ص٢٠، ح/٣١، ج٨، كتاب استتابة المرتدين، ص ٤٨. (٢) أحمد، ج٢، ص ٣٨١، وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح، ج٨، ص ١٨، صححه الحاكم، ج٢، ص ٦١٣، ووافقه الذهبي، البخاري في الأدب المفرد رقم ٣٧٤، ص ١٠٥، صحيح الجامع، ج٢، رقم ٢٣٤٥. (٣) جاء في مدارج السالكين (٢/٣٠٧) : (الدين كله خُلُق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين وكذلك التصوف؛ قال الكتاني: التصوف هو الخلق، فمن زاد عليك في الخلق، فقد زاد عليك في التصوف) وعلى كلٍّ فإن مصطلح (التصوف) فيه إجمال واشتراك، فيحتاج إلى تفصيل، كما حرر ذلك المحققون من أهل العلم كابن تيمية في مجموع الفتاوى (١١/٢٨، ٢٩) والشاطبي في الاعتصام (١/٢٦٥) ، فقد يطلق التصوف على ما يحبه الله ورسوله من زهد وورع، كما يطلق على ما يكرهه الله ورسوله من البدع الحادثة والمنكرات الظاهرة ... ... ... ... ... ... - البيان - (٤) مدارج السالكين، ج٢، ص ٣٠٧. (٥) يقول فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي: (إننا لم نحاربكم من أجل عقيدتكم اليهودية ولا عنصريتكم السامية) وقد قال الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ] [التوبة: ١٢٣] ، وقوله سبحانه: [فَإذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ] [التوبة: ٥] فدلت هذه الآيات على أن موجب القتال هو الكفر بالله تعالى أيّاً كان هذا الكفر، ولو فرّق فضيلة الشيخ بين عقيدة اليهود وبين جنسهم لزال اللبس، فقتال اليهود لأجل عقيدتهم الفاسدة، وليس من أجل عرقهم أو جنسهم كما يزعمون وقد يسوّغ لفضيلة الشيخ القرضاوي أن يقرر أن الموقف من اليهود في ظل ضعف المسلمين وتسلط الكفار على مراحل وأحوال، ففي ظل الأوضاع الراهنة يكون قتالهم بسبب محاربتهم المسلمين وقتلهم واعتدائهم. (٦) وقول الشيخ القرضاوي: (ولكنهم غير (المشركين) أو (الذين أشركوا)) فاليهود والنصارى كفار بالإجماع كما حكاه ابن حزم في مراتب الإجماع، ص ١٩ ولكن هل يقال: إنهم مشركون؟ هذه محل خلاف بين أهل العلم، فأطلق بعضهم على النصارى أنهم مشركون محتجين بقوله تعالى: [اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا إلَهاً وَاحِداً لاَّ إلَهَ إلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ] [التوبة: ٣١] ولذا قال ابن عمر رضي الله عنهما: لا أعلم شركاً أعظم ممن تقول: إن ربها عيسى ابن مريم، وقد يقال: إن أهل الكتاب ليس في أصل دينهم شرك، فإن الله إنما بعث الرسل بالتوحيد؛ فكل من آمن بالرسل والكتب، لم يكن في أصل دينهم شرك، ولكن النصارى ابتدعوا الشرك كما قال: [سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ] [يونس: ١٨] انظر مجموع الفتاوى لابن تيمية ١٤/٩١ ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... - البيان- (٧) وأما دعوى هذه الأصول المشتركة بين المسلمين وأهل الكتاب ففيها مبالغة ظاهرة: فأي إيمان بالله عند من قال: إن المسيح ابن الله، أو عزير ابن الله؟ وأيّ إيمان لمن سب الله عز وجل غاية المسبة فنسب إليه الولد، وقال: إن الله فقير تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً؟ وأي إيمان بالرسل عند يهود قتلة الأنبياء والرسل، وكذا النصارى الذين كفروا بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال الله تعالى: [إنَّ الَذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ] [النساء: ١٥٠] الآية؟ وعلى كلٍّ فمع هذه المباينة والمفارقة الشاسعة بين ملة الإسلام وبين اليهودية والنصرانية فلا شك أنهم أقل بعداً عن سائر طوائف المشركين ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... -البيان- (٨) والحوار الإسلامي النصراني إن أريد له دعوة النصارى إلى الحق والصواب والالتزام بالتوحيد فهذا هو المطلوب، ونحن نفرح بإسلام هؤلاء النصارى وقبولهم للدليل والبرهان لكن غالب هذه المؤتمرات التي تعقد باسم الحوار الإسلامي المسيحي ما هي إلا ذريعة لمداهنة النصارى وموالاتهم، وقد تكون سبيلاً إلى الدعوة إلى زمالة الأديان والتقارب فيما بينها وقد صدرت فتوى عن اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية عن خطر هذه الدعوة وبيان حكمها وجاء فيها: (إن من يحدث نفسه بالجمع أو التقريب بين الإسلام واليهودية والنصرانية كمن يجهد نفسه في الجمع بين النقيضين: بين الحق والباطل، وبين الكفر والإيمان، وما مثله إلا كما قيل: أيها المنكح الثريا سهيلاً عمرك الله كيف يلتقيانِ هي شامية إذا ما استقلت وسهيل إذا استقل يماني فتاوى اللجنة ٢/٨٥ ... ... - البيان- (٩) الذي يعنيه الدكتور القرضاوي كما هو واضح: الصورة البشعة المزعومة التي يريد أعداء الإسلام رسمها في أذهان الآخرين. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... - البيان-