[المسلمون في الصين.. أمة منسية]
خالد اللحام
الصين دولة متعددة القوميات، وتتكون من ٥٦ قومية يشكل فيها أبناء قومية هان ٩١%من مجمل عدد السكان، والقوميات الأخرى الخمسة والخمسين يبلغ عدد أبنائها ٩% من تعداد السكان أي ما يقارب ١٠٨ مليون نسمة، ولغة هان الصينية هي اللغة الرسمية المستخدمة في البلاد كلها.
وينقل الباحث الأستاذ أنور مصباح سوبرة في دراسته المعنونة «المسلمون في الصين» والمحفوظة في كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية في بيروت أن القوميات التي ينتمي إليها المسلمون في الصين عشر قوميات هي:
١ - هوي: من الصينيين.
٢ - الأوزبك: من الأتراك.
٣ - دونغشيانغ: من المغول.
٤ - سالار: من الأتراك.
٥ - باوآن: من المغول.
٦ - الويغور: من الأتراك.
إضافة إلى القازاق، والقيرقيز، والتتار، والطاجيك. وينتشر المسلمون في القوميات العشرة هذه بشكل أساسي في أربع عشرة مقاطعة مع تواجدهم في كافة أنحاء الصين بنسب وكثافات متمايزة؛ بالإضافة إلى منطقة سينكيانغ التي تعتبر غالبية ساكنيها من المسلمين من قومية الويغور، وهذه المنطقة تشكل سدس مساحة الصين الإجمالية، أما باقي مناطق التواجد الإسلامي فتتوزع على:
- المقاطعات الغربية: نن تشا ـ كانسو ـ تشينغهاي ـ خوبي ـ خنان ـ شاندونغ ـ يونان ـ شانسي ـ سيشوان.
- المقاطعات الجنوبية: كوانغ دونغ - كوانغ شي ـ هونان ـ آنخوي ـ هوبي.
ويرى سوبرة أن الديانات في الصين تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: في الصين الداخلية وتعتبر موطن قبائل هان وفيها: الكونفوشية ـ الطاوية ـ البوذية ماهايانا.
القسم الثاني: في الصين الخارجية وفيها: البوذية اللامية ـ الإسلام.
أما البروتستانتية والكاثوليكية فإن تأثيرهما ضيق ومقتصر على المدن الكبرى مثل شنغهاي وبكين، وقد دخلت المسيحية إلى الصين للمرة الأولى في القرن الثامن الميلادي، ثم اندثرت وعادت مرتين إلى أن انتهى الوجود المسيحي إلى حوالي أربعة ملايين مسيحي على المذهب البروتستانتي.
` أصول وقوميات مختلفة:
وترى الباحثة فتحية يحيى الكمالي في دراستها المعنونة «المسلمون في الصين» - الواقع الراهن «المحفوظة في كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية» أن عدد المسلمين في الصين أكثر من مائة مليون نسمة حالياً، أي أكثر من عشرة بالمائة من تعداد السكان وهي تشرح أصولهم كما يلي وفق الأصول القومية:
- قومية الخوي: وهي تنتمي إلى الأصل الصيني وتستخدم اللغة الصينية، وتتوزع في كافة أنحاء الصين مع غيرهم من الصينيين المعروفين بالخان، وتحاول هذه القومية التميز عن الخان في المأكل والملبس والمسكن وعدم الاختلاط بهم.
- قومية الأوجور: والتي يسميها الباحث سوبرة الويغور (وهم مسلمو تركستان الشرقية) الذين يعيشون في الجزء الشمالي من الصين وأصولهم تركية، وهم السكان الأصليون لتركستان الشرقية، ويصل تعدادهم إلى ٢.٧ مليون نسمة. وهناك أيضاً خمسمائة ألف نسمة منهم في تركستان الغربية التي تحتلها روسيا يُعرفون بـ (كازاخستان، وأوزبكستان، وقرغيزستان، وتركمانستان وطاجيكستان) ، ويتحدث الأوجور اللغة الأوجورية، وهي من اللغات التركية القديمة، ويستخدمون الحروف العربية في الكتابة.
