ملف فلسطين
القضية الفلسطينية.. مآس متجددة
د. عبد الفتاح العويسي
خالفنا نهج الرسول صلى الله عليه وسلم في الاتجاه إلى القدس
- الدكتور عبد الفتاح العويسي يعمل أستاذاً للدراسات العربية والإسلامية
بجامعة استيرلينج في بريطانيا، وأحد المؤسسين لمجمع البحوث الإسلامية في
المملكة المتحدة، وهو مجمع متخصص ببيت المقدس، واختير أميناً عاماً لهذا
المجمع، وأيضاً يرأس تحرير مجلة دراسات القدس الإسلامية. وقد كان لمجلة معه
هذا الحوار حول المجمع وأهدافه ودوره.
ينصبُّ اهتمامكم على التركيز على قضية المسجد الأقصى؛ وهذا يستدعي أن
نطرح على فضيلتكم السؤال الآتي: كيف وصلتم إلى القناعة بأن قضية المسجد
الأقصى المزمنة بحاجة الآن إلى المزيد من دراسات متخصصة عن بيت المقدس؛
فقمتم مع إخوانكم بتأسيس مجمع البحوث في بريطانيا؟ وهل من الممكن إعطاؤنا
فكرة مختصرة عن المؤسسين لهذا المجمع؟
دعني في البداية أربط الحدث مع قضيتين تاريخيتين: القضية الأولى: هي
نهج الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع قضية القدس؛ فالفتح الإسلامي
لمدينة القدس - في السنة الخامسة عشرة للهجرة النبوية الشريفة - لم يتم دفعة
واحدة؛ إنما سبقه خطوات عملية هيأت لعملية الفتح الإسلامي.
بدايةً هيأ الرسول صلى الله عليه وسلم وعبأ النفوس حول هذه المدينة المقدسة
بالآيات التي وردت في كتاب الله عن هذه البقعة، ثم بما تحدث به؛ بحيث إن
القلوب والعقول أصبحت تحن إلى بيت المقدس وهو واقع تحت الاحتلال الروماني
قبل أن تتم عملية الفتح.
لقد كانت الخطوة الأولى - وهي التعبئة للنفوس والعقول المسلمة لتبدأ
بالتحرك عملياً تجاه القدس، وقد حدث هذا وأهل الإسلام في مكة مستضعفون قبل
الهجرة إلى المدينة - تلك الخطوة تعني أنه حتى في مراحل الضنك والألم التي
عاشها المسلمون في مكة كانت آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه
وسلم توجههم نحو هذه المدينة المقدسة، ثم بعد ذلك تبعتها الخطوات العملية بعد
الإسراء بالرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى القدس ومعراجه من بيت
المقدس إلى السماوات العلى بعد ذلك.
وبعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بدأت الخطوات العملية
نحو تحرير القدس من الاحتلال الروماني لها؛ فكانت معركة مؤتة أول صراع مع
الرومان، وكانت الخطوة الثانية في الطريق إلى تحرير القدس، ثم بعد ذلك كانت
غزوة تبوك؛ فقد كانت بمثابة تتبع للروم.
وجاءت بعدها معركة اليرموك، وأستطيع أن أقول: إنه لولا اليرموك ما
كانت قدس، وكذلك من باب المقارنة: لولا حطين في زمن صلاح الدين ما كانت
قدس؛ وهذا يعطينا - حقيقة - درساً تاريخياً مهماً مُفَادُه: أنه قبل معركة القدس
الكبرى، وقبل تحرير القدس لا بد أن تُسبَق بمعركة في الشام في منطقة وادي
الأردن؛ لأن اليرموك وحطين حدثتا في تلك المنطقة، ثم بعد ذلك تم الفتح
الإسلامي في السنة الخامسة عشرة لهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم على يد
الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهذا ما بشر به رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
هذه المقدمة التاريخية تخبرنا أنه لا بد من خطوات عملية، ولا بد أن تُهيأ
الأمة للتحرك تجاه هذه المدينة.
للأسف الشديد! واقعنا العربي والإسلامي يقول: إننا نتحرك نحو القدس دون
أن تتعلق قلوبنا بها؛ فنحن خالفنا طريق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي انتهجه
تجاه القدس. نحن نتصور أننا يجب أن ندخل في صراع مسلح مع المحتلين لهذه
المدينة المقدسة وتنتهي الأمور! لا ... لا بد أن يسبق ذلك إعداد؛ فتنفيذ قول الله
تعالى: [وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله
وعدوكم] [الأنفال: ٦٠] وربط القلوب والعقول بهذه المدينة هي الخطوة الأولى
للتعلق بها والحنين إليها، وحب المرابطة فيها، وحب الجهاد بها.
