للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تطور الإضرابات داخل المعتقلات]

نائل نخلة

تطورت الإضرابات داخل المعتقلات تبعاً للحاجة ولتطور الوعي لدى المعتقلين وتطور الخبرات الاعتقالية. وسنرى ذلك من خلال عرض هذه الإضرابات وتنوعها:

أولاً: إضراب معتقل (بيد ليد) في كانون الثاني ١٩٦٩م الذي استمر ١١ يوماً.

ثانياً: إضراب معتقل عسقلان في تموز ١٩٧٠م: إضراب مطلبي، وهو أول إضراب عن الطعام يخوضه المعتقلون في المعتقلات، واستمر الإضراب ثمانية أيام. غيرت إدارة المعتقلات العامة على إثره سياستها داخل المعتقلات بتلبية بعض المطالب. استشهد في هذا الإضراب وبقتل متعمد من مسؤول العيادة (عبد القادر أبو الفحم) .

ثالثاً: إضراب عسقلان في أيلول عام ١٩٧٢م: إضراب بمطالب أخذ شكل الإضراب عن الخروج للساحة والزيارة. على أثر ذلك حضر مدير المعتقلات العامة إلى المعتقل وتحققت بعض الإنجازات مثل: خلع الستائر الحديدية عن الشبابيك وتوسيع غرفة الزيارة، وإزالة أحد شبكي غرفة الزيارة، وإدخال بعض الكتب، والتي دخلت للمعتقل لأول مرة من الأهل بواسطة الصليب الأحمر.

رابعاً: إضراب عسقلان في أيلول عام ١٩٧٣م: كان إضراباً جزئياً عن الزيارة والخروح للساحة. استمر حوالي الشهر، وانتهى بالإخفاق بعد نشوب حرب تشرين عام ١٩٧٣م.

خامساً: إضراب معتقل (بيت ليد) عام ١٩٧٣م: أضرب الأسرى الجدد إضراباً بمطالب، إلا أنه أخفق بسبب نقل جميع المعتقلين إلى معتقل بئر السبع.

سادساً: إضراب معتقل بئر السبع في حزيران العام ١٩٧٣م: كانت أهم مطالب الإضراب رفض العمل الإجباري أياً كان نوعه، وجعله وفق مشيئة المعتقلين وقرارهم. رافق هذا المطلب مطالب حياتية كتحسين أوضاع المعاملة والطعام والصحة. اتخذ هذا الإضراب شكل الامتناع عن الحمَّام والخروج للساحة وعن زيارة الحلاقة، والأكثر فاعلية في هذا الإضراب هو التوقف عن العمل بجميع المرافق. استمر هذا الإضراب تسعة شهور حتى صدئت الأقفال التي على أبواب الغرف والزنزانات. كانت تجربة المعتقلين هذه ناجحة جداً، ويعود نجاحها إلى أسباب عديدة منها:

١ - التنسيق الواعي والمتواصل بين قيادات الفصائل.

٢ - عني معتقل بئر السبع بقيادات ذات وعي وتجربة عميقتين من معتقل بيت ليد بعد إضراب معتقل بيد ليد عام ١٩٧٣م، ومن معتقل عسقلان في آذار ١٩٧٣م.

٣ - معرفة القيادات لأوضاع المعتقلين في هذا المعتقل، وقدرتها على اتخاذ ترتيبات رفعت من تلاحم المعتقلين وصلابة إرادتهم.

٤ - الاعتماد على خطة المراحل في تثوير الواقع الاعتقالي وفي المواجهة مع إدارة المعتقل؛ إذ سبق الإضراب خطوات تكتيكية ضد الإدارة منها التوقف عن العمل في معظم المرافق، ومنها المطالبة ببعض الحقوق المهضومة مثل عدم قطع الماء الساخن وتوفير الصابون.

٥ - وضع خطة العمل على ضوء الإمكانيات المتوفرة في المعتقل. فمثلاً في ظل الظروف الموجودة آنذاك لم يكن بالإمكان خوض الإضراب عن الطعام حتى ولو بعد سنة من حضور قيادتي معتقل بيت ليد وعسقلان؛ فالعديد من المعتقلين كانوا جدداً وغير مهيئين لإضراب طويل عن الطعام.

