نص شعري
[نجمان وعتمة ليل]
بقلم: تركي المالكي
قصة مستعادة:
جاءني في كفه خيط وإبرة!
والرجالُ الجوفُ سورٌ حولَهُ..
تحرُسُ غَدْرَهْ!
ها جبينٌ غائرٌ يقتربُ الآنَ..
وطرفٌ مدّهُ إذ مدّ ذُعْرَهْ!
خاطَ لي عينَيّ.. ثم احتدّ..
يطوي شفتيّ!
وهو لا يكظم.. فُجْرَهْ!
والهدى يغزِل فَجْرَه!
............
.......... .؟
عاد يطوي خلفه الليلَ..
وخيطٌ.. من دماءْ..
رشّ أرضي فابتدتْ رحلتَها..
نحو الضياءْ!
آه.. ما أحلى الدماءْ!
آه.. ما أروع أن تسكب ناراً..
فوق فحمٍ.. جفّ نسغُ الجمر فيهِ
حين أغفى بين أسفار الشتاءْ! !
تحفِرُ الذاكرةَ العطشى..
فتخضلّ شراراً.. وانتماءْ! !
ريادة:
نجمان يشقان.. إزارَ الليلْ..
يرشان على نخل الأرض رحيقَ الضوءِ..
حريقَ شياطين الكاهن إذ يُرسلُهمْ..
يسترقون السمعَ! فيُؤذَنُ بالويلْ!
هو يخلِطُ قطرةَ نبعٍ عذب جارٍ..
ببحارٍ راكدةٍ من ملح
(الكذب / الكفر) العَريانْ!
تكتشف النخلُ شموخَ أعاليها..
تمحو أشواقُ الثمر لياليها..
تسري فيها.. عدوى الخصبِ
فتخضرّ أمانيها! ! ( ... )
فتح:
إنسانْ..
مزّقَ قطنَ الآذانْ..
فضّ غشاوةَ عينيه النجمانْ!
إنسانٌ.. إنسانانِ.. أناسٌ.. الإنسانْ! !
تنداحُ خيوطُ النجمين غيوثاً
ترتحلُ النوءْ
تتمدّدُ.. بُسُطاً من ضوءْ..
تفترشُ الأرضَ المنكوبةَ بالسحر وبـ العُمْيانْ! !
احتضار:
الغبارْ ...
أزّ إعصارَهُ.. ثم ثارْ!
ساقَ أعوانَهُ.. واستشارْ (؟ !)
وابتدا رحلةَ الإنهيارْ! ..
حينما مدّ لـ النجم طغيانَهُ..
واحتوى في السراديب بركانَهُ..
أتغُلّ السراديبُ.. نوراً.. ونارْ؟ !
استشراف:
أسافرُ عبرَ العقودِ..
إلى القابِل!
يحدثُني زمَنُ الخصب عن طللٍ خاملِ!
وعن غرقدٍ ذابلِ! !
قيل لي:
كان يوماً يؤُزّ الأعاصيرَ..
كانت تُطيعُ..
وتجلدُ نخلي بسوط الغبارْ..
قيل لي:
كانت الخاتِمة..
أن تطاولَ عُنْقُ الأعاصيرِ..
واحتبسَ النخلَ..
لفّ الخناقَ عليها..
وكبّل نجمين بين يديها! ..
وأدخلها بين أسوارهِ..
كي يحُدّ امتدادَ الهُدى في المدى..
فلما اعتدى ارتدّ واشتدّ.. حبلُ الردى..
على عُنُق الكاهنِ! !
وما إنْ.........
حتى هوى وانسحقْ! ..
تحت ضوء النجوم.. احترقْ! !
إنه الغيثُ جاءَ..
الغبارُ زهقْ!
وأمِتْ عزفُ قطرِ السماء تجمّعَ..
بين النخيل اصطفقْ! !
والنجومُارتدتْ ضوءها..
دفقَها ال (كان) ! ما بين سور الغبارْ؟
كذّب الآن عينُ اليقين أحاديثَ قبلُ ادّعتْ..
أن ضوءَ النجوم اختنقْ! !
آهِ.. كلا ورب الفلقْ!
آهِ.. كلا ورب الفلقْ!
والوجودُ الشهودُ القيودُ..
تَضِجّ وحتى العبيدِ: صدقْ..
وصدقْ.. وصدقْ.. وصدقْ ...