كلمة صغيرة
أما لهذا الليل من آخِر؟ !
إلى متى يستمر مسلسل القتل والتدمير في الجزائر؟ !
هذا هو السؤال الكبير الذي يردده أهل الجزائر، وجميع المتابعين
والمراقبين لهذه المآسي الملأى بألوان صارخة من الظلم والقهر والاعتداء على
الأنفس والأموال والأعراض، والتي تتصدر الأخبار الجزائرية. تهدأ الأوضاع
أياماً قليلة، وفجأة يضج الناس بالصياح والبكاء، وتتزلزل الأرض من تحت
أقدامهم. وهاهو بكاء الثكالى ونحيب الأطفال وأنين الشيوخ، وأزيز الرصاص
يطغى على كل شيء في أرض المليون شهيد!
ست سنوات من الهلع والخوف.. ست سنوات من القلق والاضطراب، منذ
أن أطلقت الطغمة العسكرية الحاكمة الرصاصة الأولى، ثم أتبعتها بوابل من القنابل
والمتفجرات.
ما الذي يجنيه العسكريون من ذلك كله..؟ !
أيريدون ترويض الشعب؛ ووأد البقية الباقية من العزة والكرامة في نفوسهم؟ ! أيريدون تشويه الحركة الإسلامية وتنفير الناس منها؟ ! لقد اتضحت الصورة
وانكشفت الحقيقة، وسقطت الأقنعة المزيفة التي تتخفى وراءها القيادة العسكرية،
وأسفرت عن وحشيتها وخيانتها؛ وقد أدرك المتابعون بمختلف اتجاهاتهم الفكرية أن
الاستخبارات العسكرية وراء أكثر الأعمال وحشية في الجزائر، حتى إن الصحافة
الغربية وهي المعروفة بتحيزها وانتقائيتها لم تطق صبراً، واعترفت بالحقيقة.
وها هنا نقول للعسكريين في الجزائر: إن الإسلام هو قدر الله في الجزائر،
وإن أطنابه ضاربة في أعماق الأرض، ولن تقوى وحشيتكم وجبروتكم على إبعاد
الإسلام عن تلك الأرض الطيبة، وسوف تُخْفِق كل الدعوات التغريبية والقبلية..
ولن يبقى بإذن الله إلا كلمة التوحيد [وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ] [الحج: ٤٠] .