٦ - وضع قيادات خلفية سرية لكافة الأجهزة على ضوء دراسة احتمالات المستقبل دراسة جيدة ولضمان استمرارية ومتانة البنية الاعتقالية وصلابة العمل النضالي واستمرارية الحركة إلى الأمام دون تراجع.

وقد اتخذت الإدارة ردود فعل عدة منها:

١ - قطع الماء الساخن عن الحمامات ولأي استخدام آخر.

٢ - مصادرة جزئية للبطانيات؛ فلم يتبق مع كل معتقل سوى أربع بطانيات من أصل ستة؛ وهذا في طقس النقب المعروف ببرده القارس خاصة ليلاً.

٣ - مصادرة الملابس الداخلية؛ فلم يبق لدى المعتقل منها إلا ما كان يلبس.

٤ - عزل بعض المعتقلين، مع عزل كافة المعتقلين عن العالم الخارجي.

٥ - إغلاق المذياع المركزي ومنع إدخال الجرائد.

سابعاً: إضراب معتقل عسقلان في كانون الأول ١٩٧٦م: وهو إضراب عن الطعام شمل كافة المعتقلين في المعتقل، واستمر لمدة خمسة وستين يوماً مع انقطاع ثلاثة أيام. عملت إدارة المعتقل على نقل العناصر القيادية من المعتقلين إلى معتقل الجلمة وتحت إشراف حرس الحدود. وقد مارس حرس الحدود أبشع أنواع التعذيب والتنكيل ضد هؤلاء المضربين. استمر الإضراب رغم ذلك لدرجة أن المعتقلين سمعوا أمراً من مدير المعتقلات العامة يقول لضابط حرس الحدود المرافق للمضربين أثناء عملية النقل: «إذا استطعت تكسير رؤوس هؤلاء؛ فإننا قد انتصرنا» ، إثر ذلك قرر المضربون استمرار الإضراب والصمود والتصميم على تحقيق المطالب.

بعد عشرين يوماً من الإضراب تدخل وفد من إدارة المعتقلات ووعد بتلبية المطالب وهي:

أ - فرشة إسفنج للنوم بطول ١٨٠ سم وعرض ٦٠ سم.

ب - إدخال كتب بشكل أوسع عما كان عليه سابقاً.

ت - إجراء عمليات جراحية للمرضى المحتاجين لها.

ث - الانتساب للجامعات.

لبت الإدارة كل هذه المطالب، ولكنها عادت ونكثت بالمطلب الأخير.

- انعكاسات الإضراب:

كان لهذا الإضراب القوي، وبسبب نجاحه، انعكاسات هامة على الحركة الاعتقالية والحياة داخل المعتقل، ومن هذه الانعكاسات ما يلي:

١ - دعم اللحمة الداخلية للمعتقلين بكافة اتجاهاتهم؛ بحيث بدأت الوحدة الوطنية داخل المعتقلات تتجسد بشكل سليم، وتسير بطرق صحيحة وبعيدة عن الصراعات السياسية والخلافات الخارجية.

٢ - ظهر هناك تضامن من كافة المعتقلات ولأول مرة؛ إذ أعلنت المعتقلات الأخرى إضراباً لأيام محدودة تضامناً مع إضراب عسقلان هذا، فكان لهذا تأثير على مسيرة الحركة الاعتقالية المستقبلية، وأدركت إدارة المعتقلات أنها لا تواجه معتقلاً منعزلاً وإنما تواجه المعتقلات جميعها.

٣ - تضامن سكان الوطن المحتل مع هذا الإضراب، ولأول مرة يلمس المعتقلون مثل هذا التضامن. نظمت مظاهرات جماهيرية واعتصامات تأييداً لمطالب المعتقلين.

٤ - تضامن لجنة الحقوقيين الديمقراطيين وقطاع من الديمقراطيين اليهود مع المعتقلين، وقيام اعتصام عند بوابة المعتقل.

٥ - تغطية الإضراب إعلامياً على المستويين العربي والدولي.

أما النتائج السلبية للإضراب فكانت إصابة اثنين من المضربين نتيجة إدخال الخرطوم إلى المعدة للتغذية بالحليب؛ إذ كان الخرطوم يُدخل بطريقة عنيفة وغير صحيحة مما أدى إلى تسرب الحليب إلى الرئتين. عانى المعتقلون من التهابات، واستؤصل جزء من رئة أحدهم. وكذلك انتشر مرض البواسير والالتهابات المعوية والإمساك الشديد.

