للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منتدى القراء

اليهود المسالمون! ! وأطماعهم

فهد سعود المحمود

الحقيقة التاريخية الثابتة، الواضحة وضوح الشمس، هي الحقد اليهودي

الدفين على الإسلام والمسلمين، وقد كان لليهود مواقف عدائية كثيرة مع المسلمين

ابتدؤوها مع الرسول الكريم على الرغم من صدق نبوته -صلى الله عليه وسلم-

عندهم [١] ، ولما تكررت محاولات اليهود الغادرة أيام الرسول، أمر -صلى الله

عليه وسلم- بإجلائهم خارج المدينة، وأجلوا عن مساكنهم إلى مدينتي تيماء ...

وخيبر [٢] في عهد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) .

لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام: هل نسي اليهود في العصر

الحديث ذكرى سكن أجدادهم في يثرب المدينة المنورة وخيبر؟

للإجابة على هذا السؤال نقول:

... عندما سقطت القدس القديمة بأيديهم عام ١٩٦٧ م، دخلها وزير دفاعهم

موشيه دايان في صحبة الحاخام الأكبر شلومو غورين، وبعد أدائهم صلاة الشكر

عند حائط البُراق قال فيهم: اليوم فُتح الطريق إلى بابل ويثرب، وتعالت هتافات

النصر التي رددها يهود المنتصرون يا لثارات خيبر. وتقول رئيسة الوزراء آنذاك

جولدا مائير - وهي في (إيلات) على خليج العقبة -: إني أشم رائحة أجدادي في

خيبر [٣] .

ومن المؤلم حقاً أنهم بعد احتلال القدس بدؤوا خطة ماكرة، فلم يتركوا أسلوباً

إلا واتبعوه (وعد ووعيد - إغراء وتهديد) ، حاولوا انتزاع الزاوية الفخرية دار أبي

السعود في القدس وهي ملاصقة للجهة الغربية لسور المسجد الأقصى لكي يهدموها

للبحث عن أساس هيكلهم - المزعوم - وطلبوا إلى أرملة الشيخ حسن أبو السعود

(رحمه الله) أن تبيعهم الدار بالثمن الذي تريد أو أن تختار داراً سواها في أي مكان

آخر تحدده، فرفضت وأصرت على الرفض، فأخرجت منها بالقوة، وقامت

الجرافات بهدم الدار ... لم تقبل هذه العجوز العروض حفاظاً على الأرض

الإسلامية التي فرط فيها الأبناء مقابل حكم ذاتي محدود وهزيل! ! .

قطوف

حذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الجدال والخصومات في الدين فقال

في ذلك: ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم قرأ هذه الآية [ما

ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون] ، وروى الإمام مالك: ذروا المراء،

فإن المراء لا تؤمن فتنته، ذروا المراء، فإن المراء يورث الشك ويحبط العمل ...

عن كتيب الجدال في الدين، د/ أحمد خضر، من سلسلة (من التراث) .


(١) أي: في كتبهم قبل التحريف.
(٢) تيماء وخيبر تقعان في شمال المملكة العربية السعودية حالياً.
(٣) إسماعيل الكيلاني: لماذا يزيفون التاريخ؟ ، ص ٣٤-٣٥.