المسلمون والعالم
الإسلام والمسلمون في تنزانيا
(٢ من٢)
بقلم:سعيد عبيد الله
بعد استعراض لتاريخ هذه الدولة وكيف دخلها الإسلام، وبعد إطلالة على
أوضاع المسلمين هناك، يواصل الكاتب معالجة بقية الموضوع، مذكراً ببعض
الأمور التي يرى أنها في حاجة للعناية بها من أجل النهوض بالعمل الإسلامي في
تلك البلاد:
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... - البيان -
١- الاهتمام بالتعليم:
أهم الخدمات التعليمية التي تدعو الضرورة إلى توفيرها للمسلمين هناك،
وهي:
-المدارس الابتدائية الإسلامية العصرية:
إن التعليم الابتدائي هو الأساس في تكوين شخصية المسلم المتميز.
وحكومة تنزانيا تحت رئاسة الرئيس السابق «جوليوس نيريري» ، الحاقد
على الإسلام لم تسمح بافتتاح مدارس ابتدائية غير حكومية، والهدف من ذلك هو:
منع المسلمين من تربية النشء على المنهج الإسلامي، وبالتالي: تكوين شخصية
علمانية ليسهل السيطرة على المسلمين، وقد حقق بعض النجاح في هذه الخطة
الخبيثة، إلا أن المسلمين لما رأوا هذا الخطر بدؤوا يطالبون بحقوقهم، وكان نتيجة
ذلك: أن سُمح لهم بافتتاح مدارس بالمرحلة الابتدائية، فما على المسلمين إلا انتهاز
هذه الفرصة الذهبية.
-المدارس الثانوية والمعاهد الفنية الإسلامية:
التعليم الثانوي الذي يؤهل للتعليم العالي، والمدارس الفنية سيساعدان
المسلمين على مواصلة التعليم وتعلم الحرف التي تساعدهم على الاعتماد على النفس
بعد الله والاشتغال بأعمال طيبة، بدلا من البطالة التي تجرهم إلى ما لا يحمد عقباه.
-المعاهد الدينية:
هناك حاجة أيضاً إلى وجود المعاهد الدينية، فالمعاهد الموجودة الآن في
تنرانيا غير كافية من حيث العدد ومن حيث المستوى التعليمي، حيث إنها على
مستوى (المرحلة المتوسطة) فقط، فالحاجة ماسة إلى وجود معاهد أخرى ذات
مستويات أعلى.
-دور تأهيل المسلمات:
كما يحتاج المسلمون إلى مراكز لتأهيل النساء اللاتي تحتاجهن المدارس
والمستوصفات ودور الأيتام التي ترعى أبناء المسلمين.
-معاهد إعداد المعلمين:
هناك حاجة أيضاً إلى معاهد إعداد المعلمين، حيث سيساعد ذلك في إعداد
المعلمين المسلمين للتدريس في المدارس الابتدائية والثانوية الإسلامية، حيث إن
المعلمين في هذه المدارس تم أعدادهم في المعاهد الحكومية أو الكنسية التي لا تلتزم
في إعداد المعلمين بأي التزامات سلوكية؛ مما يسبب تخريج معلمين غير ملتزمين
إسلاميّاً.
٢- الدعوة في حصص الدين الإسلامي في المدارس الحكومية:
وعلى المسلمين أن يستغلوا فرصة إتاحة الحكومة التنزانية تدريس الديانات
في مدارسها، بالعمل على الاهتمام بتدريس حصص الدين الإسلامي، واستغلالها
مساحةً دعوية مهمة، وحماية لأبناء المسلمين من التنصير الذي قد يقعون تحت
طائلته إذا حضروا حصص الدين النصراني في حالة عدم وجود من يدرِّس الإسلام.
٣- إقامة دروس تقوية:
هناك أيضاً الحاجة إلى إقامة دروس تقوية للطلبة المسلمين الدارسين في
المدارس الحكومية والخاصة؛ لكي يتفوقوا في دروسهم ويتفوقوا في الامتحانات،
ونقترح أن تقام هذه الدروس في المدارس القرآنية، وفي المساجد، وذلك لربط
هؤلاء الطلاب بالبيئة الإسلامية، كما نرى الحاجة إلى دروس في الثقافة الإسلامية
مع دروس التقوية، وذلك من أجل ربط الطلبة بثقافتهم الإسلامية.