ثامناً: إضراب معتقل بئر السبع في آذار ١٩٧٨م: هدف هذا الإضراب إلى حماية الإنجازات التي حققت في الإضراب السابق والتي حاولت إدارة المعتقل سلبها. وهو إضراب عن الطعام وعن الزيارة عدا الفوج الأول من الزائرين لبلاغ الأهل بالإضراب.

نقلت إدارة المعتقل غالبية المعتقلين إلى معتقل طولكرم، وقوبل المضربون المنقولون بالضرب والاستفزاز وبأوامر قهرية لتركيعهم. لم تُخضع هذه الإجراءات المعتقلين المنقولين فقرروا المواجهة؛ وذلك من خلال مواصلة إضرابهم في معتقلهم الجديد.

إلا أنه تم الاتفاق بينهم وبين إدارة المعتقلات العامة على العمل لدى مضربي معتقل بئر السبع لفك الإضراب مقابل الموافقة على مطالب المعتقلين. شكلت لجنة من مضربي معتقل طولكرم، وأرسلت إلى بئر السبع؛ إلا أن مهمتها أخفقت بسبب عدم موافقة الإدارة على المطالب.

على الأثر بدأ مضربو طولكرم بالمطالبة بإخلاء سبيلهم بسبب الظروف الصحية السيئة جداً، وفي هذه الأثناء طالبوا تخفيف الازدحام في الغرف وتحسين بعض الأوضاع الصحية، وهذا دعا من ثم إلى تنظيم الجهود في المعتقل ولجان التنسيق بين الفصائل.

تاسعاً: إضراب معتقل نفحة في تموز ١٩٨٠م: افتتح هذا المعتقل في ٢/٥/١٩٨٠م بهدف عزل القيادات عن بقية المعتقلين.

واجه المعتقلون فيه عملية قمع شديدة، وصوردت معظم حاجياتهم الخاصة. بمعنى آخر: سُلب المعتقلون من جميع الحقوق التي حصلوا عليها في المعتقلات الخاصة، فقرروا الإضراب بعد أن استعدوا له أكثر من شهرين. ويمكن إجمال مطالبهم بما يلي:

١ - تحسين نوعية الطعام وكميته.

٢ - معالجة المرضى.

٣ - توسيع مساحة المعتقل التي لم تتجاوز مساحتها ١٥م * ٧م.

٤ - إطالة مدة الخروج للساحة من نصف ساعة إلى ساعتين.

٥ - تركيب أسرَّة.

٦ - تحسين الإنارة والتهوية داخل الغرف.

٧ - استبدال نصب باب الغرفة المكون من الصاج بشبك.

٨ - إدخال الكتب المسموح بها داخل الوطن المحتل.

٩ - المطالبة بحيازة أجهزة استقبال إذاعي، مذياع.

١٠ - بناء غرف لزيارة الأهل.

بعد بدء الإضراب بتاريخ ٢١/٧/١٩٨٠م، نقلت إدارة المعتقل وفي ساعات المساء ستة وعشرين معتقلاً إلى مركز التوقيف في معتقل الرملة.

أثناء النقل بدأ العديد من المعتقلين يتقيؤون الدم بدل الطعام من معداتهم نتيجة الضرب المبرح. وعند وصولهم الى معتقل الرملة كان جنود القمع في استقبالهم مزودين بالهراوات البلاستيكية وخراطيم الغاز، فبدؤوا بضربهم أثناء مرورهم من بينهم يميناً ويساراً. من المعتقلين من وقع أرضاً من شدة الضرب والهزال، ومنهم من فقد وعيه ليصحو على ضرب متواصل. ثم نقلوا في حوالي الساعة الثانية عشرة ليلاً إلى زنزانات انفرادية، وباشرت إدارة المعتقل باستدعائهم واحداً تلو الآخر إلى قاعة كبيرة بها ممرض المعتقل وبعض مسؤولي المعتقلات. حاول هؤلاء إقناع المعتقلين بتناول طعام كان موضوعاً على طاولات في الغرفة ذاتها إلا أن المعتقلين رفضوا فك الإضراب، ورفضوا التهديد والوعيد. بعد ذلك بدأت جولة أخرى من الضرب الشديد، وأُمر المعتقلون بالتعري وانهال عليهم الجنود بالضرب الوحشي.

