للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حماس بين الصمود السياسي والعودة إلى السلاح]

ممدوح إسماعيل (*)

منذ أن ظهرت حركة المقاومة الإسلامية حماس عام ١٩٨٧م في انتفاضة الحجارة، وهي تشغل اهتمام الجميع سواء العدو المحتل الصهيوني، أو المؤيدين له سواء من الولايات المتحدة وأتباعها، وـ أيضاًًً ـ الحركات الفلسطينية العلمانية. في حين أنها نالت تأييداً من الشعب الفلسطيني. وهذا الانشغال جعل حركة حماس تهتم بهذه الجبهات المعادية كلها على قدر متنوع؛ تبعاً لشدة الهجوم منها، ونوعه، ودائماً كانوا حاضرين في أجندة حركة حماس. ومع اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر عام ٢٠٠٠م تبوأت حركة حماس ريادة المقاومة على الأرض الفلسطينية بجهادها، وتضحياتها بكل ما تملك. وقد سجلت الإحصائيات تفوقاً ملحوظاً لحماس على حركات المقاومة كلها في عدد العمليات ضد العدو، وعدد ما ألحقته من الخسائر في صفوف العدو، وـ أيضاًًً ـ كان أكبر عدد من الشهداء في صفوف حماس، ولم يبخل قادتها أن يكونوا في مقدمة صفوف الجهاد بصدور مكشوفة؛ حباً للشهادة، وعلى رأسهم قائد حماس، وأمير شهداء فلسطين الشيخ أحمد ياسين ـ رحمه الله ـ نحسبه كذلك، والله حسيبه، ولا نزكي على الله أحدا.

وخلال خمس سنوات من الجهاد المتواصل وضح بشدة داخل الصف الفلسطيني وجود ثغرات صنعها عملاء متنوعون بأوجه كثيرة منهم:

أولاً: المفسدون للجهاد العسكري، وهم صنفان:

١ - عملاء متعاونون مع العدو على قتل المجاهدين، وهم الأخطر. وقد تسببوا في مقتل الكثير من المجاهدين.

٢ - عملاء متعاونون مع العدو اليهودي على إفشال العمليات الجهادية.

ثانياً: المفسدون سياسياً:

وهم عملاء متعاونون مع العدو على الانقلاب على الجهاد الفلسطيني، والالتفاف عليه بعمليات تسوية سياسية تضيع فيها حقوق الشعب الفلسطيني.

ثالثاً: المفسدون اقتصادياً:

وهم السارقون لأموال الشعب الفلسطيني، المخربون لاقتصاده، ورغم ذلك كله تَوَاصَلَ الجهاد الفلسطيني، واهتز كيان العدو، وترنح، وضغطت الولايات المتحدة الأمريكية لإنقاذه عبر ما يسمى بخطط التسوية السياسية، وانصاعت كثير من الدول العربية للضغط الأمريكي وضغطت على المقاومة الفلسطينية، وقدمت مشروعات سياسية استسلامية بشكل عربي، ووصل الضغط إلى ما يعرف باتفاق الهدنة في القاهرة والذى لم يلتزم به العدو الصهيوني، وكان ملفتاً أن حماس التزمت بالاتفاق، وظهرت بأجندة سياسية، وبلا شك أن لها ظروفها واستراتجيتها، وكان واضحاً أنها لن تتخلى عن سلاح المقاومة العسكري مطلقاً، ولكن وضعت أولوية مؤقتة لنضال سياسي خاضت على أساسه الانتخابات التشريعية الفلسطينية، ونجحت وحصلت على أغلبية برلمانية.

وهنا وقفة هامة؟

فعلى قدر الفرحة التي غمرت قلوب المحبين والمتعاطفين لصعود حماس السياسي، على قدر ما كان هناك الكثير من التخوفات، وقد أثبتت الأيام والأحداث أن صعود حماس على قدر ما كان صعوداً على الأشواك؛ على قدر ما كان ينتظرها من وحوش ضارية على قمة السلطة السياسية في فلسطين.

