منتدى القراء
[حول الأزمة الجزائرية]
بقلم: خالد رئبال
لسنا ندري إلى أي مدى يمكن الوثوق بتلك التحليلات المتفاوتة حول الأزمة
الجزائرية، وإلى متى سيظل يكتنفها التضارب والغموض.
وما كتبه (د. يوسف الصغير) حول (النظام الجزائري والبحث عن الشرعية)
في العدد ١١٧ من البيان قد أفاد فيه وأجاد، خاصة في ذكر الحقائق عن الانتخابات
الأخيرة التي صاغ النظام أدوارها لتقليص المد الإسلامي وتجفيف منابعه، ليتم بذلك
إخراج المسرحية بصورة جديدة.
والذي أود التنبيه عليه من خلال اطلاعي البسيط على الملف الجزائري أنه لا
يمكن الجزم القاطع بأن الإسلاميين هم وراء كل تلك الأحداث حول ضحايا القتل
العشوائي الذي تعدّى واستفحل أمره والله المستعان، كما أنه لا يمكن تملصاً من
التبعات إلصاق تلك الجرائم بالنظام الذي لا شك أنه السبب الأول والرئيس في
حدوثها والتجاوز في مواجهتها والتصدي لها. وأقول للإنصاف: إن استبداد النظام
ليس وحده الذي يبدي عجزاً في مواجهة تلك القطاعات، ولا الأحزاب العلمانية أو
السياسية المدنية التي يزداد تهميشها لهذه القضية كلما ازداد العنف واشتد الأمر؛
ولكن (الجبهة الإسلامية للإنقاذ) وهي تعود لاكتساح الساحة من جديد برموزها
ومنهجها وسياستها يقع عليها عبء المواجهة العلنية لوقف موجات العنف، وجرائم
القتل والغلو، والنداء الأخير من زعيمها (مدني) كان له أثره البالغ لولا أن استبداد
النظام بادر كعادته باستثمار الموقف لإعادة الشيخ إلى إقامته الجبرية حتى ولو أدى
ذلك إلى اشتعال البلاد بالعنف والتدمير، فلك الله يا أرض المليون شهيد.