بعد إخفاق إدارة المعتقل في إقناع المعتقلين بفك الإضراب، بدأت عملية شاقة أخرى للمضربين، حيث تم إعطاؤهم السائل الأبيض المالح جداً بواسطة خرطوم يتم إدخاله بهمجية الى المعدة عن طريق فتحة الأنف أو الفم. ومن شأنهم أن يدخلوا الخرطوم أكثر من اللازم ليدخل معدة المضرب، ثم سحبه بعنف وإدخاله ثانية؛ وهكذا؛ وذلك بهدف استنزاف طاقة المضربين وإسالة الدم من الأنف والمعدة مما يؤدي إلى سقوط المضرب على الأرض من شدة الألم.

سقط في هذه الطقوس الإرهابية الشهيدان علي الجعفري، وراسم حلاوة، وكسرت ذراع ثالث، ورابع كتبت له النجاة بعد أن وصل إلى حالة الخطر ليلقى مصيره بعد أربع سنوات، حيث استشهد في بئر السبع نتيجة الإهمال الطبي المتعمد وهو الشهيد إسحق مراغي. أما بقية المعتقلين فقد حملت أجسادهم آثار الضرب بالهراوات، ونقل بعضهم إلى مشفى معتقل الرملة للمعالجة. وبتاريخ ٦/٨/١٩٨٠م، أعيد أربعة وعشرون منهم إلى معتقل نفحة. وتم نقل أربعة آخرين من معتقل نفحة في نفس اليوم، وهم أعضاء اللجنة النضالية العامة التي تقود الإضراب إلى معتقل الرملة. وانتهى الإضراب بتاريخ ١٦/٨/١٩٨٠م بعد أن استجابت إدارة المعتقلات العامة لمعظم مطالب المضربين.

عاشراً: إضراب معتقل جنيد في أيلول ١٩٨٤م: وهو إضراب عن الطعام، قام بهذا الإضراب احتجاجاً على ما اتضح لدى المعتقلين أنه الأسباب الحقيقية لافتتاح المعتقل وهو التحكم بهؤلاء المعتقلين بشكل أخضع من قبل إدارة المعتقل، ومن ثم فرض القلق النفسي من خلال الأجهزة الإلكترونية الموجودة بالمعتقل والمتصلة بجهاز تلفزيوني رئيسي موجود في مقر إدارة المعتقل، ومن ثم خلق شعور لدى المعتقلين بأنهم مراقبون في الساحة والردهات والغرف وفي غرفة الزيارة. بمعنى آخر: يُعمد لهذه الأساليب لخلق شعور يدعو إلى التوتر المتواصل مما يقود إلى التحطيم النفسي.

بدأ المعتقلون نتيجة لهذا الوضع السيئ التحضير لخوض إضراب يردع إدارة المعتقلات ويحافظ على المكتسبات التي تراكمت عبر سنتين من التضحيات. أخذ المعتقلون ينظمون صفوفهم وينسقون جهودهم في سبيل تدعيم وحدة وطنية صلبة قادرة على مواصلة الموقف بإصرار. وبعد أن أعد كل فصيل صفوفه تشكلت لجنة نضالية ضمت مختلف الفصائل وخاصة الرئيسية منها لتقود العمل وتنسقه. قامت هذه اللجنة بالاتصال بمختلف المعتقلات لإشعارها بقرب قيام إضراب يتطلب تضامناً من كل المعتقلين.

أما الخطوة التالية فكانت الاتصال بجماهير شعبنا داخل الوطن المحتل وخارجه، إيماناً من المعتقلين بأنهم جزء من هذا الشعب صاحب هذه القضية العادلة. تم الاتصال بكافة المؤسسات الوطنية بالداخل والخارج، وأُطلِعَتْ على الخطوات الإضرابية، وطولبت بالتضامن مع المضربين ودعم مطالبهم. ثم أُرسلت برقيات إلى المنظمات الدولية والحكومات المختلفة.

استمرت عملية التهيئة الداخلية (داخل المعتقل) والخارجية حوالي شهرين ونصف شهر، وبعد أن أدركت اللجنة النضالية أن الظروف الذاتية داخل المعتقل والظروف الخارجية أصبحت مهيأة للإضراب تقرر البدء به.

