالانتماء إليها كما كان
يسعى جاداً لتحقيقها. وتستطيع كيبيك أن تنحو هذا النحو وتقف ذلك الموقف آنذاك؛ لكونها منطقة ناطقة بالفرنسية باعتبارها لغة أصلية لها من جهة، ولكونها
محتضنة من قِبَلِ كندا التي لم يسبق لها احتلال بلد إفريقي من جهة ثانية، وهو
الأمر الذي يبعد عنها أصابع الاتهام، ولذا لما نجحت فكرة الفرنكوفونية، وتم
تأسيس وكالة التعاون الثقافي والتقني A. C. C. T. كان أول من اختير
لرئاستها هو الزعيم الكيبكي الكندي جان مارك ليجي Jean Marc Leger
أما اليوم فقد أصبحت الفرنكوفونية حقيقة ملموسة، وصارت تلعب دوراً
بارزاً في توجيه سياسة فرنسا وعلاقاتها بالدول الأعضاء في هذه المنظمة البالغ
عددها الآن ٤٩ دولة. وتتخذ هذه المنظمة من جامعة ليوبولد سيدار سينغور
بالإسكندرية جمهورية مصر العربية مقراً لها.
السياسة العامة للفرنكوفونية:
تشمل السياسة العامة لمنظمة الفرنكوفونية ما يلي:
١- ربط الدول الأعضاء في المنظمة بفرنسا سياسياً وثقافياً وفكرياً واقتصادياً. وتعتمد معظم الدول الإفريقية المنضمة إلى (الفرنكوفونية) على الفرنك الإفريقي
المرتبط بالفرنك الفرنسي في الأسواق المالية. وقد قامت فرنسا بتعويم عملة الفرنك
الإفريقي سنة ١٩٩٤م مما سبب تزعزعاً اقتصادياً خطيراً لعديد من الدول الإفريقية.
٢- التأثير على دول المجموعة الفرنكوفونية لاتخاذ مواقف مماثلة تجاه
القضايا والقرارات الدولية والإقليمية وخاصة القضايا والقرارات التي تمس مصالح
فرنسا.
٣- إيجاد فرص غير متكافئة للتبادل التجاري بين فرنسا والدول الأعضاء في
المنظمة، والعمل على كسر الحواجز أمام الصادرات الفرنسية إلى الدول
الفرنكوفونية.
٤- تقديم المساعدة للدول الأعضاء في مختلف المجالات، وخاصة في مجال
الثقافة والإعلام والتطوير التكنولوجي وتعليم اللغات والزراعة وحماية البيئة..
وتعتاد فرنسا أن تعلن خلال مؤتمرات الفرنكوفونية عن تنازلها عن ديونها المترتبة
على عدد من الدول الأعضاء في هذه المنظمة.
دور فرنسا ومآثر ميتران:
لم تقم فرنسا بدور هام داخل الفرنكوفونية إلا في عهد الرئيس السابق:
فرانسوا ميتران الذي انتخب رئيساً للجمهورية الفرنسية سنة ١٩٨١م؛ وذلك أن
فرنسا كانت تنتظر لحظة انتهاء تلامذتها الأبرار من إعداد اللبنات الصلبة ووضع
الأسس المتينة لهذا الصرح العلماني العملاق قبل أن تقوم هي بدور المهندس الماهر
الذي يتولى تشكيله وتنظيمه داخلياً وخارجياً.
ففي عهد ميتران تم تأسيس قمة رؤساء الدول الفرنكوفونية التي تعقد كل
سنتين، ومؤتمر الوزراء الذي
يعقد كل سنة. كما تم تأسيس فروع ووكالات متخصصة تابعة لمنظمة
الفرنكوفونية مثل صندوق حماية البيئة، والمنظمة الزراعية لمساعدة دول الصحراء، والقناة الدولية TV٥ للبث التلفزيوني المباشر، وبنك المعلومات الفرنكوفونية،
والمجلس الدائم للفرنكوفونية ... ، كما تم إنشاء لجان خاصة لمتابعة قرارات
مؤتمرات الفرنكوفونية، ووضع لوائح تصنف الأعضاء حسب الدرجات والمراتب، وتحدد السلطات والمسؤوليات داخل هذه المنظمة. كما عقدت منظمة الفرنكوفونية
في عهد الرئيس ميتران خمسة مؤتمرات: ١٩٨٦م في فرساي، ١٩٨٧م في كيبيك، ١٩٨٩م في دكار، ١٩٩١ في باريس، ١٩٩٣م في موريس. وبلغت جملة
الديون التي تنازلت عنها فرنسا في عهد ميتران لصالح الدول الأعضاء في
الفرنكوفونية (١٦) مليار فرنك فرنسي شملت خمساً وثلاثين دولة، بالإضافة إلى
المساعدات المادية والفنية.
