للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصفحة الأخيرة

على قلوب أقفالها! !

عبد القادر حامد

كثير من العلمانيين من هو متخصص في علم الاجتماع، ومن ليس متخصصاً

به يدعي أنه قد اطلع على بعض قوانينه وشروطه. ولكن هؤلاء العلمانيين

يتجاهلون عمداً - أو لأن الله طبع على قلوبهم - مبادئ هذا العلم ونظرياته عندما

يسعون وراء سراب ما يسمونه (التغيير) في المجتمعات الإسلامية، فيمشون عكس

تيار هذه المجتمعات، وضد قوانين نموها، وينتشون بنسمة تحدِّ هو أشبه بالتحدي

الذي يعتري الصبية عندما يخالفون من حولهم. لكنه يخلو من براءة تحدي الصبية

لأنه ملوث بنزعة الاستظهار بالأجنبي وتسهيل الطريق له.

وشيء آخر يتميز به هؤلاء العلمانيون هو الإصرار على باطلهم بصلف قاتل، واستغلال محطات نجاحهم وفشلهم في سبيل هذا الباطل، ودفعه حتى يصبح شيئاً

معروفاً لا ينكره الأسوياء، بل يدافعون عنه وينكرون على من ينكره!

إن لهؤلاء العلمانيين ظاهر وباطن - وكلا ظاهرهم وباطنهم خبيث - فظاهر

دعوتهم الذي يدعون إليه ويحرقون حوله البخور هو: فصل الدين عن الدولة،

ولكن هل يكتفون بهذا؟ ! إن باطنهم الذي يظهر على شكل اندفاعات كالبراكين

المختَزَنة التي تخرج في المناسبات: حقدٌ على الإسلام: عقائده وأحكامه، وقوفٌ

في وجه رسالة المسجد وتعطيلها، دعوةٌ إلى التفلت من أي قيد إسلامي، ضيق

ذرع بكل رمزٍ يميز ديننا وناسنا - نحن المسلمين - تبرُّمٌ حتى بالمؤسسات

الإسلامية الرسمية التي استُوثِق منها بألف قيد وقيد، وحُمِّلت ألف بلية ورزية.

إن باطن هؤلاء العلمانيين يغلي غلياناً ويقذف بحمم الحقد والاشمئزاز من كل

ما يمت إلى الإسلام بصلة، هل نريد أدلة على ذلك؟ ! لِنلقِ نظرة عجلى على

أعمدة الصحف والمجلات والزوايا المتخصصة بالحديث عن الأصولية والتطرف.

إنها مرايا تنعكس عليها العلمانية في دنيا العرب قبحاً وافتراءً وغطرسة وإرهاباً

فكرياً، وإمعاناً في الاستهانة بالإسلام كدين، وبالإنسان كإنسان..