بدأ الإضراب صبيحة يوم ٢٢/٩/١٩٨٤م، وقدمت وثيقة المطالب التالية إلى إدارة المعتقل نكتبها هنا حرفياً:

١ - تخفيف حدة الاكتظاظ في السكن والنزهة، ويكون كالتالي:

أ - تخفيف عدد الأسرَّة بحيث لا تقل المساحة عن أربعة أمتار مربعة لكل معتقل وهو الحد الأدنى حسب اتفاقيات جنيف.

ب - تركيب مغسلة خارج المرحاض.

ت - توفير قاعة للطعام والدراسة.

ث - توسيع ساحة النزهة؛ بحيث يتوفر فيها إمكانية التحرك بحرية داخلها، وممارسة الرياضة البدنية وكرة السلة والطائرة والتنس، ومرحاض لقضاء الحاجة ومقاعد الجلوس.

ج - تحسين التهوية والإنارة الطبيعية بإزالة الإسبست عن النوافذ.

٢ - التسهيلات الاجتماعية وإقامة العلاقات الإنسانية، وتكون كالتالي:

أ - الإبقاء على الغرف مفتوحة في الصباح حتى التاسعة مساء اسوة بالسجناء الجنائيين.

ب - زيادة وقت النزهة اليومية المسموح بها وتقسيمها على دفعتين.

ت - حرية التنقلات والزيارات بين الأقسام.

ث - إعطاؤنا فرصة مصافحة ذوينا في الزيارة، وذلك بفتح طاقة في الشبك.

ج - التخفيف من الازدحام داخل غرف الزيارة، وتهيئة مكان يقي الأهل من البرد والشتاء والحر، ومراحيض كافية لقضاء الحاجة.

٣ - توفير التسهيلات الثقافية، ويكون كالتالي:

أ - حيازة راديو «ترانزستور» ومشاهدة التلفزيون.

ب - إعطاؤنا فرصة شراء الكتب والمجلات والصحف التي يتم طبعها ونشرها في البلاد.

ت - توفير ضابط ثقافة لشراء اللوازم والملابس الرياضية.

٤ - توفير الرعاية الطبية الضرورية، وتكون كالتالي:

أ - توفير طاقم طبي محايد لإجراء الفحوصات اللازمة لكافة المعتقلين.

ب - التعاطي مع الحالات النفسية الحادة والأمراض المزمنة بروح ميثاق جنيف.

ت - تغيير الشروط السكنية والمعاملة في معبار الرملة الذي يذهب المعتقلون إليه للعلاج.

ث - إجراء عمليات للذين تقرر لهم ذلك.

ج - توفير متخصصين في كافة المجالات الطبية.

ح - إخراج عمال للمستشفى لخدمة المرضى.

٥ - وقف ممارسة العنف الجسماني والإذلال واستخدام الغاز والعقوبات الجماعية والفردية.

٦ - الخروج من قانون الانتداب البريطاني المعمول به في مديرية المعتقلات العامة، وذلك بالتالي:

أ - إلغاء قانون الامتيازات الذي تتعامل به مديرية المعتقلات العامة ونرى فيه سيفاً مسلطاً على رقاب المعتقلين.

ب - كسر الفجوة القائمة بين الإقرار النظري وما هو قائم على أرض الواقع بمبدأ المساواة بين كافة المعتقلين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية.

٧ - تحسين الطعام، ويكون بالتالي:

أ - تسليمنا ما هو مقرر لنا، وإعطاؤنا حرية الإشراف على عملية الطهي حسب أذواقنا وعاداتنا.

ب - تنويع في الأصناف التي يتم تقديمها لنا بما ينسجم وذوقنا الشرقي.

ت - إخراج طباخين مؤهلين للمطبخ.

ث - تغيير طريقة تناول الطعام، بإيجاد قاعة لذلك.

ج - الإقرار بأن إحضار خضار وفواكه من شركة تنوفا هو من حقوقنا والتعاطي معها بجدية.

٨ - حل مشكلة مرافق العمل، ويكون بالتالي:

أ - إخراج عمال للمكتبة والمخيطة والمغسلة والمخزن والمطبخ والمستشفى.

ب - زيادة عدد عمال النظافة في الردهات.

ت - إيجاد مكان ملائم للحلاقة والخياطة.

٩ - إقامة صلاة الجمعة.

١٠ - توفير شراشف وبيجامات.

١١ - رفع المبلغ المسموح به في المقصف للشراء بحيث يلبي احتياجات الحد الأدنى للمعتقل الفلسطيني.