والتخوفات لم تكن من فراغ؛ لعدة أسباب:

الأول: أن المشاركة السياسية في أىة دولة تحت الاحتلال، تُقوي من كيان الاحتلال ولا تضعفه، بل الذى يَضعُف وَيقِل هي المقاومة المسلحة المزعجة لها. ويحسب للاحتلال أمام المجتمع الدولي سماحه بالعملية السياسية لأعدائه من المقاومة.

ثانياً: المشاركة السياسية لحركةٍ مجاهدةٍ تضعف من قوة الجهاد للمحتل، وهو السبيل الأنجح في طرد المحتلين على مدار الزمان، والأيام؛ وتجارب البشرية كلها في مشارق الأرض ومغاربها تنظق بأن سلاح المقاومة العسكرية كان السبيل الناجح لطرد المحتلين، وتحرير الارض.

ثالثاً: يشهد بذلك تجارب بعض المحسوبين على الإسلاميين في المشاركة السياسية في دول إسلامية محتلة، في العراق، وأفغانستان، التي أحدثت صدعاً في صف جهاد المحتل.

رابعاً: من المعلوم أن التجربة الوحيدة في العالم العربي التي حصل الإسلاميون فيها على أغلبية عبر الصناديق، واقتربوا من السلطة كانت في الجزائر، وأن أعداء الإسلام ووحوش السلطة لم يمهلوا الشعب الجزائري أن يفرح باختياره الحر، ولا حتى دعوى الديمقراطية الزائفة أن تهنأ بصعود الإسلاميين السياسي فانقلبت الجرائر إلى حمامات من الدماء.

وأخيراً: سيطرة حركة فتح العلمانية على مقاليد السلطة عسكرياً، وأمنياً، واقتصادياًً، وعلاقتها السرية السياسية والأمنية مع أطراف كثيرة، لن تجعل حكومة حماس تهنأ ولا تستقر سياسياً، ولا أمنياً، ولن تتردد في ضرب حكومة حماس بكل الوسائل لإظهار فشلها ... وخلاف ذلك نجد أن الساحة السياسية العربية شهدت صراعاً متنوعاً بين العلمانيين في العالم العربي والإسلاميين، فنجد في بعض الدول مساحة محدودة لمشاركة الإسلاميين البرلمانية، والسياسية، ترتفع في بعض الدول كالكويت إلى توزير شخص أو اثنين من الإسلاميين، وتنخفض في بعض الدول إلى معارك طاحنة من أجل الوصول فقط إلى البرلمان؛ كما حدث في مصر في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي حصل فيها الإخوان المسلمون على ثمانية وثمانين مقعداً، وخلاف ذلك يوجد حضور برلماني، وسياسي هادئ وملفت للإسلاميين في المغرب، والأردن، والسودان، واليمن، وتواجد نسبي في البحرين، ولبنان، والجزائر.

والتجارب الإسلامية السياسية كلها تنطلق من نطاق المتاح والممكن، وتقدير المصلحة في ظل ظروف، وضغوط كثيرة متنوعة؛ ولكن يبقى أن الأمر كله اجتهادي، وقابل للجدل، واختلاف الرأي مع تقدير، واحترام جميع الآراء المختلفة واجتهادها.

أما صعود حماس لقمة السلطة السياسية في فلسطين بحصولها على الأغلبية البرلمانية التي أعطتها حق تشكيل الوزارة، فكان ملفتاً جداً من عدة وجوه:

أولاً: أنه صعود سياسي لجماعة إسلامية في ظل احتلال؛ في الوقت الذى فشلت فيه الجماعات الإسلامية كلها في العالم الإسلامي في الصعود السياسي في ظل نُظُم حكم علمانية وطنية، ودول مستقلة بشكل رسمي إلا في تركيا؛ ولها ظروفها الخاصة. والفشل له أسباب متنوعة منها:

أ - عدم وجود تطبيق حقيقي، ونزيه لما يدعونه من ديمقراطية.

