(١) كإماطة الأذى عن الطريق، أو مساعدة الفقراء والمحتاجين، أو سقي كلب أو نحو ذلك. (٢) إنما مثلي ومثلهم في هذه الوصايا كجالب التمر إلى هجر. (١) لعل من أشهر هذه الأدلة قوله ـ تعالى ـ: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: ١٠٨] . ومن الأدلة أيضاً: ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- هدم الكعبة وإعادة بنائها على قواعد إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم، وقال لعائشة ـ رضي الله عنها ـ وعن أبيها: «يَا عَائِشَةُ لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِشِرْكٍ لَهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ فَأَلْزَقْتُهَا بِالْأَرْضِ وَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ: بَابًا شَرْقِيًّا وَبَابًا غَرْبِيًّا، وَزِدْتُ فِيهَا سِتَّةَ أَذْرُعٍ مِنْ الْحِجْرِ؛ فَإِنَّ قُرَيْشًا اقْتَصَرَتْهَا حَيْثُ بَنَتْ الْكَعْبَةَ» متفق عليه. (١) كتاب السار ص ٤٨. (٢) أنا لا أريد أن أدخل في تفاصيل يندى لها الجبين لا أقول من غير الملتزمين بل من الملتزمين تتعلق ببر آبائهم، وصلة أرحامهم، ودعوة أقاربهم ... الخ. (٣) للأسف الشديد أن بعض الأخيار والطيبين ـ ولا نزكي على الله أحداً ـ يجاور بعض المسلمين سنين عديدة، ثم يرتحل عنهم وهو لم يعرفهم، وهم لم يعرفوه!!! أين وصاية رسولنا -صلى الله عليه وسلم- بالجار؟ (٤) (ص ٢١٥ ـ ٢١٨) من الطبعة التي علق عليها الشيخ صالح الفوزان حفظه الله. (٥) قال البخاري في صحيحه: باب حسن العهد من الإيمان. (٦) لما اشتد أذى كفار قريش للنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد موت عمه أبي طالب، خرج إلى الطائف، فأغروا به سفهاءهم، وجعلوا يرمونه بالحجارة، وبكلمات من السفه، حتى أدموا قدميه، ثم قفل بعد ذلك إلى مكة، فقال له زيد بن حارثه ـ رضي الله عنه ـ: «كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك؟ ـ يعني كفار قريش ـ فقال: يا زيد! إن الله جاعل لما ترى فرجاً ومخرجاً. وإن الله ناصر دينه، ومظهر نبيه» . فأرسل رجلاً من خزاعة إلى المطعم بن عدي: (أدخل في جوارك؟) فقال: نعم! فدعا المطعم بنيه وقومه، فقال: البسوا السلاح، وكانوا عند أركان البيت، فإني قد أجرت محمداً، فلا يَهجْه منكم أحد، فانتهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الركن فاستلمه، وصلى ركعتين، وانصرف إلى بيته، والمطعم بن عدي وولده محدقون به في السلاح. انظر: مختصر سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، تأليف الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ص ١١٦،١١٥) . فحفظ النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الصنيع للمطعم. (١) لاحظ كيف أن المنافقين كانوا في الظاهر يقبلون بالشريعة، ولكن هذا القبول الظاهر لم ينفعهم في شيء، مما يدلك على أن أساس القبول لا بد أن يكون نابعاً من القلب. (٢) رواه مسلم في صحيحه من حديث سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ. (١) أخرجه البخاري تعليقاً. (٢) رواه مسلم في مقدمته. (٣) انظر: فتح الباري (١/٢٧١) . (٤) أخرجه البخاري. (١) يقول صاحب كتاب المسار: «ولكن كم من داعية يصول في الأفكار ويجول، ويحرص على معرفة دقائق الرأي وقواعد الموازنات السياسية، ويتفقه بجزئيات كثيرة، متجاوزاً حقائق الدعوة الأولى والاجتهاد في الأمور التي يحتاجها كل يوم، مستعجلاً الظهور قبل تمام النشأة الأولى وتكامل مقومات اسم الدعوة. ومثله في ذلك كمثل الشاعر المشهور الطّرِمّاح بن حكيم الطائي: قعد للناس وقال: اسألوني عن الغريب وقد أحكمته كله. أي غريب اللغة، وكان في ذلك صادقاً، فقال له رجل: ما معنى الطرماح؟ فلم يعرفه. فهو قد ذهب إلى البعيد، وتعنّى له، وترك القريب وانصرف عنه، ولم يعرف اللفظة الأولى التي تعنيه هو قبل غيره» ص ٦٨. (١) ص (٦٢،٦١) . (٢) ص (٧١،٧٠)