- انتهاء الإضراب:

قام وزير شرطة العدو الصهيوني حاييم بارليف في ١/١٠/١٩٨٤م بزيارة المعتقل، واعترف بشرعية بعض مطالب المعتقلين ووعد بتحقيقها. ولأول مرة في تاريخ المعتقلات توافق فيه إدارة المعتقل على التفاوض مع المعتقلين والإضراب مستمر. وطلب وزير الشرطة لجنة ممثلي المعتقل، وكأن ذلك اعتراف رسمي بشرعية هذه اللجنة، ووعد بتحقيق بعض مطالبهم الشرعية، وعلى أثر ذلك تم انتهاء الإضراب بعد أن استمر اثني عشر يوماً. وحققت بعض المطالب.

- التضامن مع الإضراب:

١ - شهدت معتقلات الأرض المحتلة إضرابات تضامنية مع مضربي جنيد.

٢ - قامت تظاهرات محلية واشتباكات بالحجارة مع سلطات الاحتلال ندد خلالها المتظاهرون بالممارسات القمعية ضد المعتقلين في كافة المعتقلات وخاصة معتقلي جنيد، وحصل اعتصام في مقر الصليب الأحمر الدولي في القدس.

٣ - تمت تغطية الإضراب إعلامياً من قِبَل صوت الثورة الفلسطينية، ومن خلال النشرات والصحف التي تصدرها فصائل الثورة الفلسطينية، وأرسلت الجهات الفلسطينية المسؤولة برقيات إلى المؤسسات للوقوف إلى جانب مطالب المعتقلين في جنيد.

٤ - تحرك بعض اعضاء البرلمان الإسرائيلي وقاموا بزيارة المعتقل والاجتماع مع المعتقلين.

أحد عشر: إضراب ١٩٧٨م: سجن جنيد الذي استمر ٢١ يوماً.

اثنا عشر: إضراب سجن النقب ١٩٨٨م (انتفاضة الصحراء) أعلن الأسرى الفلسطينيون في سجن النقب إضراباً مفتوحاً عن الطعام بتاريخ ١٦/٨/١٩٨٨م على أثر إطلاق قائد معسكر النقب النار على الأسيرين سعد الشوا وبسام سمودي بتاريخ ١٦/٨/١٩٨٨م واستشهادهما، وإصابة ١٢٥ اسيراً ... وتوقف الإضراب بعد ثلاثة أيام؛ حيث أذعنت إدارة المعتقل لمطالب الأسرى التي تمثلت بإلغاء أسلوب وضع الأيدي خلف الظهر أثناء العدد.

وتوقيف سياسة الضرب المبرح للأسرى والشبح ساعات طويلة تحت أشعة الشمس.

ثلاثة عشر: الإضراب الشامل ١٩٩٢م ـ انتفاضة أيلول بتاريخ ٢٧/٩/١٩٩٢م حيث أعلن الأسرى من كافة السجون الإسرائيلية إضراباً مفتوحاً عن الطعام استمر ١٥ يوماً، وكان من أبرز مطالب الأسرى إنهاء عزل الأسرى وإغلاق سجن العزل في نيتسان في الرملة ... وأذعنت إدارة السجون في نهاية الإضراب لمطالب الأسرى والتي أبرزها إغلاق قسم العزل.

أربعة عشر: إضراب ١٩٩٤م، الإضراب السياسي الأول.

خاض الأسرى في جميع السجون بتاريخ ٢١/٦/١٩٩٤م أول إضراب سياسي مفتوح عن الطعام، وعلى أثره جرى توقيع اتفاقية القاهرة (غزة ـ أريحا) بتاريخ ٤/٥/١٩٩٤م، واحتجاجاً على الآلية التي نفذ فيها الشق المتعلق بالإفراج عن ٥ آلاف أسير فلسطيني حسب الاتفاق، استمر الإضراب ٣ أيام.

خمسة عشر: إضراب ١٩٩٥م.

أعلن جميع الأسرى في سجون الاحتلال بتاريخ ١٨/٦/١٩٩٥م إضراباً مفتوحاً عن الطعام وهو الإضراب السياسي الثاني تحت شعار: «إطلاق سراح جميع الأسرى والأسيرات دون استثناء، ووفق جدول زمني واضح متفق عليه ومقبول على الحركة الأسيرة» . واعتبر هذا الإضراب من أكثر الإضرابات السياسية تأثيراً وقوة، طالب الأسرى فيه بإطلاق سراحهم في ظل عملية سلام، وعدم تصنيفهم إلى فئات.