- قومية القازان: ويسميها الباحث سوبرة (القازاق) وأصل هذه القومية من قازاقستان في آسيا الوسطى، وتعيش في الصين وفي تركستان الشرقية وشنغهاي، وتستخدم الحروف العربية للكتابة.
- قومية الدونغشيانغ: (ذات الأصل المغولي) وهي تتحدث باللغة المغولية، وتتمتع بالحكم الذاتي في مناطق لينشيا الشرقية وفي شينيانغ.
- قومية القرغيز: وأصلها من قرغيزستان في آسيا الوسطى، وتعيش في الصين في ولاية ذات حكم ذاتي تابع لمقاطعة سينيكيانغ ولغتها من اللغات التركية القديمة وتستخدم الحروف العربية في الكتابة.
- قومية السالار: وتتمركز في مقاطعة تشيهو ذات الحكم الذاتي في شنغهاي، والبقية الباقية منها في محافظة هوالوانغ، ولغتها كذلك من اللغات التركية القديمة، وتستخدم الحروف العربية في الكتابة.
- قومية الأوزبك: التي تعيش مع الأوجور في سينكيانغ (ولها وجود لا بأس به في أفغانستان) .
- قومية الطاجيك: وهي تنتمي بالأصل إلى جمهورية طاجيكستان، وتسكن على جبال البامير التي ضمت للصين، ويتحدث الطاجيك اللغة الفارسية، وتستخدم الحروف العربية في الكتابة.
- قومية البوان: ويسميها الباحث سوبرة باو آن، التي تمثل الفرع الثاني من الهجرة المنغولية نحو الصين وتتحدث اللغة المنغولية.
- قومية التتار: ويعود أصل هذه القومية إلى تتار تتارستان، وتتار سيبيريا، والقرم، وتعيش في تركستان الشرقية، وتتحدث اللغة التتارية، وتستخدم الحروف العربية في الكتابة.
ويلاحظ أن لكل قومية من هذه القوميات، كما تقول الباحثة، لغتها الخاصة بها وتاريخها وحاضرها الثقافي الخاص بها، وأن كل القوميات باستثناء الخوي ذات الأصل الصيني، لا تزال تسكن أوطانها الأصلية وقد ضمت إلى الجمهورية الصينية، إما بإقرار سياسي أو عن طريق الغزو العسكري المباشر.
` أعداد مختلفة ومتنوعة:
أما الباحث فريد عبد الغفار الحراكي فيقول في دراسته المعنونة: (المسلمون في الصين، ماضيهم وحاضرهم) المحفوظة في كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية: إن عدد المسلمين في الصين غير معروف على وجه الدقة، وهذا اللغز الغامض لم يتمكن أحد من فك طلاسمه حتى اليوم، وقد حاول الباحثون الذين درسوا أحوال المسلمين في الصين تقصِّي أعدادهم بشكل أقرب ما يكون إلى الصحة فلم يوفقوا لذلك، ويعزى السبب الرئيسي في ذلك إلى أن التعداد السكاني في الصين لا يُعنى بالأديان بل بالقوميات فحسب، وإزاء هذا الوضع، تم إحصاء القوميات المسلمة البالغة عشر قوميات، وكانت الإحصائيات مجرد تقديرات تجافي الحقيقة والواقع، وفات الكثير أن مسلمين كثراً من غير تلك القوميات العشر أسلموا مع مرور الوقت وحافظوا على أصولهم القومية التي ينتمون إليها، ولم يحسبوا في تلك الإحصائيات مثل مسلمي قومية المنغول وقومية التيبت.