القضية الثانية: أنه أحزننا أنْ مرت ذكرى أربعة عشر قرناً على الفتح
الإسلامي للقدس والعالم العربي والإسلامي لم ينتبه لهذه المناسبة العظيمة. والفتح
الإسلامي للقدس كان نقطة تحوُّل ليس في تاريخ القدس وحدها؛ وإنما في تاريخ
المشرق العربي الإسلامي؛ إضافة إلى الأمة الإسلامية جمعاء.
وهنا نتساءل: لماذا تحدث القرآن الكريم كثيراً عن المسألة التاريخية؟ هل
هي من باب إضاعة الوقت أو من باب التسلية - حاشى لله -؟ لا ... إنما بهدف
أخذ العبرة والدرس للانطلاق للمستقبل، وإن أردت أن تعرف التاريخ ففي القرآن
الكريم علم الماضي والحاضر والمستقبل؛ لأنك تصنع الحاضر في ضوء الماضي
وتستشرف المستقبل في ضوء فهمك للماضي والحاضر؛ فكان مرور أربعة عشر
قرناً على الفتح الإسلامي لبيت المقدس ١٩٩٤م نقطة أردنا أن نحتفل بها، ليس
على طريقة الاحتفالات التقليدية، وإنما في إطار حضاري إسلامي مميز يأخذ هذه
القضية ويدفعها إلى إطارها الواسع.
أحببت أن أعطي هذين الإطارين التاريخيين حول هذا الموضوع لنفهم لماذا
تم إنشاء مجمع البحوث الإسلامية.
أما إذا أردت أن أوضح الأمر بشكل مباشر حول مجمع البحوث فأقول: إن
لكل عصر متطلباته التي تختلف عن العصر الذي يسبقه؛ فما كان يصلح
للخمسينيات والستينيات لا يصلح في التسعينيات؛ لا أقصد أن المبادئ لا تصلح؛
ولكن أقصد الوسائل التي تصل بنا لتحقيق هذه الغايات؛ فالإسلام بدأ من ١٤٠٠
عام وهو صالح لكل زمان ومكان؛ ولكن أقول: الوسيلة التي نستعملها لتحقيق هذه
الغاية تختلف من عصر إلى آخر. البيئة التي نعمل بها هنا بيئة غربية؛ فعلينا أن
ندرس البيئة؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة للمدينة درس البيئة التي
هاجر إليها مما ساعده في تنظيم الدولة الإسلامية الأولى في المدينة.
كان ينقصنا معرفة البيئة التي نتحرك بها؛ ولذلك فقد قمنا بدراسة البيئة التي
نحن بها في هذه البلاد الغربية ولا سيما في بريطانيا فوجدنا أن هنالك فجوة خلاف
عميقة جداً فيما يخص موضوع القدس على صعيدين: فالدراسات الأكاديمية
المتوافرة في الغرب إما دراسات توراتية، أو دراسات استشراقية من ناحية، ولا
يوجد دراسات إسلامية متعمقة أو جدية حول القدس، ومن ناحية أخرى؛ فإن
الدراسات الإسلامية المتوافرة هي دراسات عاطفية لا تعتمد المنهج العملي في
الحوار.
إسلامنا علمنا أن نواجه الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق؛ ولكن للأسف!
عندما نناقش قضية القدس نناقشها بعاطفة، حتى هذه العاطفة غير واضحة وغير
مبنية على أسس؛ إذن عمَلُنا الأكاديمي في الغرب هنا أثبت لنا أن هنالك فجوة
كبيرة في الدراسات المتوافرة عند العرب والمسلمين، وعند الغربيين في دراساتهم
الأكاديمية.
النقطة التي تلي ذلك: أننا نعيش في عصر التخصص، وللأسف الشديد!
فإن المؤسسات الإسلامية تحب أن تدعي أنها تفهم في كل شيء، وفي نهاية
المطاف لا تبني أي شيء؛ ولذا فإن علينا أن نعي أننا في عصر التخصص؛
فالأطباء الآن لا يتخصصون (أنف وأذن وحنجرة) ؛ بل يتخصصون في جزء من
أجزاء الأنف؛ هذا التخصص الدقيق جداً أيضاً معرفة؛ ونحن غير مختصين
بالقضية الفلسطينية؛ نحن مختصون فقط بجانب بيت المقدس؛ قضية القدس من
جميع جوانبها: الشرعي، التاريخي، الجغرافي، الجيولوجي، أي موضوع له
علاقة بموضوع القدس حتى الموضوع الطبي البيئي، أي شيء له علاقة بموضوع
القدس يجب أن نهتم به. إذن هذه هي الخلفية الفكرية التي دفعت إلى إنشاء مجمع
البحوث الإسلامية، وإن أردت أن أُلخِّص الهدف من نشأة مجمع البحوث الإسلامية
أقوله في جملة واحدة فهي أن مجمع البحوث الإسلامية يهدف إلى تأسيس مرجعية
جديدة حول القدس.
