[ثلاثيات إدارية]
د. شاكر بن عبد الرحمن السروي
صدى لما نشرته مجلة البيان في زاوية (النجاح: إدارة) تحت عنوان (حاجتنا للإدارة) يسرُّني أن أضيف للموضوع هذه الثلاثيات الإدارية إثراءً للموضوع.
أولاً: متطلبات العمل المؤسسي الناجح:
١ ـ رؤية واضحة لما نريد أن نكوِّن من (عمل إغاثي، تربوي، تصحيحي،..) ، على أن تكون هذه الرؤية (الهدف الكبير) مرتفعة المستوى وفي الوقت نفسه ممكنة التحقيق.
٢ ـ بيئة متقبلة للعمل الإداري المؤسسي (تشمل: القيادة، الجهاز التنفيذي (محتسبين أو موظفين) ، الأجهزة المساندة،....) . كما ينبغي أن يكون قبولهم لمبدأ الإدارة قبولاً حقيقياً لا مجرد القناعة النظرية دون التطبيق.
٣ ـ موارد مناسبة؛ وهنا للإدارة دور كبير للإدارة (في ظل نقص أو شحِّ الموارد) في تحديد الأولويات، وتوجيه المتاح من الموارد حسب الأولويات.
ثانياً: من صفات المدير (القائد) الناجح:
١ ـ بث روح عمل الفريق الواحد (وإلا انهارت فكرة المؤسسة من أساسها) .
٢ ـ البعد عن الفردية والبيروقراطية الزائدة.
٣ ـ الإدارة بالإنتاجية؛ فقيمة المرء ما يحسنه لا ما يقوله. وفي هذا يحسن أن نتذكر أن الصرامة في مواعيد الحضور والانصراف لا تكفي وحدها لتحصل على مكاسب، كما أنها وحدها ليست مؤشراً على كفاءة الفرد وإنتاجيته.
ثالثاً: من الحوافز لنجاح الأفراد:
١ ـ الشعور بالانتماء للمؤسسة التي يعملون فيها (لاحظ أن الحب ووضوح الرؤية والشفافية من الأمور المهمة لغرس وزيادة الانتماء) .
٢ ـ الحصول على التدريب والتطوير المناسبين.
٣ ـ الاستماع لرؤاهم وأفكارهم، وتبادل الحوار معهم حول آليات العمل وتبنِّي المفيد منها.
رابعاً: استمرارية العمل (ومن باب أوْلى النجاح والتقدم) تحتاج إلى عوامل، منها:
١ ـ الخطط المبرمجة على المدى القريب والبعيد.
٢ ـ التقويم المستمر للعمل (القياس والتحليل) .
٣ ـ المبادرة بإصلاح الأخطاء أولاً بأول مع التطوير والتحسين.
خامساً: أخطاء إدارية قاسية:
١ ـ غياب التخطيط أو ضعفه (إذا لم تخطط فأنت تخطط للإحباط) .
٢ ـ كثرة تنقُّلات الموظفين ونقلهم من عمل إلى آخر.
٣ ـ الفردية في التخطيط أو الإدارة أو التنفيذ.
سادساً: ابحث عن الفردية في الحالات التالية:
١ ـ وجود الشخص نفسه في أماكن متعددة: إدارية، تخطيطية، أو تنفيذية، وفي أدوار متباينة كبيرة أو صغيرة.
٢ ـ نجاح مبدئي ثم فشل أو اندثار للعمل بعد مرور بعض الوقت؛ وما ذاك إلا لأن الأمر ارتكز على فرد ولم يصر إلى قوة وتكامل وتعاون المؤسسة.
٣ ـ كثرة تسرُّب الأفراد (خصوصاً الطاقات المتميزة) وتركهم للمؤسسة أو بعض فروعها. (تذكَّر أنه في وجود الفردية لا يخضع إلا الضعفاء) .
سابعاً: لا تدفع موظفيك إلى الإحباط والذي قد يكون من أسبابه:
١ ـ التكليف بما لا يُطاق فضلاً عن المستحيل.
٢ ـ نقض ما يبرمون أو يخططون لصالح المؤسسة، أو الالتفاف عليه (خصوصاً إذا ما كُلِّفوا ابتداء بأمر ما) .
٣ ـ حجب الموارد الكافية لنجاح العمل أو على الأقل لبدء مسيرته.
ثامناً: لا تنظر من خلال ثقب المفتاح (وبمعنى أوضح: اجعل نظرتك شاملة لكل ما حولك) .
إن النظرة الضيقة تحرمك من عدة أشياء، منها:
١ ـ ضعف أو غياب الاستفادة من التجارب السابقة (قد تحتاج لتنجح في بعض الأحيان إلى التقليد الكامل لتجربة سابقة ناجحة) .
٢ ـ ضعف التواصل، وانعدام السعي إلى التكامل مع المؤسسات المماثلة الناجحة.
٣ ـ السعي إلى التطور والكمال، فإن مسألة النجاح نسبية، وقد ترى المؤسسة أنها ناجحة في الوقت الذي يفوتها القطار ويتجاوزها الزمن وهي لا تشعر؛ لأنها لا تنظر.
تاسعاً: احرص على رأس مالك، وأهمُّه:
١ ـ الأفراد العاملون معك (فهم أغلى ما تملك) .
٢ ـ الأفكار الإبداعية والرؤى التطويرية، فاحرص على تبنِّيها وتطويرها والإفادة منها.
٣ ـ احترام الناس لك ولمؤسستك وثقتهم بك وبما تقوم به.
عاشراً: أخطاء في النجاح:
عندما تنجح في أمر ما فاحذر من أخطاء ما بعد النجاح، ومنها:
١ ـ عدم مكافأة نفسك أو العاملين معك على ما تحقق من نجاح.
٢ ـ تأخير المكافأة (مادية أو معنوية) عن وقتها (فقد يحرص بعضهم على أن يكافئ على النجاح، ولكن تأخير المكافأة عن وقتها يشبه إلى حدٍّ كبير عدمها) .
٣ ـ الرُّكون إلى الاسترخاء بل الكسل؛ فينقلب النجاح بهذا إلى عامل من عوامل الإخفاق على المستوى البعيد، فليس للنجاح حدٌّ ولا للمكاسب نهاية، والأمر كما قال الله ـ تعالى ـ: {لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} [المدثر: ٣٧] .