ويورد الباحث عن كتاب «المساجد في الصين» للباحث (محمود يوسف لي هواين) أن عدد أبناء القوميات المسلمة يبلغ ١٤ مليوناً و ٢٧٩ ألف نسمة حسب الإحصاء الرسمي الثالث الذي أجري على نطاق البلاد عامة عام ١٩٨٢م، بينما ينقل عن «ول ديورانت» أنه إذا قيل إن في الصين مسلمين فجوابنا أن معظم الخمسة عشر مليوناً من المسلمين في الصين ليسوا صينيين، على حين ينقل عن أحمد الشلبي أن تعداد المسلمين في الصين كان ٤٨ مليوناً يوم كانت الصين ٤٦٠ مليوناً كما ذكر الإحصاء الرسمي للعام ١٩٤٨م. وإذا كانت الصين الآن قد زادت عن الألف مليون كما أعلنت إحصائيات ١٩٨٢م، وإذا افترضنا أن نسبة المواليد عند المسلمين هي نفس نسبة المواليد العامة في الصين فإن تعداد المسلمين في الصين ينبغي أن يكون أكثر من مائة مليون نسمة، في حين أن العالِم المسلم الصيني (محمد مكين) قال خلال دراسته في مصر في الثلاثينيات من القرن العشرين إن عدد المسلمين في الصين يساوي ثُمْنَ عدد سكان الصين ١/٨ أي إنهم كانوا قرابة الخمسين مليوناً في ذلك التاريخ، ولذا يخلص الباحث الحراكي إلى أنه يعجز عن إثبات رقم مقطوع بصحته وإن كانت نسبة لا بأس بها من الباحثين الصينيين ترجح أن العدد كان ١٥ مليون نسمة عام ١٩٨٠م، وأن هذا العدد قد تضاعف مع الوقت، ولا سيما أن المسلمين قد استُثنوا من قانون تحديد النسل المطبق في الصين الذي ينص على إنجاب طفل واحد فقط.
` دور وقضية:
ويورد الباحث الأستاذ أنور مصباح سوبرة في دراسته التوثيقية عن المسلمين في الصين عام ١٩٩٨م، أن الواقع الإسلامي في الصين شهد العديد من الثورات التي تم قمعها بصورة قاسية، وكان أهمها في يونان وكانسو وتركستان الشرقية، ومنها خمس ثورات قامت في تركستان الشرقية وحدها ضد اضطهاد المسلمين في هذه المقاطعة وإن لم يكتب لها الاستمرارية، وكانت متفرقة في الأعوام ١٨٢٠-١٨٣٠- ١٨٤٧- ١٨٥٧م، وكانت أبرز هذه الثورات تلك التي قامت عام ١٧٦٨م بقيادة «مامنغ شين» أو كما يسميه بعضهم «مامنسين» في ولاية كانسو، وكان «مامنغ شين» قد تلقى دروسه في كاشغر، وبدأ بنشر ما سمي بـ «المذهب الجديد» وذلك في مقابل المسلمين التقليديين الذين كانوا قد بدؤوا يتعايشون مع المجتمع الكونفوشي الصيني.
كما قامت في يونان ثورة إسلامية امتدت ما بين ١٨٥٥ حتى ١٨٧٣م، وقد بدأت بسبب خلاف بين عمال من المسلمين وآخرين من غير المسلمين مما استثارهم ضد المسلمين، إلا أن الغلبة كانت للمسلمين عام ١٨٥٦م بعد مجزرة رهيبة قتل فيها ما يزيد عن مليون مسلم، وفتحوا مدينة «تاليفو» ثم «يونان فو» وذلك بقيادة (تو ون هسيو) أو كما يسميه بعض الناس «توفنسيو» حيث نودي به سلطاناً في مدينة «تالي» ولقب باسم السلطان سليمان؛ وذلك اشتقاقاً من اسمه «سليمان توون هسيو» وقد استطاع إقامة دولة إسلامية طوال هذه المدة أي منذ ١٨٥٦ وحتى ١٨٧٢م على نصف مقاطعة يونان؛ إلا أن الجيش الصيني وجه حملة بقيادة القائد سن يوينغ، وانتهت المعركة بالقضاء على الثورة ومقتل ثلاثين ألف مسلم.