نود ولو إشارة بسيطة حول هذا المجمع؛ لأن هناك - كما هو ملاحظ في
مجلة دراسات القدس الإسلامية - كادراً كبيراً وشخصيات متميزة يعملون به،
وبعضهم من الغربيين؛ فما الجانب الذي كنتم تودون لو تصوغون فيه المجلة؟ أو
ما هي الفكرة من مثل هذه المجلة؟
علينا أن نعود إلى معرفة البيئة التي نعمل فيها؛ فنحن لا نعمل بانعزال عن
البيئة الغربية التي نقيم بها، وقد قلنا: إن الدراسات المتوافرة هنا دراسات توراتية
أو استشراقية؛ ولكنْ هناك عدد من الأكاديميين المتعاطفين الذين يبحثون عن
الحقيقة.
ولكن لا ندعي أن جميع من يعمل في السلك الأكاديمي متعاطفون؛ بعضهم
يريد أن يصل إلى الحقيقة، هؤلاء هم الذين تعاونا معهم. قلنا: إن بعض
الأكاديميين الغربيين الذين يُظهرون نوعاً من التعاطف ونوعاً من البحث عن الحقيقة
قمنا بالتعاون معهم؛ علماً بأن عضوية مجمع البحوث الإسلامية ليست مقتصرة على
المسلمين. ونحن نسعى لجعل المجمع مؤسسة مؤثرة لدى صانعي القرار في هذا
البلد؛ فالعمل الأكاديمي هو الذي يصنع العقول، ويدفع إلى الانطلاق نحو تشكيل
هذه المرجعية الجديدة التي تكلمت عنها.
ولعلِّي في هذه المناسبة أذكر المؤرخة الإنجليزية كارن أرمسترونج التي نشرنا
لها مقالة في المجلة واستضفناها في المؤتمر الأكاديمي الدولي الأول عن القدس في
عام ١٩٩٧م، ونستغرب الكلام الذي قالته عن القدس، وخلاصة رأيها:
أنها بعد أن درست تاريخ القدس منذ بدء الخليقة حتى الآن وجدت أن
القدس قائمة على مفهوم العدل، وبمعنى أصح: إن من يحقق العدل في القدس تدوم
سيطرته على تلك المدينة، وخلصت بالقول بعدما درست المتغيرات المختلفة،
ووجدت أن القدس في العهد الإسلامي تمتعت بالعدل وتميزت بالتسامح والمساواة
بين الجميع مما أدى إلى ازدهار المؤسسات العلمية والثقافية وهو الدور الكبير الذي
دفع إلى الاستقرار في المنطقة، وتحقيق السلام.
أشرتم إلى أهمية التخصص الأكاديمي بالذات لمثل هذه الدراسات؛ ولكن
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل تعتقدون أننا سنصل بهذه الطريقة - أيْ
طريقة الحوار الهادئ والدليل المقنع - إلى شيء يفيد القضية؟ ثم هل تجدون أُذناً
صاغية في الجانب الآخر: المسيحي، واليهودي؟
مرة أخرى نعود إلى قضية الأهداف التي نسعى إليها؛ لأن هذه قد توضح
جزءاً من الإجابة على هذا السؤال. نحن نهدف في هذه المؤسسة إلى ما نسميه
تحقيق الوعي الحضاري من خلال بناء سقف حضاري معرفي، وتأصيل عمل
مميز عن بيت المقدس من جانب، ومن جانب آخر: احتضان الطاقات المبتعثة
المختصة وتهيئتها ومساعدتها في إطلاق إمكانياتها، كما أننا نريد أن يكون المجمع
منبراً عالمياً لمناقشة القضايا المتعلقة بالقدس وملتقى للعلماء المهتمين بهذه القضية،
أو بمعنى أوضح وأشمل:
نريد أن نخرج بقضية القدس من دائرة رد الفعل إلى دائرة صناعة الفعل؛
فحتى هذه اللحظة في كل القضايا التي يعاني منها العالم الإسلامي نحن نقوم بردود
أفعال؛ ففي قضية كوسوفا كان العالم الإسلامي يقوم برد فعل على جرائم تُرتكب
هناك؛ ولكننا لا نصنع الفعل. (نحن في مجمع البحوث) نريد أن نصنع الفعل تجاه
قضية القدس، هذا جزء من أهداف المجمع؛ وليس الرد على الدراسات التوراتيتة
والاستشراقية؛ لأننا لو أخذنا جزءاً من وقت المجمع في الرد على الدراسات
التوراتية والاستشراقية لبقينا في دائرة رد الفعل؛ ولكننا أردنا أن نصنع الفعل من
خلال المحاورة، من خلال المؤتمرات الأكاديمية التي نعقدها، من خلال المجلة
الأكاديمية، ومن خلال الندوات، والمحاضرات. اطرح وجهة نظرك، ولْيطرح
الآخر وجهة نظره؛ فتلك هي المحاورة الحضارية الهادئة التي أمرنا بها القرآن
الكريم عندما نتكلم في محاوراتنا مع غير المسلمين. قال الله - تعالى -:
[وجادلهم بالتي هي أحسن] [النحل: ١٢٥] في كل القضايا نحن نريد أن نطبق هذا الشعار، في قضية القدس نحاورهم بالتي هي أحسن على ألاَّ نُجَرَّ فيصبح عملنا رداً لفعلهم؛ ولكننا نصنع الفعل.