استمر الإضراب ٢٠ يوماً، وعلق على أثر اجتماع تم بين الرئيس عرفات ووزير الخارجية الإسرائيلي في ذلك الوقت شمعون بيريز وصدور بيان أطلق عليه (بيان التفاهم) جاء فيه أن ترتيبات الإفراج التدريجي عن المعتقلين ستتم تحت مظلة اللجنة الوزارية الإسرائيلية ـ الفلسطينية التي شكلت لهذا الغرض، وأن هذه الترتيبات ستكون جزءاً من الاتفاق المرحلي.

ستة عشر: إضراب ١٩٩٨م.

أعلن الأسرى في كافة السجون الإضراب السياسي الثالث المفتوح عن الطعام بتاريخ ٥/١٢/١٩٩٨م احتجاجاً على اتفاق واي ريفر الذي وقع في واشنطن بتاريخ ١٣/١٠/١٩٩٨م والذي تضمن الإفراج عن سجناء جنائيين مع اسرى سياسيين، وقد توقف الاضراب يوم ١١/١٢/١٩٩٨م.

سبعة عشر: إضراب أيار/مايو ٢٠٠٠م.

أعلن الأسرى في ١/٥/٢٠٠٠م إضراباً مفتوحاً عن الطعام استمر ٣٠ يوماً، وهو إضراب مطلبي يستهدف تحسين شروط حياتهم الإنسانية على أثر تردي هذه الأوضاع بشكل خطير جداً، وكان من أبرز مطالب الأسرى: العلاج الصحي، زيارات الأهالي، توقيف سياسة الضرب بحق الأسرى، إزالة ألواح الصاج عن شبابيك الغرف، إنهاء سياسة العزل الانفرادي.

الثامن عشر: إضراب ٢٠٠٤م والذي أخذ زخماً إعلامياً عربياً وعالمياً؛ حيث استمرت الحرب من الأسرى الفلسطينيين المضربين مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ تاريخ ١٦/٨/٢٠٠٤م؛ حيث أضرب الأسرى عن الطعام، وحاول كل طرف كسر إرادة الطرف الآخر مستخدماً ما يتوفر لديه من سلاح، فبدأت إدارة السجون تنفيذ خطتها في الحرب النفسية التي أعدتها لجنة خاصة تضم علماء نفس؛ حيث سمحت للسجانين بشي اللحم في الساحات المقابلة لزنازين المضربين حتى تترك رائحة الشواء آثارها النفسية والمعنوية، وتجعلهم يحسون أكثر بألم الجوع، ووزعوا منشوراً طبياً يشرح الأضرار التي تلحق بالجسم إذا ما امتنع السجين عن الطعام لفترة طويلة، وأن هذه الأضرار ستكون مستديمة؛ مع بث الإشاعات الهادفة إلى دق الإسفين بين المضربين؛ منها أن أحد قادة الأحزاب تناول الغذاء مع مدير مصلحة السجون، وأن قائداً آخر كسر الإضراب بناءً على تعليمات الرئيس الفلسطيني (ياسر عرفات) . وعلى الصعيد الشعبي الفلسطيني تواصلت مظاهرات الاحتجاج والإضرابات، ونصبت خيام الاعتصام في المدن تعبيراً عن التضامن الأسري، وسلم الأهالي (اللجنة الدولية للصليب الأحمر) بغزة مذكرة لمكتب الأمين العام للأمم المتحدة تطالب بالتدخل الفوري للضغط على (دولة العدو المحتل) في قضية الأسرى، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها عبارات موحية من مثل (نعم للجوع ولا للركوع) و (أين العالم من قضية الأسرى) وقد شارك في هذه التظاهرات القوى الإسلامية والوطنية؛ حيث أقيمت مهرجانات خطابية لدعم الأسرى والمطالبة بإطلاق سراحهم؛ حيث توافد على هذه المهرجانات آلاف المواطنين مظهرين تعاطفهم ودعمهم للأسرى مع المطالبة بإطلاق سراحهم؛ لا سيما أقارب الأسرى من الآباء والأمهات والأبناء، والدعوة لتحريرهم من الظلم الصهيوني، وضرورة دعم العالم بعامة لهم والعالم الإسلامي بخاصة.


(*) مراسل مجلة البيان في فلسطين.