المؤتمرات والقرارات:
مؤتمرات الفرنكوفونية لقاءات دورية تعقد في إحدى الدول الأعضاء في
المنظمة بإشراف من فرنسا. وتتمخض هذه المؤتمرات عن قرارات وتوصيات
تُتّخذُ لها لجان خاصة لمتابعتها وتنفيذها.
وقد عقدت (الفرنكوفونية) حتى الآن سبعة مؤتمرات على مستوى رؤساء
الدول والحكومات، وفيما يلي سرد تاريخي موجز لتلك المؤتمرات:
١- مؤتمر فرساي (١٩٨٦م) :
انعقد المؤتمر الأول للفرنكوفونية في مدينة فرساي بفرنسا في الفترة من ١٧
حتى ١٩ فبراير ١٩٨٦م بحضور ٤٢ دولة، ومن أهم القرارات التي تمخض عنها
هذا المؤتمر ما يلي:
١- تأسيس وكالة دولية للتصوير التلفزيوني. وقد عرفت هذه الوكالة بعد
إنجازها بقناة TV٥ التي تغطي مناطق إفريقيا السوداء وجنوب أمريكا حيث توجد
شعوب تتكلم الفرنسية.
٢- إقامة معرض دولي للكتاب الفرنسي كل سنتين في العاصمة الفرنسية
باريس.
٣- تنظيم جائزة باسم الفرنكوفونية.
٤- تأسيس وكالة زراعية لمساعدة دول الصحراء.
٢- مؤتمر كيبيك (١٩٨٧م) :
عقد المؤتمر الثاني للفرنكوفونية في (كيبيك) في الفترة من ٢ حتى ٤ سبتمبر
١٩٨٧م. وقد شاركت في هذه القمة ٤١ دولة، و١٦ منها على مستوى الرؤساء
و١٠ دول على مستوى رؤساء وزراء، و١٥ دولة على مستوى مندوبي حكومات.
وفي هذه القمة تم اتخاذ خمسة قرارات للتعاون في مجال الزراعة والطاقة
والثقافة واللغات والاتصال والتكوين التكنولوجي. كما قررت كندا في هذه القمة
إعفاء ديونها المترتبة على سبع دول إفريقية في جنوب الصحراء والبالغ قدرها
(٢٤٦) مليون دولار أمريكي، وقد شملت كلاً من السنغال وكوت ديوار وغابون
وزائير ومدغشقر والكونغو والكاميرون، على الرغم من عدم انضمام الكاميرون إلى
منظمة الفرنكوفونية في ذلك الوقت.
٣- مؤتمر دكار (١٩٨٩م) :
عقدت القمة الفرنكوفونية الثالثة في العاصمة السنغالية دكار في الفترة من ٢٤
حتى ٢٦ مايو ١٩٨٩م بحضور ٤١ دولة، ١٧ منها على مستوى الرؤساء، و٩
على مستوى رؤساء وزراء، و١٥ على مستوى مندوبي حكومات.
وقد حضر الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران هذه القمة، وأعلن فيها
عن إعفاء فرنسا ديونها المستحقة على خمس وثلاثين دولة إفريقية، وهي ما يعادل
ستة عشر مليار فرنك فرنسي، ومن أهم نتائج هذه القمة ما يلي:
١- تأسيس صندوق الفرنكوفونية للبيئة.
٢- وضع فكرة تأسيس المنظمة الزراعية لدول الصحراء موضع التنفيذ.
٣- ابتداء بث القناة الدولية TV٥ القناة الفرنسية C. F. I في إفريقيا.