المؤتمر عندما يعقد فإننا نضع فعلاً جديداً حول القدس، وعندما نصدر مقالة
فإننا نؤسس مرجعية جديدة، ونقوم بصناعة الفعل بطريقة هادئة، والطريقة الهادئة
تنتج في الغرب أكثر من الصراخ والغوغائية والعاطفية؛ وأستطيع أن أدَّعي أننا
منذ ١٩٩٤م وحتى هذه اللحظة كسبنا إلى صفنا من الغربيين لصالح قضية القدس
أكثر مما كنا نتوقع، وبهذه الطريقة الحضارية.
يتوجه أغلب المصْلحين لمخاطبة الجماهير الغفيرة بلغة بسيطة يفهمها الجميع؛ فلماذا توجهتم هذا التوجه الأكاديمي البحت؟ ثم هل وجدتم تجاوباً من المؤسسات
والجهات العلمية المهتمة بهذا مع مشروعكم؟
أولاً: لعلِّي من خلال المقدمة التي أعطيتها القارئ نلاحظ أنه ليس لدينا
مختصون في موضوع القدس، وإن كان لدينا فعددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة؛ بل أستطيع أن أدعي أنهم يقلون عن عدد أصابع اليد الواحدة في جميع أنحاء
العالم الإسلامي، ولذا فإننا إذا أردنا أن نخاطب الجماهير فسنكون اثنين أو ثلاثة أو
أربعة أو خمسة؛ فكيف نستطيع أن نخاطب العالم الإسلامي والعالم الغربي؟ هذا
الأكاديمي سيصاب بجهد كبير من السفر والمتابعة، وسيذهب جميع وقته في
اللقاءات والمحاضرات ... إلى آخره؛ مما يعني أنه لن يكون هنالك إنتاج؛ ولكن
نحن قلنا: نعم! لن نغفل هذا الجانب في مخاطبة الجماهير المسلمة؛ ولكن في
الوقت نفسه نريد أن نعدَّ قطاعات علمية أكاديمية متخصصة في موضوع القدس،
وهذه القطاعات هي التي ستحمل على عاتقها مشروع مخاطبة الجماهير المسلمة في
جميع أنحاء العالم الإسلامي. نحن نتمنى أن يكون هناك - على الأقل - متخصص
واحد في كل قطر عربي؛ حتى يحمل هذه الأمانة، وهذه الراية في مخاطبة
الجماهير.
إذن الهدف في المرحلة الحالية هو تكوين مجموعات أكاديمية متخصصة
تعرف الحقائق من جميع نواحيها حول موضوع القدس لتتولى مخاطبة الجماهير؛
ولكن عملية إعداد هذه النوعيات ليست عملية سهلة، ويجب أن نتعاون مع
المؤسسات العلمية والإسلامية والسياسية في العالم العربي؛ لدعم ذلك المشروع.
الآن لدينا ٦ طلاب يحضِّرون الدكتوراه في مواضيع مختلفة حول موضوع القدس:
طالب يحضر حول القدس بين الفقه الإسلامي والقانون الدولي، والثاني: حول
الفتح الإسلامي الأول للقدس، والثالث: عن المؤسسات العلمية الإصلاحية في
القدس في الفترة الأيوبية، الرابع: حول الاستيطان في القدس منذ عام ١٩٤٨ منذ
قيام دولة اليهود، والخامس: عن القدس في الصراع العربي الإسرائيلي، أما
السادس: فعن نظرية جديدة في تفسير العمارة الإسلامية في القدس؛ فجميع
الدراسات الاستشراقية حتى الآن وحتى العربية والإسلامية تقول: إن العمران في
القدس هو نسخة طبق الأصل من المعمار البيزنطي، هذا الطالب الآن يحضر
رسالة الدكتوراه في الهندسة المعمارية في القدس، ليؤكد أن العمارة في القدس في
الصدر الأول للإسلام إنما بنيت انبثاقاً من فهم القرآن الكريم وسنة الرسول صلى
الله عليه وسلم.
