أخبار حول العالم
الجهاد الأفغاني
تمكن المجاهدون الأفغان من حسم أهم معركة استراتيجية لصالحهم منذ بداية الغزو الشيوعي الروسي لبلادهم قبل ما يقرب من تسعة أعوام وذلك بتحريرهم
لحامية باركوت الواقعة في إقليم كونار بعد حصار مستمر لها دام ثمانية سنوات.
وقد جاء سقوط باركوت ليكون الرابع من نوعه خلال أسبوعين عقب سقوط
(معروف، أتاغار) وليسجل رقماً قياسياً في عدد سقوط المواقع ذات الأهمية
الاستراتيجية في فترة وجيزة كهذه، ويضع المراقبون العسكريون معنويات الجيش
الأفغاني المتداعية سبباً رئيسياً وراء سقوط الحاميات تلك.
وتمثل حامية باركوت الحصينة بوابة الدخول إلى إقليم نورستان، وكانت فيما
مضى تستخدم لقطع طرق إمداد المجاهدين القادمة من باكستان، وبناء على ما تقوله
مصادر موثوقة لدى المجاهدين فإن عشرين طائرة عمودية روسية قامت بعملية
إخلاء أعضاء الحزب الشيوعي من بين (٧٠٠) رجل يقومون بالدفاع عن الحامية،
كما ذكر قائد عمليات المجاهدين هناك أن ما يزيد على (٣٠٠) فرد من الجيش
الأفغاني لجأوا إلى صفوف المجاهدين خلال المعركة.
ومن جهة أخرى فإن حكومة كابول باتت تعيش شبح أجواء الفترة التي
ستعقب انسحاب الروس وتوقف مساعداتهم العسكرية لاسيما سلاح الطيران، ومع
أنه من المتوقع أن يترك الروس وراءهم العديد من الطائرات وآلات الحرب
الأخرى إلا أن النقص الشديد في عدد الطيارين الأفغان وطواقم الصيانة سيجعل
استخدام سلاح الطيران بشكل فعال خياراً مستحيلاً أمام كابول.
وتهم كابول - وفق خطة دفاعية استراتيجية رسمتها موسكو لها - بسحب
قواتها إلى داخل المدن الرئيسية ومحاولة الاحتماء فيها أمام ضربات المجاهدين. إلا
أن المتتبعين لتطورات الوضع هناك يرون أن تحول معنويات الجيش الأفغاني
المنهارة دون نجاح تلك الخطة.
ديلي تلغراف ٢٥/٤/١٩٨٨
الأندبندنت ٢٦/٤/١٩٨٨