[من واقع الحضارة الغربية]
(١) السفر إلى المشرق
أبو البراء عبد العزيز بن محمد
(سوزان ليليث) طفلة أمريكية في الثانية عشرة من العمر، تقول: إنني لا
أرى والدي كثيراً، وهو مرهق باستمرار، وكذلك أمي، عندما أبلغ الثامنة عشرة
أريد أن أهاجر وحيدة إلى الهند..، المدرِّسة قالت لي: إن البيوت هناك كثيرة،
وإن الناس يجلسون في الطرقات ويتحادثون، المدرسة قالت لي أيضاً: إن الهند
يقدسون البقرة، وأنا لم أر بقرة في حياتي إلا على شاشة التلفزيون أو في الكتب..، لا أريد أن أبقى هنا..، لا أريد أن يتجعد وجهي مثل أمي، إنني أنوي السفر
إلى المشرق.
(٢) الوحدة القاتلة
(بيتو لاهايت) عجوز في الخامسة والسبعين من أصل إرلندي، وتعيش منذ
خمسين عاماً في مدينة (أوتاوا) الكندية، تقول:
إنني أعيش وحيدة.. أولادي وأحفادي يعيشون في مونتريال، أتلقى منهم
الرسائل بانتظام، وأشعر أن عملية تناول الرسائل باتت (ميكانيكية) ، لأنها خالية
من الود الحقيقي..، هذا ليس ذنبهم..، أعود ستين عاماً إلى الوراء، عندما
كانت حياتنا أشبه بالمهرجان الدائم، الآن تبدل كل شيء، ويبدو أن الناس كلهم
يسيرون (في جنازة هم الأموات فيها)
(٣) العائلة والموت
[ (أنقذوا العائلة من الموت) هذا النداء (الدراماتيكي) أطلقه العالم الاجتماعي ...
الفرنسي (برنارد أوديل) ، وهو النداء الثالث الذي يطلقه خلال الثلاثين سنة
الماضية.
كان الأول: (أنقذوا العائلة من الاستلاب)
وكان الثاني: (أنقذوا العائلة من التفتت)
وهو يطلق النداء الثالث، لأن المعطيات التي توفرت لديه حول وضع العائلة
في الغرب تثبت جميعها أنه قد حان الوقت لكي تقرع أجراس الإنذار في كل بيت
من نصف الكرة الغربي] .
(٤) القرآن أقوى من فرنسا
[في ذكرى مرور مائة عام على احتلال فرنسا للجزائر، وقف الحاكم
الفرنسي في الجزائر يقول: (يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم.. ونقتلع
اللسان العربي من ألسنتهم؛ حتى ننتصر عليهم)
وبعد ذلك بسنوات قلائل:
قامت فرنسا - من أجل القضاء على القرآن في نفوس شباب الجزائر -
بتجربة عملية؛ فتم انتقاء عشرة فتيات مسلمات جزائريات، أدخلتهن الحكومة
الفرنسية في المدارس الفرنسية، ولقنتهن الثقافة الفرنسية، وعلمتهن اللغة الفرنسية، فأصبحن كالفرنسيات تماماً.
وبعد أحد عشر عاماً من الجهود، هيأت لهن حفلة تخرج رائعة دعي إليها
الوزراء والمفكرون والصحفيون ...
ولما ابتدأت الحفلة، فوجئ الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن
الإسلامي الجزائري..
فثارت ثائرة الصحف الفرنسية، وتساءلت: ماذا فعلت فرنسا في الجزائر
إذن بعد مرور مائة وثمانية وعشرين عاما؟ !
أجاب (لاكوست) وزير المستعمرات الفرنسي: (ماذا أصنع إذا كان القرآن
أقوى من فرنسا؟)