وبطبيعة الحال ما كان ليتم هذا لولا المكرمة التي تسجل بأحرف من نور
للشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم حاكم دبي الذي تفضل مشكوراً بتبني خمسة طلبة
يُحضِّرون الدكتوراه في المواضيع التي ذكرتُها بعد أن رأى جدِّيَّة المشروع
الأكاديمي الذي نقوم به، كذلك قمنا قبل عدة أسابيع بالسفر إلى دبي؛ لزيارة الشيخ
حمدان، وقمنا أيضاً بمقابلة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات ولجامعة زايد، ووزير
التعليم العالي في الإمارات العربية المتحدة: الشيخ مبارك آل نهيان الذي أمر بتقديم
كل الدعم اللازم لمجمع البحوث الإسلامية للانطلاق لتحقيق هدفه السامي من أجل
الحفاظ على القدس عربية إسلامية.
ولعلي أستغل هذه المناسبة لأوجه هذا النداء لقراء هذه المجلة الرائدة (مجلة)
لنقول لهم: إننا خطونا خطوة أولى على الطريق الصحيح نحو القدس، ونحن
نسعى بجميع ما لدينا من إمكانيات ووقت وتخصص وعلم؛ لكي ننطلق في هذا
المجال؛ ولكننا نريد من أهل الخير في عالمنا العربي والإسلامي أن يقدموا لنا
الدعم المادي والمعنوي؛ فجميع هذه النشاطات لا يمكن أن تتم إلا من خلال الدعم
المادي والمعنوي. نحن بحاجة إلى أن نرفع من عدد المنح الدراسية التي نقدمها في
المجمع لنُكَوِّنَ هؤلاء الخبراء الذين ينطلقون لنشر هذه الرسالة العظيمة ونأمل في
الاتصال بنا ليقولوا لنا: إننا نريد أن نتبنى طالباً، اثنين، عشرة، أي عدد
يستطيعونه لدراسة الدكتوراه في مجال موضوع القدس مثلاً، ويسرنا أن نتعاون
معهم في أي مجال آخر، فمن أراد أن يتبنى مالياً المؤتمر والمصاريف التي ننفقها
على المؤتمر الأكاديمي السنوي الذي نعقده في لندن فجزاه الله خيراً، أو إن أراد أن
يتبنى طباعة المجلة العلمية الأكاديمية (مجلة دراسات القدس الإسلامية) التي نطبعها
فأهلاً وسهلاً، أو إن أراد أن يترك له صدقة جارية في وصيته بعد مماته وقفاً جارياً
عنه لننتفع به في هذه القضية، أو إن أراد أن يدعم بعض المشاريع التي نقوم بها
في القدس نفسها من خلال ترميم بعض الأماكن التاريخية الإسلامية الآيلة للسقوط
في داخل المدينة المباركة المقدسة؛ فالمجال مفتوح للتعاون على البر والتقوى.
نعود للحديث عن أهم النشاطات التي يقوم بها مجمع البحوث الإسلامية،
ولعل من أبرزها: مجلة دراسات القدس الإسلامية؛ فما هي أهم الموضوعات التي
تتطرق لها المجلة؟
مجلة دراسات القدس الإسلامية هي مجلة تصدر مرتين في السنة باللغتين
العربية والإنجليزية، وهي مجلة أكاديمية محكَّمة. بمعنى أصح: إن أي مقالة
تصل إلينا لا بد أن نرسلها إلى اثنين من المختصين في مجال القدس، فإن وافقوا
على نشرها يتم نشرها في المجلة، وهذا يساعد في بناء الشخصيات العلمية
المختصة؛ لأن النشر في تلك المجلة يساعد على الترقيات العلمية الأكاديمية؛
فالباحث الذي يريد أن يرقى أكاديمياً من درجة أستاذ مساعد إلى أستاذ مشارك، ثم
إلى أستاذ لا بد أن ينشر في مجلات أكاديمية محكَّمة، وهذا ما نسعى إليه في الوقت
الذي ننشر فيه مقالات حول القدس، كما أننا نريد أن نتيح لإخواننا نشر مقالات
متخصصة تساعدهم على الترقيات العلمية في حياتهم الدنيوية. هذا تعريف عام
بمجلة دراسات القدس الإسلامية، وحتى الآن صدر من المجلة أربعة أعداد يُتناول
بها جملة من القضايا المختلفة والمتعددة؛ فمثلاً: في العدد الأول كان هناك مقالة
للأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي حول القدس في الوعي الإسلامي، وأيضاً مقالة
أخرى للدكتور محسن صالح عن جهود علماء فلسطين في رعاية المقدسات
الإسلامية في القدس وحمايتها من سنة ١٩١٨ إلى سنة ١٩٣١م.