ب - التزوير المفضوح ضد الإسلاميين في الانتخابات.

ثانياً: أن آليات صعود حماس كان جهاد المحتل، وتضحيات عظيمة من دماء الشهداء، عكس كل برامج السياسيين في العالم التي تقدم برامج من الخدمات المتنوعة، والمنافع؛ للحصول على أكبر نسبة من التصويت، ولا يفوتنا أن نشير هنا إلى أنه: من حق حماس أن تحصل على هدنة تكتيكية تطول أو تقصر بحسب ظروفها التي تعلمها وتعييها قيادتها جيداً.

ثالثاً: أن صعود حماس كان في ظل قوة حركة فتح العلمانية؛ قوتها تنبع ـ فقط ـ من الهيمنة على مقاليد العملية السياسية، وخباياها، وـ أيضاًً ـ على كل مقاليد السلطات الأمنية العسكرية، ولها ارتباطاتها الدولية التي تقويها باستمرار.

رابعاً: جاء الصعود في وقت تقود فيه أمريكا حرباً ضد ما أسمته هي بالإرهاب، ووضعت حماساً على قائمة الإرهاب؛ فكان صعودها السياسي المدعم شعبيا شوكة في حلق الأمريكان.

خامساً: حماس أول جماعة إسلامية في العالم العربي تتمكن من تشكيل وزارة؛ ويعتبر إسماعيل هنية أول رئيس وزارة في العالم العربي ينتمي لجماعة إسلامية.

سادساً: دخلت حماس الانتخابات بشعار «يد تقاوم، ويد تبني» وهو إصرار وتأكيد على شرعية المقاومة، ورفض الاحتلال، والرغبة في بناء سليم، ونظيف لفلسطين ... وقد استلمت حكومة حماس السلطة في ظل:

١ - خراب اقتصادي، وخزانة فارغة؛ بفعل الاحتلال والمفسدين الفلسطينيين.

٢ - حرب داخلية متنوعة من جبهة كبيرة في حركة فتح، ومن سار على دربها من الحركات العلمانية الداخلية الفلسطينية.

٣ - حرب متنوعة دولية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، ومن سار على دربها من الدول. ومن المثير للسخرية أن أمريكا تدَّعي سعيها لفرض الديمقراطية في العالم العربي، ثم ترفض الاعتراف بحكومة حماس التي جاءت إلى السلطة عبر انتخابات حرة، وديمقراطية؛ بل تزيد على ذلك قيادة حرب ضد حكومة حماس.

٤- الحرب المتواصلة الشاملة من الاحتلال الصهيوني، ومواصلة سياسة الاغتيالات، والاعتقالات، والتوغل العسكري داخل مناطق الحكم الذاتي.

وقد شمرت حكومة حماس عن ساعديها لمواجهة كل تلك الضغوط الصعبة جداً على أية سلطة في دولة مستقلة تملك مقومات؛ فما بالكم؛ وحكومة حماس لاتملك أية مقومات إلا قوة عقيدتها، وتأييد شعبي ممزوج بحب جارف؟ إلا أنها قاومت وجاهدت كل تلك الضغوط الرهيبة؛ السياسية، والاقتصادية، والعسكرية.

فنجحت حماس بدايةً في الآتي:

١ - تشكيل الحكومة رغم كل المعوقات التي وُضِعَتْ عمداً.

٢ - الحصول على اعتراف سياسي عربي يشبه الإجماع، واعتراف ـ أيضاً ـ من كثير من الدول الإسلامية، وبعض الدول الأجنبية.

٣ - نجحت حماس عبر قيام قيادتها بجولات في الحصول على وعود بمعونات مالية عربية.

٤ - الصمود أمام المحاولات الداخلية المستمرة من رئيس السلطة الفلسطينية، ومن عاونه؛ لسحب القرار السياسي من الحكومة، وتهميش عمل الحكومة تماماً.