وكانت قد قامت في «يونان» قبل ذلك ثورة في العام ١٨٣٤م استمرت حتى ١٨٤٠م سببها قتل ألف وستمائة مسلم من قِبَل الحاكم «شوانغ نينغ فو» في منطقة «ميانغ تينغ» .
وفي منطقة «هواتشيو» شرق «سينغان فو» ثار المسلمون عام ١٨٦٠م ضد الصينيين والمغول، وشهدت المنطقة اندلاع صراع مكثف فيها أدى إلى استمرار الثورة خمسة عشر عاماً استولى المسلمون خلالها على مقاطعة كانسو وشانسي ما بين الأعوام ١٨٦٣م - ١٨٧٧م، وفي مرحلتها الثانية أي في العام ١٨٦٤م قامت الثورة في كانسو بقيادة «ماهوا لونغ» أو «مياو باي لين» المتأثرة بالحركة الوهابية، فسانده الأهالي في مناطق «تينغ هيا» و «شان هوا» و «ميننغ تياولينغ» شمال السور.
وقد تمركزت حركة «ماهوا لونغ» في منطقة «جينجيباو» في مقاطعة «نينغشيا» واستمرت هذه المنطقة في كانسو وتشانسي مقاطعة إسلامية دينية لمدة عقد من الزمن يحميها حصون بنيت بالمئات في محيطها، وقد سار إلى هذه المقاطعة جيش الإمبراطور وحاصرها وقتل فيها خلقاً كثيراً، وفي عام ١٨٦٨م عادت الثورة فاشتعلت، فأرسل الإمبراطور الجيوش إلى المنطقة، واستطاع أن يستعيد مدناً كثيرة، وقبض على «ماهوا لونغ» وزعيم آخر معه اسمه «ماباتسياو» وصُلبا، وأخمدت الثورة. وقدر عدد الذين هلكوا بالملايين.
` ثورات مستمرة:
وفي نفس الوقت الذي ظهرت فيه ثورة «ماهوا لونغ» في كانسو وتشانسي ظهرت ثورة في منطقة «أورومغي» بقيادة (تولونغا) الذي حمل لقب ملك الإسلام، وكان ذلك عام ١٨٦٠م، وتبع تولونغا في ثورته عسكري من طشقند كان رئيس أركان وقائد جيش عائلة الخوجا اسمه يعقوب بك، وقد استطاع بسط سيطرته على منطقة حوض تاريم ومن ثم منطقة أورومغي التي كان يسيطر عليها تولونغا، وأقام في هذه المنطقة نظام حكم إسلامي متشدد؛ لكن دولة يعقوب بك أو سلطنة كاشغر كما سميت انتهت في عام ١٨٧٧م؛ إذ وجه الإمبراطور عام ١٨٧٤م جيوشاً بقيادة ليوكين تانغ وكين شوان لمواجهة الزعيم الديني (باي ين هو) الذي كان مع يعقوب بك في كاشغر، فانهزم إلى أرض الروس في تركستان الغربية، وقتل ملك كاشغر يعقوب بك، وتحددت سين كيانغ أو تركستان الشرقية منذ ذلك الوقت، واحتلتها الصين ودخلت في حدودها المعاصرة نهائياً، وما كان للجيش الصيني أن يقضي على تلك الثورات لولا المساعدة الغربية وخاصة من الإنكليز الذين زودوه بالأسلحة النارية الحديثة في ذلك الوقت.
` الإخفاق دائماً:
وبالإضافة إلى هذه الثورات كانت هناك ثورتان: الأولى عام ١٧٥٨م في ولاية كانسو بقيادة سوسيان، والثانية في سينكيانغ عام ١٨٢٥ - ١٨٢٧م بقيادة جنقغ.
ويظهر أن كل تلك الثورات كانت تستمد قوتها من الحجاج الصينيين ـ رغم عددهم القليل ـ العائدين بالأفكار الجديدة بالإضافة إلى تأثير المجددين في الدين في الهند.