ومن المناسب أن نقول: إن الدكتور محسن صالح فاز بجائزة بيت المقدس
للعلماء المسلمين الشباب، وهي الجائزة التي يتبناها المجمع سنوياً ويقدمها لأفضل
الباحثين في هذا المجال، وفي العدد الثاني - نتكلم عن المقالات باللغة العربية -:
كانت هنالك مقالة حول تخريج أحاديث فضائل بيت المقدس والمسجد الأقصى
للأستاذ أحمد يوسف أبو حلبية، وكان فيه أيضاً وثيقة عن موقف حزب العمال
البريطاني من قضية القدس. العدد الثالث كانت فيه ترجمة للمقالة المهمة جداً التي
أود أن يطلع عليها القارئ - وهي باللغة العربية - للمؤرخة الإنجليزية (كارن
أرمسترونج) بعنوان: (مكان مقدس: قدسية القدس الإسلامية) ومقالة أخرى بعنوان: (القدس نقطة مركزية في حياة صلاح الدين) لمؤرخ إنجليزي آخر بالإضافة إلى
المقالات الإنجليزية الأخرى، أما العدد الرابع فيتضمن مقالاً عن مركزية القدس في
الإسلام للأستاذ الدكتور: إبراهيم زيد الكيلاني، ومقالاً آخر عن أهمية القدس عند
المسلمين للدكتور: مروان أبو خلف.
كما هو ملاحظ فإن مجلتكم تخاطب الطرف المقابل باللغة الإنجليزية؛ فهل
توجد شريحة مهمة في المجتمع البريطاني تشارك في الحوار الهادئ وتوجهون لها
الخطاب حول هذه القضية؟
لا شك أن هذه المجلة هي مجلة محترمة في جميع الأوساط الأكاديمية وجميع
الجامعات الغربية والأمريكية والبريطانية، وهذه المقالات التي تنشرها تهدف إلى
تعميق هذا الحوار حول موضوع القدس، وقد يكون من الجميل في هذا الإطار أن
يكتب المقالات المفيدة للحقل الإسلامي باحثون وعلماء مشهورون في العالم الغربي؛
مما يؤثر إيجابياً على عقلية الإنسان الغربي. فمثلاً: عندما يقرؤون مقالة لكارن
أرمسترونج وهي معروفة جداً في مجال التأريخ، فإن هذا يؤثر جداً في العقلية،
ولعلي أقول: إن بعض السياسيين البريطانيين الذين يحضرون المؤتمرات دهشوا
من الكم الهائل للمعلومات الإيجابية التي قالتها كارن أرمسترونج حول موضوع
القدس، وعلق أحدهم قائلاً: إننا نجهل الجانب الآخر عن القدس وهو الجانب
الإسلامي، وقال: إنه لا يمكن حل قضية القدس دون الأخذ بعين الاعتبار البعد
الإسلامي لهذه المدينة. إذاً هذا الحوار الذي بدأ منذ أربع سنوات حول قضية القدس
أستطيع أن أدعي أننا بدأنا نقطف ثماره بعد تزايد عدد المهتمين والمؤيدين
والمتخصصين من الجانب الغربي بقضية القدس.
حقيقةً الإشارة إلى المؤتمرات التي هي من مجالات عمل مجمع البحوث مهمة؛ فهل لكم أن تحدثونا أكثر عن المؤتمر الأول والثاني وما تنوون عقده من مؤتمرات
في المستقبل القريب إن شاء الله؟
المؤتمرات أيضاً تدور في نفس الهدف لمجمع البحوث وهو: تأسيس مرجعية
حول موضوع القدس، فوجدنا أن الحوار عن طريق المجلة والمحاضرة قد لا يكفي؛ ولذلك فنحن نريد أن نجمع جملة من المهتمين والمختصين من العالم الإسلامي
والغربي؛ ليطرحوا قضية القدس للمناقشة؛ فكانت فكرة المؤتمر الأكاديمي الدولي
عن القدس الإسلامية.
وأريد أن أركز على أننا نستطيع أن ندعي أننا طرحنا مفهوماً جديداً حول
القدس كان غائباً في الغرب والعالم الإسلامي وهو: (مصطلح القدس الإسلامية) هذا
المصطلح له أهميته؛ كنا نسمع: القدس اليهودية، القدس النصرانية، القدس
العربية؛ ولكن أن نطرح القدس بهذا البعد في بلد غربي فهذا مفهوم جعل الكثير من
الغربيين الأكاديميين والسياسيين يعيدون النظر في هذه القضايا. وهذه من بركات
المؤتمر الذي يعقد - عادة - في فصل الصيف قبل العودة للحياة الأكاديمية، وعادة
يكون في كلية الدراسات الشرقية الإفريقية بجامعة لندن.