٥ - الخروج الآمن حتى الآن من محاولات الجرجرة إلى كمين الحرب الأهلية الداخلية؛ رغم بعض المواجهات المؤسفة.

ورغم كل تلك المقاومة من الحركة إلا أن الحرب الأمريكية على حكومة حماس تواصلت، وضغطت بقوة، فتسببت؛ فىما يأتي:

١ - وقف وصول الدعم العربي إلى الشعب الفلسطيني تحت شعار «التجويع للتركيع» .

٢ - أضعفت الاعتراف السياسي العربي بحكومة حماس، وجعلته هشاً، وكان من الملفت كـ «مثال» في هذا الصدد عدم استقبال وزير الخارجية المصري لنظيره الفلسطيني محمود الزهار.

٣ - وجود لوبي عربي يضغط على حكومة حماس؛ لتغيير ثوابتها، والقبول بما تريده أمريكا، ومن سار على دربها في المجتمع الدولي من تنازلات عن الحقوق الفلسطينية. والموقف العربي ليس بالجديد؛ فقد ركعت كثير من الأنظمة العربية للولايات المتحدة الأمريكية؛ سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً.

٤ - عمل الأمريكان لتقوية مراكز المعارضين لحماس في الداخل الفلسطيني، وأصبح المشهد الفلسطيني كأن فيه حكومتين: حكومة رسمية منتخبة ومؤيدة شعبياً؛ وهي حكومة حماس، وحكومة مفروضة على القرار السياسي الفلسطيني ومؤيدة أمريكياً؛ وتتمثل في رئيس السلطة الفلسطينية، ومن معه. ومن أمثلة ذلك: محاولة شل سلطة وزير الداخلية في حكومة حماس، وإحداث فلتان أمني، ومحاولة إخضاع الأجهزة الأمنية كلها لرئيس السلطة فقط. مثال ذلك: مشكلة القوة الخاصة التي شكلها وزير الداخلية لمواجهة الفلتان الأمني في ١٧ //٥ ٢٠٠٦م، فكان رد الفعل من رئيس السلطة أنه أمر بنزول القوات الأمنية التابعة له إلى الشارع وجهاً لوجه أمام القوة الخاصة؛ مما خلق حالة توتر، وانقسام في الشارع الفلسطيني.

٥ - ازدياد النشاط العسكري الإجرامي الصهيوني في الاغتيالات، والتصفية، والاعتقالات، والشروع في تنفيذ خطة ما أطلق عليه «الانسحاب الأحادي» .

٦ - محاولة تشويه حماس داخلياً؛ بالقبض على ممثل حماس عند معبر رفح في ١٨ //٥ ٢٠٠٦م، وبحوزته أموال مساعدات للفلسطينيين، وتشويه سبب حيازته لذلك المال، أما التشويه خارجياً؛ فتم عن طريق تلفيق قضية؛ فأُعلِن زوراً أنه تم تهريب سلاح من إيران عبر سوريا إلى داخل الأردن؛ لتنفيذ عمليات ضد الأردن، ومصالحها، ومواطنيها.

المشهد الفلسطيني لايحتاج إلى تدليل حول قوة الحصار المفروض على حكومة حماس من الداخل والخارج. فالحرب؛ اقتصادية، وسياسية، وعسكرية.

وحكومة حماس بين خيارين لا ثالث لهما:

الأول: الصمود؛ مستمدةً القوة من تأييد الشعب الفلسطيني الصامد، متحملةً كافة تكاليف، ومشاق الصمود.

الثانى: التراجع عن العمل السياسي، وترك جهاد الفنادق إلى جهاد الخنادق، وهو لن يضرها بل يزيدها قوة، ويفيدها ويُعَرِّي فساد أدعياء الديمقراطية المزعومة داخلياً وخارجياً، ويبقى أنه ربما يقول جهبذ سياسي: أن أمامها طريقاً ثالثاً؛ ألا وهو القبول بكل ما تمليه شروط، وقواعد لعبة التسوية السياسية السلمية، والجلوس على مائدة المفاوضات مع المحتل الصهيوني، والإذعان لما تمليه الأم الأمريكية على الابن الصهيوني لفعله بالضحية «فلسطين» .