٤- إقامة محطات الإذاعة والتلفزة الإسلامية:
لا شك أن محطة الإذاعة والتلفزيون لها دور كبير في التثقيف والتوعية
والتعليم، حيث تستطيع بما تبثه عبر برامجها المسموعة والمرئية اختراق حواجز
الزمان والمكان لتصل إلى المستمعين والمشاهدين بسهولة، والمحطات الإسلامية لا
توجد في تنزانيا، بل لا توجد في شرق إفريقيا كلها، تلك المنطقة التي تتكلم باللغة
السواحيلية، في حين تملك الكنيسة أربع إذاعات، وهي موجودة في مدينة (موشي) ، ومدينة (عروشا) ، ومدينة (سونغيا) ، كما أن لها محطة تلفزيونية في مدينة (دار
السلام) ، كما أن للرافضة محطة تلفزيونية في مدينة (دار السلام) .
ولأهمية الحاجة إلى وجود محطات إذاعية وتلفزيونية إسلامية في تنزانيا التي
ستنقذ المسلمين في جميع دول شرق إفريقيا طلب رئيس الجمهورية التنزانية السيد
(علي حسن مويني) من الأمين العام للجنة مسلمي إفريقيا الدكتور (عبد الرحمن
السميط) في لقائه مع الرئيس في منزله في دار السلام عام ١٩٩١م أن تفتح
المؤسسة المذكورة الإذاعة الإسلامية (إذاعة القرآن الكريم) في تنزانيا، ولعل ذلك
يكون في خطة المؤسسة المذكورة وحسب أولوياتها الدعوية في إفريقيا.
والجدير بالذكر: أن الحكومة التنزانية قد وافقت على وجود الإذاعات
والتلفزيونات الخاصة في تنزانيا، والنصارى قد انتهزوا هذه الفرصة.
٥- إقامة الدورات التدريبية:
ونرى أن تكون إقامة هذه الدورات لتحقيق أهداف عدة، منها:
١- رفع الكفاءة العلمية والدعوية للدعاة.
٢- تدريب الدعاة والمعلمين على طرق تدريس المنهج الشرعي في العقيدة
والعبادة والسلوك.
٣- التنبيه على بعض البدع السائدة، التي اعتادها العوام؛ لما ألفوه من
الطرق الصوفية على وجه الخصوص.
٦- إقامة الندوات العلمية والثقافية:
هناك حاجة أيضاً إلى إقامة الندوات العلمية والثقافية الإسلامية لتوضيح
الحقائق الإسلامية ومعالجة القضايا الإسلامية المختلفة، خاصة تلك الشبهات المثارة
من قبل أعداء الإسلام.
٧- إقامة المكتبات الصوتية والمرئية الإسلامية:
نظراً لانتشار وسائل الإعلام الحديثة من المسجلات والفيديو التي يقتنيها الآن
كثير من الناس: فإن هناك حاجة إلى اقتحام هذا المجال دعويّاً، وذلك بافتتاح
المكتبات الصوتية والمرئية الإسلامية لبيع ونشر أشرطة الكاسيت والفيديو الإسلامية
التي تحوي القرآن الكريم ومحاضرات ودروساً ومواعظ، وهناك حاجة إلى أن
تكون هذه المحاضرات والدروس والمواعظ باللغة السواحيلية والإنجليزية والعربية.
٨- مكتبات بيع الكتب:
وهناك حاجة إلى إنشاء مكتبات للمراجع والكتب الإسلامية، وخاصة المراجع
المهمة في العلوم الشرعية؛ فمعظم المسلمين والدارسين على الخصوص يحتاجون
إلى هذه الكتب، لكنها غير متوفرة، وبما أن هذه الكتب ليس من السهل توزيعها
مجاناً: فالأحسن بيعها بسعر التكلفة مساهمة في دعم طلبة العلم وتشجيعهم على
اقتناء الكتب الإسلامية المفيدة.
كما أن هناك حاجة إلى وجود المكتبات العامة، وهذه المكتبات ستساعد من
ليس لديه القدرة على شراء الكتب على الاستفادة من هذه الكتب في المكتبات في
المحافظات.