وفي المؤتمر الأول عام ١٩٩٧م كان الحضور مميزاً، وكان الحاضرون على
مستوى عالمي من العالم العربي والإسلامي، وأصبح لدينا سُنة - نسأل الله أن
تكون سنة حسنة - أن يُفتتح المؤتمر من شخصية سياسية بريطانية لنقل التأثير إلى
المؤسسة السياسية. والكلمة التي ألقيت في المؤتمر الأكاديمي الأول سنة ١٩٩٧م
كانت من شخصية سياسية بريطانية لنقل التأثير الأكاديمي للدوائر السياسية، وهذا
حقيقة ما صنعه الطرف الآخر يعني اليهود؛ فقد استطاع أن يؤثر في صناعة القرار
في البلاد الغربية؛ مما أدى إلى تحول الغرب تجاه دعم قضيتهم؛ وقد افتتح
المؤتمر الأول (إرني روس) رئيس مجلس الشرق الأوسط في حزب العمال
البريطاني رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان البريطاني. والمؤتمر الأول
في سنة ١٩٩٧م كان مؤتمراً عاماً تحت عنوان: (القدس الإسلامية) أما سنة ١٩٩٨ م فكان المؤتمر متخصصاً أكثر وكان عنوان المؤتمر: (مركزية القدس في الإسلام)
وأيضاً شاركت فيه نخبة من العالم الغربي هنا، وأيضاً افتتح من الدكتورة (فلس
استاكي) نائبة رئيس مجلس الشرق الأوسط في حزب العمال ورئيسة اللجنة
البرلمانية لجميع الأحزاب السياسية في البرلمان البريطاني.
وفي ٧-٩-١٩٩٩م انعقد المؤتمر هذا العام تحت عنوان: (العلاقات
الإسلامية المسيحية في القدس) ومن المتوقع أن يَفتتح المؤتمر هذا العام وزير الدولة
في وزارة الخارجية البريطانية، وأيضاً سندعو له جملة من المختصين والمهتمين
بموضوع القدس إن شاء الله ونسأل الله أن يعيننا على نقل بعض هذه المؤتمرات
إلى العالم العربي، ونحن على استعداد لأن نتعاون مع أي مؤسسة أكاديمية بحتة أو
جامعة من جامعات الوطن العربي لعقد مؤتمرات مماثلة في أي قطر أو بلد عربي
إن شاء الله تعالى.
فضيلة الدكتور: هل لكم اتصالات مباشرة مع بعض الجهات الأكاديمية في
القدس أو في فلسطين؟ وهل تساعدكم هذه في الحصول على معلومات أو
مخطوطات علمية تساعدكم في دراستكم حول القدس؟
نعم! نحن على اتصال مع المؤسسات الأكاديمية في القدس نفسها وبعض
المدن الفلسطينية؛ فالطلبة الذين يحضِّرون للدكتوراه هم من القدس أو من المدن
الفلسطينية، وهم سيكونون بإذن الله - تبارك وتعالى - خير سفراء لنا في جلب
الوثائق والمخطوطات المتعلقة بالقدس. ومن جانب آخر نحن أيضاً على اتصال
بالمؤسسات المهتمة بموضوع القدس.
ودعَوْنا في العام الماضي مدير المعهد العالي للآثار الإسلامية بجامعة القدس
في داخل القدس للحديث حول القدس في المؤتمر، أيضاً لنا اتصال مع المؤسسات
المهتمة بالترميم داخل القدس، ولا سيما جمعية الأقصى لرعاية المؤسسات
الإسلامية التي يرأسها الشيخ (رائد صلاح) الذي كان له دور كبير جداً في الحفاظ
على المسجد الأقصى، وأخص هنا الدور الكبير التي قامت به هذه الجمعية في
تحويل التسوية الشرقية للمسجد الأقصى والتي تعرف حالياً بالمصلى المرواني التي
تبلغ مساحتها خمسة آلاف متر مربع، وكانت خالية يُمنع الدخول إليها إلا بإذن،
فعندما اكتشفت جمعية الأقصى أن اليهود يسعون إلى عمل نفق يربط حائط البراق
(الذي يسمونه حائط المبكى) بتلك التسوية بادرت تلك الجمعية إلى العمل في داخل
هذه التسوية فتم تبليطها وترميمها وفرشها، والآن أصبحت مصلى يصلي فيه أهل
الإسلام في فلسطين، وهذه الحال لم تكن كذلك منذ الاحتلال في عام ١٩٦٧م.
فنحن على اتصال دائم داخل القدس مع المؤسسات العلمية والأكاديمية والشخصيات
التي نأمل أن تكون عناصر في هذا المجال، بالإضافة إلى المؤسسات التي تتولى
ترميم ورعاية وحماية المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس بصفة عامة.