وهذا الطريق الثالث له عدة مخاطر:

الأول: على حماس؛ فهو طريق الانتحار. وحماس تعلم ذلك جيداً، وهي تعلم أن هذا الانتحار، كفر بكل الثوابت؛ لذلك لن تمشي في هذا الطريق، حتى لو قامت بمناورات لاستكشاف الطريق الذى تعلمه. وأتمنى ألا تُخْدَعَ بأية أنوار مبهرة في هذا الطريق الثالث، وـ الحمد لله ـ حماس متيقظة لكل أنواع الخداع.

ثانياً: مخاطره متعدية على أعداء الإسلام من اليهود، والصليبين، ومن والاهم؛ حيث يفتح باباً لصعود تنظيمٍ جهاديٍ إسلاميٍ ثالثٍ بعد حماس والجهاد؛ ألا وهو تنظيم القاعدة؛ المتطلع للتواجد عبر بياناته الإعلامية، ثم محاولة التواجد داخل العمل الجهادي الفلسطيني، والذي ظهر في بداية صغيرة عبَّر عنها بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان أزعجت حزب الله اللبناني الشيعي، ثم بيانات مختلفة تحمل اسم «جيش القدس تنظيم القاعدة في أرض الرباط» وأخباره متناثرة، وخطورة هذا التنظيم على اليهود والصليبيين أنه:

١ - رافض بقوة لأية مهادنة، أو أي عمل سياسي.

٢ - سوف يحتوي المثقفين من أعضاء حماس الرافضين للعمل السياسي.

٣ - أن أجندته لاتقف عند قتال اليهود فقط؛ إنما تشمل من والاهم من الفلسطينيين، فضلا عن استهدافه الأمريكان؛ لذلك خطورته تنبع من أنه: يقلب جميع الخطط على الجميع. لذلك يوجد خطة منظمة عند فريق من أعداء حماس لإبقاء حكومة حماس، مع العمل بقوة على تهميشها، وابتزازها، والضغط عليها بكل الطرق، والوسائل الممكنة الخفية وهي الكثيرة، والعلنية وهي القليلة؛ وذلك لاستمرارها كشكل وديكور فقط، وحماس تعي ذلك وتقاومه حتى الآن.

وختاماً: الضغط على حكومة حماس للتراجع عن الصمود السياسي وإرغامها على اللعب السياسي ـ لا قدر الله ـ في الطريق الثالث؛ سيضر الجميع، أولهم حركة حماس والقضية الفلسطينية.

وحتى الآن الحركة تعي ذلك جيداً، ومصممة على الصمود بفضل الله، وتحتاج إلى دعم شعبي إسلامي، أما إذا اختارت التراجع عن العمل السياسي، والتخلي عن الحكومة الفلسطينية؛ بسبب ما يحدث ضدها وحولها، فليس فشلاً مطلقاً؛ إنما هو فضيحة للديمقراطية، وأدعيائها، ولن يقلل من شأنها أبداً بل يزيد؛ علاوةً أنه يغلق الباب تماماً أمام أي حل سياسي مع القوة الإسلامية الأقوى على الارض الفلسطينية، أما عودتها لحمل السلاح فهو خيار هي صاحبته ولم تتركه؛ وهو الطريق الواضح للتحرير.

ويبقى أمران:

الأول: أن صمود حماس السياسي رغم كل المؤامرات الداخلية والخارجية فخر للتجربة السياسية الإسلامية، ونصر لإرادة الشعوب.

الثانى: أن تجربة حماس السياسية بكل مافيها يجب على كل الحركات الإسلامية الاستفادة منها، واستيعاب الدروس حتى تكون على وعي تام، وإدراك لما في الواقع.


(*) محامٍ وكاتب إسلامي ـ مصر.