٩- نشر الكتاب الإسلامي:
هناك حاجة إلى نشر الكتاب الإسلامي في تنزانيا باللغة السواحيلية، وأهم
الكتب التي نرى الحاجة إلى نشرها هي التي تتكلم عن:
١- العقيدة الإسلامية الصحيحة، حيث إن كثيراً من القضايا العقدية مشوهة
ومغلوطة لدى كثير من المسلمين.
٢- ما يتطرق للتصور الصحيح للإسلام.
٣- الردود على الشبهات المثارة ضد الإسلام.
٤- القضايا الشرعية، من فقه (خاصة أركان الإسلام) وغيره.
٥- السيرة النبوية، وتاريخ الخلفاء الراشدين، والأذكار.
١٠- إصدار النشرات الإسلامية:
هناك حاجة أيضاً إلى إصدار النشرات الإسلامية باللغة السواحيلية، لتتحدث
تلك النشرات عن المعاني الإسلامية والمقاصد التربوية لهذه الموضوعات، على أن
تكون طباعة الكتب والنشرات طباعة جيدة أنيقة تجذب القارئ لقراءتها واقتنائها.
١١- القوافل الدعوية:
إن القوافل لها أهمية من ناحية الاستطلاع والتعرف على واقع المسلمين
واحتياجاتهم وظروفهم، ومن ثم: القيام بواجب الدعوة فيما بينهم.
وقد أخبرنا أحد الأطباء المسلمين وهو الدكتور (هارون عمر) الذي يشارك
في القوافل الدعوية التي يقيمها مركز شباب الأنصار في محافظة (تانغا) بالتعاون
مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي، أن هذه القوافل خاصة إذا ركزت على القرى
تستطيع أن تقضي على كثير من الانحرافات العقدية، وقال: إن كثيراً من
المسلمين في القرى نتيجة الجهل بالإسلام الصحيح، والفقر، وقلة الخدمات
الصحية إذا مرضوا سرعان ما يلجؤون إلى المنجمين والمشعوذين؛ ولهذا: تجد
كثيراً من حالات تعليق التمائم في القرى بين عامة الناس نتيجة جهلهم بالدين
الصحيح.
فالقافلة تستطيع القضاء على هذا، حيث يقوم الطبيب المرافق للقافلة بالكشف
على المريض ويعطيه الدواء المناسب، والمشائخ من جانبهم يوضحون للمسلمين
العقيدة السليمة والإسلام الصحيح، وبذلك: استطاعت تلك القوافل القضاء على
كثير من الانحرافات، وبالتالي: إيصال الدعوة وتصحيح العقائد.
١٢- مساعدة بعض المنظمات الإسلامية المحلية:
هناك حاجة في نظرنا إلى مساعدة بعض المنظمات الإسلامية المحلية النشيطة من أجل أن تواصل أنشطتها، وأهم هذه المنظمات التي نرى أنها تحتاج إلى
المساعدات هي:
١- جمعية مركز الأنصار للشباب المسلم، (تانغا) .
٢- جماعة أنصار السنة، (دار السلام) .
٣- جماعة أنصار السنة، (عروشا) .
٤- اتحاد المدرسين المسلمين في تنزانيا، (دار السلام) .
٥- اتحاد الطلبة المسلمين في جامعة دار السلام.
٦- معهد مروة الإسلامي، (امتوارا) .
١٣- الاهتمام بالدعاة:
بما أن تنزانيا ذات مساحة كبيرة: فإن هناك حاجة إلى دعاة كثيرين، بل
وهناك حاجة أيضاً إلى الاهتمام والعناية بهم، فمما لا يماري فيه أحد: أن جل
الأعمال الدعوية ونجاح الدعوة نفسها يعتمد بعد الله (سبحانه وتعالى) على هؤلاء
الدعاة، ولذلك: كان من الأهمية بمكان العناية بالدعاة بتوفير ما يسد الحاجات
الضرورية لعيشهم اليومي من سكن، وقوت، وعلاج، وكسوة.. وأيضاً: توفير
ما يعين على عملهم من وسائل؛ لكي يبذلوا المزيد من الجهد ويتفرغوا للدعوة.