نود أن نسأل عن نشاطاتكم الأخرى من خلال مجمع البحوث، وما هي
طموحاتكم لتطوير المجمع؟
بالإضافة للمؤتمر الأكاديمي الدولي السنوي، والمجلة، والمنح الدراسية لدينا
سنوياً معارض فوتوغرافية حول موضوع القدس؛ وكل معرض يحمل مفهوماً نريد
أن نوصله إلى من يشاهده؛ ففي السنة الأولى - على سبيل المثال - عملنا (درة
المدينة المقدسة) ، وكنا نريد أن نغير مفهوماً خاطئاً في عقلية المسلم والغربي في
نفس الوقت، وأردنا أن نقول: إن المسجد الأقصى ليس قبة الصخرة، وإنما القبة
جزء من المسجد الأقصى.
المعرض الثاني كان لتوضيح فكرة التواصل المستمر للمسلمين مع القدس منذ
الفتح الإسلامي حتى هذه اللحظة، وأن الوجود والصفة الإسلامية حول هذه المدينة
صيغت مباشرة بعد الفتح الإسلامي للقدس. ونحن في الطريق إلى إعداد المعرض
الثالث بإذن الله إضافة إلى أن لنا نشرة تصدر أربع مرات في السنة باللغة العربية
والإنجليزية: وهي نشرة إخبارية نخاطب بها عامة المسلمين والغربيين، ونحاول
أن نوصل لهم أحدث الأخبار التي لا تنشر في الصحافة حول موضوع القدس باللغة
العربية وتسمى: (نداء العلماء) وباللغة الإنجليزية تسمى: (The Holy Sity) .
هذه نبذة مختصرة حول ما نقوم به لتأسيس المرجعية الجديدة حول موضوع
القدس بأسلوب حضاري مميز نأمل تحقيقه، وأشياء كثيرة جداً؛ ولكن طموحنا في
إطار المعقول، وليس طموحاً فيما لا يمكن أن نحققه.
نحن منذ إنشاء المجمع ١٩٩٤م نخطو خطوات دقيقة وبطيئة وهادئة بعيدة عن
أي صخب أو ضوضاء؛ وهذه الطريقة تعطينا مصداقية في عالمنا العربي
والإسلامي والعالم الغربي، ونأمل - إذا ما توافر لدينا الدعم المالي اللازم - إلى
زيادة عدد المنح الدراسية وزيادة المعارض.
والمجلة تصدر أربع مرات في السنة، ونقوم بطباعة بعض الوثائق حول
موضوع القدس، وعقد مؤتمرات في البلاد الغربية كذلك لتوعية ونقل هذا الاهتمام
الحضاري إلى عالمنا العربي، ونأمل كذلك في توثيق علاقتنا بالجامعات العربية
والجامعات الإسلامية ومراكز البحث العلمي في تلك البلاد، ولكن كثيراً من
المشاريع التي ناقشناها في مجمع البحوث وتوقفنا عن تنفيذها كان بسبب عدم توفر
الدعم المالي. نحن على استعداد أن نناقش جميع المشاريع التي لدينا مع أي جهة
خير أو فرد يريد أن يدعم هذه المشاريع بإذن الله تعالى فالمشاريع كثيرة؛
والطموحات كثيرة؛ ولكننا نريد أن نكون واقعيين في تعاملنا فلا نريد أن نطرح
قضايا كثيرة جداً وهي بحاجة إلى دعم كبير، ونريد أن نتعامل مع ما هو متوافر
لدينا؛ فإن توافر لنا الدعم فمن المؤكد أننا سننطلق في مشاريع كثيرة جداً تشمل بقية
أوروبا وأمريكا والعالم العربي والإسلامي.
أريد أن أذكر نقطة وهي: نشر الكتب، فلقد قمنا مؤخراً بنشر كتاب وثيقة
حول حائط البراق الشريف الذي أصدرته اللجنة الدولية عام ١٩٣٠م وصادقت عليه
الحكومة البريطانية وعصبة الأمم عام ١٩٣١م بعد ثورة البراق ١٩٢٩م، وهذه
الوثيقة لمن يريد أن يتكلم بالشرعية الدولية والقانون الدولي نقول بكل وضوح: إن
حائط البراق هو ضمن أوقاف المسلمين وإن ملكيته تعود إلى المسلمين، والكتاب
باللغتين العربية والإنجليزية.
وأختتم حديثي بأننا بفضل الله - تعالى - على قناعة بهذا المشروع، ولقد
وافقت الجامعة التي أعمل بها على طرح مقرر أتولى تدريسه حالياً اسمه: (القدس
الإسلامية) ليدرس لطلبة البكالوريس؛ فهذا إنجاز كبير. والحمد لله رب العالمين.