٤- إنشاء بنك المعلومات الفرنكوفونية.
٥- إعلان فرنسا عن تقديم المساعدة للدول الفرنكوفونية بقيمة (٢٣٧) مليون
فرنك فرنسي في السنة.
٦- توقيع كندا على وثيقة لتقديم المساعدة للدول الفرنكوفونية بقيمة (٢٨٠)
مليون فرنك فرنسي خلال سنتين ونصف.
٤- مؤتمر باريس (١٩٩١م) :
عُقدت القمة الفرنكوفونية الرابعة في العاصمة الفرنسية في الفترة ما بين ١٩
حتى ٢١ نوفمبر ١٩٩١م، بحضور ٤٥ دولة، ٢١ منها على مستوى رؤساء
الدول، و١٣ على مستوى رؤساء وزراء، و١١ دولة على مستوى وفود حكومات. وقد تميزت هذه القمة عن سابقاتها بالتركيز على إعادة هيكلة منظمة الفرنكوفونية
وتنظيمها داخلياً. ومن أهم نتائجها ما يلي:
١- اعتبار القمة الفرنكوفونية التي تعقد كل سنتين أعلى سلطة في المنظمة،
ويليها مؤتمر الوزراء الذي يعقد كل سنة.
٢- تأسيس (المجلس الدائم للفرنكوفونية) .. C. P. F. ويضم هذا
المجلس ممثلين لرؤساء الدول الأعضاء في المنظمة، ويجتمع مرتين في السنة
لمتابعة ومراقبة تنفيذ القرارات الصادرة عن مؤتمر الفرنكوفونية.
٣- اعتبار (وكالة التعاون الثقافي والتقني) A. C. C. T. الجهة الفنية
المختصة بتقديم المساعدات في إطار الفرنكوفونية.
٤- تأسيس هيئة قانونية تختص بالشؤون المالية القانونية للفرنكوفونية،
وتزويد الدول الأعضاء فيها باللوائح والدراسات القانونية وخاصة في مجال القضاء
ونظام الأسرة، مما يمكن الدول الفرنكوفونية من الاعتماد على نصوص قانونية
موحدة، وقد جاء هذا الاقتراح من كندا.
٥- إعلان كندا عن تزويد الدول الفرنكوفونية بمنح دراسية باسم الفرنكوفونية
تقدر بخمسين مليون فرنك فرنسي سنوياً وتستمر لمدة خمس سنوات؛ وذلك لإتاحة
الفرصة لثلاثمائة وخمسين طالباً ينتمون إلى الدول الفرنكوفونية لمواصلة الدراسة
في الجامعات الكندية.
٥- مؤتمر موريس (١٩٩٣م) :
عقدت القمة الفرنكوفونية الخامسة في موريس في الفترة من ١٦ حتى ١٨
أكتوبر ١٩٩٣م بحضور ٤٧ دولة، ١٩ منها حضرت المؤتمر على مستوى
الرؤساء، و١٣ على مستوى الوزراء، و١٥ على مستوى وفود حكومات. وهي
آخر قمة فرنكوفونية حضرها الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، كما مهدت
هذه القمة لفكرة تخفيض عملة الفرنك الإفريقي. ومن بين التوصيات الصادرة عنها
ما يلي:
١- حث الدول الإفريقية على تطبيق الديمقراطية ونظام التعددية الحزبية
تأكيداً لقرارات (بول) الفرنسية.
٢- العمل على إقرار السلم في العالم.
٣- العمل على تجسيد التعاون بين الدول الفرنكوفونية.
٤- تخويل (المجلس الدائم للفرنكوفونية) . C. P. F سلطة خاصة لرسم
سياسة الفرنكوفونية في العالم.
٦- مؤتمر كوتونو (١٩٩٥م) :
أما القمة السادسة للفرنكوفونية فقد عُقدت في عاصمة جمهورية بنين (كوتونو
(في شهر ديسمبر ١٩٩٥م، وهي أول قمة فرنكوفونية حضرها الرئيس الفرنسي
الحالي جاك شيراك بوصفه رئيساً للجمهورية الفرنسية، حيث كان يحضر
المؤتمرات الفرنكوفونية السابقة بصفته رئيساً للمنظمة العالمية لرؤساء بلديات الدول
الفرنكوفونية (A. I. M. L. F.) .