وفي العصر الحديث بعد سقوط الإمبراطورية في الصين وقبل قيام الدولة الشيوعية عام ١٩٤٩م قامت انتفاضة عام ١٩٤٣م بقيادة أحد وجهاء المجتمع واسمه «مافوشان» وساعده «ماجي تسو» وقادا عشرة آلاف مسلم، وقبلها قامت انتفاضة عام ١٩٢٨ في خوتشو في مقاطعة كانسو بقيادة «ماتشونغ ينغ» وكان عمره ثمانية عشر عاماً.
وكل هذه الثورات والانتفاضات انتهت إلى الإخفاق بسبب التفاوت في القوة العسكرية والبشرية، وكانت تنتهي دائماً بإبادة كبيرة للمسلمين وتشريدهم.
` أسباب ومطامع:
وقبل أن ننتقل إلى ما حصل بعد قيام الشيوعية في الصين، لا بد لنا من الإشارة إلى دراسة الباحثة فتحية يحيى الكمالي لاستعراض أسباب تركز هذه المآسي في مناطق محددة من أماكن التواجد الإسلامي في الصين أكثر من سواها؛ إذ إن تركستان الشرقية تغطي ثمانين بالمائة من احتياجات الصين من النفط، ويقدر بعضهم أن مخزونها من النفط يضاهي المخزون النفطي للمملكة العربية السعودية، وقد اكتشفت فيه كميات احتياطية كبيرة من البترول، كما أن فيها أكثر من تسعين بالمائة من مناجم اليورانيوم في الصين، وكذلك الفحم الذي يبلغ رصيده ستمائة مليون طن، بينما اليورانيوم يقدر باثني عشر تريليون وهو من أجود أنواع اليورانيوم في العالم؛ حيث يستخرج من ستة مناجم فيها، بالإضافة إلى خام الحديد والذهب والكبريت والملح والنحاس والفضة والبلاتين والرصاص والقصدير والميكا والماس والزمرد والغاز. ويقول العلماء الجيولوجيون إن مناجم الفحم في تركستان الشرقية يمكن أن تكفي العالم ستين عاماً.
كما أن تركستان الشرقية تعتبر ممراً برياً يصل الصين بحقول النفط والغاز في قرغيزستان وآسيا الوسطى، كما أنها لعبت دوراً تاريخياً هاماً في التجارة العالمية؛ فقد كان طريق الحرير المشهور يمر بها، وكان هذا الطريق يربط الصين بالدولة البيزنطية.
وفي مقابل هذا الإنتاج الضخم كله، نجد أن المستوى الاقتصادي للمسلمين ضعيف جداً وخاصة في تركستان الشرقية؛ فهم يعانون من البطالة والأمية بسبب سياسة التمييز التعليمية التي اتبعت ضدهم، وهم لا يستطيعون النهوض في المجال الاقتصادي؛ فلا رساميل لديهم، وقد ركزت الدولة على إرسال الفنيين المؤهلين والمشرفين والقوى العاملة من الصينيين إلى تركستان الشرقية من أجل التنمية الاقتصادية، فصار اكتشاف البترول وبالاً كبيراً على الشعب التركستاني المسلم؛ حيث فتحت حقول النفط في كاراماي وقيزيلدانج وماتيانج واوجيك وكوكيار للاستثمار، وجرى إسكان أكثر من مليون صيني في المنطقة بعد أن أخرجت السلطات الصينية السكان المسلمين من أكثر من ستمائة منطقة سكنية بالقوة.
من خلال ذلك كله نفهم لماذا دعم الغرب السلطة الصينية المركزية في مواجهة الانتفاضات الإسلامية قبل قيام الشيوعية، ولماذا لا تزال هذه المناطق عرضة للأطماع الغربية التي يمكنها أن تستفيد من خمائر الخلافات السابقة لإثارة المسلمين أو لإثارة الأوضاع ضدهم؛ حيث إن الدوائر الغربية في كلا الحالتين تحقق لنفسها وجوداً في المنطقة من خلال التدخل فيها، ويدفع المسلمون الثمن دائماً في الحالتين.