(٢) إذا أراد القارئ التعرف على تعريفات دقيقة ومقترحة للرفاهية الاقتصادية والأسرية والاجتماعية والروحية والسياسية والنفسية والبيئية فإن عليه الرجوع إلى أطروحة الكاتب (الكفاءة والعدالة في الاقتصاد الإسلامي: مدخل إسلامي لاقتصاديات الرفاه) ، ص ١٤ -١٥، الجامعة الأردنية. (٣) للتعرف على عيوب الناتج القومي الإجمالي باعتباره مؤشراً للإنجاز أو الرفاهية الاقتصادية، انظر رسالتنا الجامعية (الكفاءة والعدالة في الاقتصاد الإسلامي: مدخل إسلامي لاقتصاديات الرفاه) ، ص ١٩٣-١٩٥، حيث تم تعداد (١٠) عيوب لهذا المؤشر، بدءاً من السلع التي لا تتداول في السوق ووقت الفراع، مروراً بمسألة توزيع الدخل وجودة السلع المنتجة وتركيبتها، وانتهاءاً بماء يرافق النمو الاقتصادي من التلوث والضجيج وحوادث العمل والتكاليف الاجتماعية الأخرى ولمزيد من التفاصيل حول تكاليف النمو الاقتصادي انظر (Mishan,١٩٧٣) . (٤) يشير F Utsunomiya في كتابه علم سياسة التنمية والبيئة: نحو حضارة جديدة، إلى أن التنمية هي مفهوم معياري وبالتالي فهى تشكل موضوعاً ملائماً للنظرية الأخلاقية والفلسفة، فنحن نحتاج - حسب قوله -إلى فلسفة للتنمية الإنسانية ثم يستمر ليؤكد عجز الفلسفة المعاصرة عن تكوين نظرية معيارية للتنمية حيث يقول: من الطبيعي أنه ليس هناك رموز، كلمات إرشادات أو بناء معرفي للنظرية المعيارية إن جميع المنظرين المعياريين Normative Theorists يتفقون على أن التنمية يجب أن تؤسس على المذهب الانساني Humanism، ولكن من الصعوبة التعرّف على أي اتفاق على التعريف المعياري للتنمية إن هؤلاء المنظرين المعياريين لا يمكن أن يتجنبوا الانتقادات القائلة بأن مفاهيم القيم هي مفاهيم شخصية بحتة (p٦١-٦٢) إن الفلسفة الغربية المعاصرة ترتكز على مذهب الشك الأخلاقي Moral Skepticism، بمعنى الشك في إمكانية التوصل - من خلال الأدلة العقلية أو العلمية - إلى معرفة أخلاقية موضوعية مستقلة عن تفضيلات (أو رغبات) الأفراد أو جماعات المصالح الخاصة، وبالتالي فهذه الفلسفة العلمانية تستند بشكل رئيسي على نظرية شخصية للمعرفة الأخلاقية Subjective Epistemology، وهي نظرية قوامها جعل الانسان ورغباته المقياس الوحيد للقيمة والفضيلة. (٥) من الكتب الحديثة التي تتعرض بالانتقاد لنمط الحياة الغريبة من منظور تنموي شامل، كتاب فقر التقدم: تغيير أنماط الحياة في المجتمعات الصناعية، (١٩٨٢) ، حيث يؤكد هذا الكتاب على ظاهرة سوء تنمية) Maldevelopment المجتمعات العلمانية الغريبة المعاصرة من حيث التركيز على النمو الاقتصادي أو المادي وإهمال الجوانب الاجتماعية والأسرية والبيئية كما ينادي مؤلف الكتاب إلى تطوير أساليب بديلة للحياة تحل محل أساليب الحياة المسيطرة في هذه المجتمعات، والتي تتميز بالتفكك الأسري وانعدام الثقة والعواطف الإنسانية وتزايد معدلات الجريمة والعنف، بالرغم من مظلة النمو الاقتصادي والتطور الديمقراطي الذي يعيشونه انظر (Miles and Irvine, ١٩٨٢) . (٦) في المجال الأسري تعاني الدول العلمانية المعاصرة من مشاكل الطلاق، العنوسة (العزوبية) والهجران الزوجي والأمراض الجنسية وآخرها الإيدز، والبغاء والشذوذ الجنسي والاجهاض، والاغتصاب والخيانة الزوجية والأطفال غير الشرعيين والعنف الأسري والتحرشات بالمرأة العاملة في سوق العمل وهتك العرض وما شابه ذلك وفي الميدان الاجتماعي تعاني دول العالم المعاصر من مشاكل الإجرام سواء كان ضد الملكية أو النفس، والتشرد وحوادث الطرق وانحراف الأحداث والعنف وانخفاض معدلات نمو السكان (في الدول الغربية) وظاهرة المجتمع الشائخ، والانحراف السلوكي والانتحار، والإدمان على الكحول والتبغ والمهدئات والمنومات والمنشطات والمخدرات والمسكنات، ومشاكل التمييز العنصري والأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية والعصابية، والفساد الإداري والجرائم الاقتصادية والمشاكل العاطفية بين المرأة والرجل والرشوة وفي الميدان الاقتصادي تشكو المجتمعات العلمانية المعاصرة من التضخم (ارتفاع الأسعار) والبطالة والدورات الاقتصادية والفقر وسوء توزيع الدخل والثروة وانخفاض معدلات النمو الاقتصادي، والعجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات، والديون الخارجية (لدى دول العالم الثالث) ، وسوء تخصيص الموارد واستنفاد الموارد الطبيعية وفي المجال البيئي هناك مشاكل تلوث البيئة (الهواء والماء والبحار والمحيطات) والضجيج وتضرر طبقة الأوزون، والتصحر والتعرية وانقراض بعض الأنواع بفعل الصيد الجائر والارتفاع العالمي في درجات الحرارة وغيرها.