وقد قررت هذه القمة اعتماد المشروع الذي قدمه المجلس الدائم للفرنكوفونية
بخصوص سياسة هذه المنظمة طبقاً للتوصيات الصادرة عن مؤتمر موريس سنة
١٩٩٣م، كما قررت اختيار أمين عام للفرنكوفونية في دورتها السابعة التي ستعقد
في فييتنام.
٧- مؤتمر هانوي (١٩٩٧م) :
عقدت القمة السابقة للفرنكوفونية في (هانوي) بفييتنام سنة ١٩٩٧م. وفي هذه
القمة ظهرت الفرنكوفونية في وجه جديد؛ حيث تم اختيار أول أمين عام لها وهو
الدكتور بطرس بطرس غالي على حساب بقية المرشحين الأفارقة وغير الأفارقة
بقرار من فرنسا.
ولم يأت اختيار بطرس غالي أمينا عاماً للفرنكوفونية عفوياً؛ فهو من أشد
الناس ولاء للعلمانية والتغريب، وقد جربه الغرب (النصراني والعلماني) فترة توليه
منصب الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة، وكانت فترة حالكة ترجمت فيها أمم الغرب
فعلياً عداوتها للإسلام وأهله، كما أن فرنسا قد ثأرت من الولايات المتحدة بنصب
بطرس غالي على رأس الفرنكوفونية بعد الضغوط الأمريكية التي أدت إلى تنحيته
عن منصب الأمين العام للأمم المتحدة. وبناء على السلطات المخولة للدكتور
بطرس غالي بصفته أميناً عاماً للفرنكوفونية فقد أصبح المتكلم الرسمي باسم هذه
المنظمة وممثلها الشرعي لدى الهيئات والمحافل الدولية، وصار يوقع على جميع
الاتفاقيات المبرمة بين وكالة التعاون الثقافي والتقني (A. C. C. T) الجهات
الأخرى، كما يشرف على نشاطات هذه الوكالة بالتعاون مع مفوّض رسمي من قبل
المجلس الوزاري للفرنكوفونية (C. M. E.) .
مخاطر الفرنكوفونية:
تكمن في منظمة الفرنكوفونية مخاطر جسيمة على العالم الإسلامي، وتتمثل
في الأمور التالية:
١- سعيها لإحلال القوانين المستمدة من الفكر العلماني محل القوانين المحلية
في الدول الأعضاء التي معظمها دول إسلامية ذات صلة بتعاليم الإسلام؛ فقد
تضمنت التوصيات الصادرة عن القمة الفرنكوفونية الرابعة ضرورة تأسيس هيئة
قانونية تزود الدول الفرنكوفونية بلوائح ودراسات قانونية في مجال القضاء ونظام
الأسرة لتمكين هذه الدول من الاعتماد على نصوص قانونية علمانية موحدة!
٢- نشر اللغة الفرنسية مع محاربة اللغات المحلية وخاصة العربية الفصحى
في الدول الأعضاء في الفرنكوفونية. ويقام في باريس كل سنتين معرض دولي
للكتاب الفرنسي، كما تنظم جائزة عالمية باسم الفرنكوفونية.
٣- ممارسة الغزو الفكري وعملية غسل المخ من خلال إنشاء جامعة
فرنكوفونية عالمية عبر الفضاء.
٤- خلخلة القيم الدينية والأخلاقية في البيئات الإسلامية وتوجيهها نحو الحياة
الاجتماعية الغربية الفاسدة من خلال البث التلفزيوني المباشر عبر قناة TV٥ وقناة
C. F. I.
٥- تشتيت شمل المسلمين، وبث الخلافات بين الدول الإسلامية بسبب موالاة
بعضها لمعسكر الفرنكوفونية ضد البعض الآخر الموالي لمعسكر الكومنولث
البريطاني، مما يحول دون تحقيق وحدة حقيقية بين هذه الدول. وخير شاهد على
ذلك ما تعانيه منظمة الوحدة الإفريقية في داخلها من صراع حاد بين هذين
المعسكرين.