[واحة البيان]
مرزوق النفيعي
كتب عمر بن عبد العزيز إلى أحد عماله:
أما بعد: فقد أمكنتك القدرة من ظلم العباد، فإذا هممت بظلم أحد؛ فاذكر قدرة
الله عليك، وأعلم أنك لا تأتي إلى الناس شيئاً إلا كان زائلاً عنهم، باقياً عليك،
واعلم أن الله آخذ للمظلومين من الظالمين، والسلام.
* * *
قال الحسن البصري:
من أخلاق المؤمن قوة في دين، وحزم في لين، وحرص على علم، وقناعة
في فقر، وإعطاء في حق، ويسر في استقامة، وفقه في يقين، وكسب في حلال.
* * *
من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -:
رب أعط نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
[زاد المعاد ١/٢٦٣]
* * *
قال أبو علي الروذباري:
صحبت عبد الله بن المبارك في إحدى أسفاره، فلما دخلنا البادية قال:
تكون الأمير أم أكون؟ قلت: بل أنت، قال: فعليك السمع والطاعة، فأخذ
المخلاة ووضعها على عاتقه، فقلت: دعني أحمل عنك، فقال: أنا الأمير أم أنت؟ فقلت: أنت، فمكثنا ذات ليلة إذ أخذ المطر، فأخذ الكساء فأظلني وترك نفسه
إلى الصباح، فوددت أني مت ولم أقل كن أميراً، فلما أردت الافتراق قال: يا أبا
علي؛ إذا صحبت إنساناً فاصحبه هكذا.
* * *
قال عبد الله بن معاوية:
ولست ببادٍ صاحبي بقطيعةٍ ... ولستُ بمفشٍ سرَّهُ حينَ يغضب
عليك بإخوانٍ ثقاتٍ فإنهم ... قليلٌ، فصلهم دونَ من كُنتَ تَصْحَبُ
وما الخِدْنُ إلا مَنْ صفا لك وُدُّهُ ... وَمَنْ هو ذو نصحٍ وأنت مُغَيَّب