للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قضايا دعوية

السلعة الغالية.. وثمنها الغالي

عبد العزيز الجليل

لا شك في أن غاية ما يرجوه المسلم من عبادته لربه - سبحانه - في هذه

الدنيا هو الفوز برضوانه - تعالى - وجنته، والنجاة من سخطه والنار. ومن

علامة توفيق الله - سبحانه - لعبده المؤمن أن يدله ويوفقه لأقرب الطرق وآكدها

لتحصيل هذه الغاية العظيمة، ولا شك في أن الطريق إلى ذلك هي طاعته -

سبحانه - بإخلاص ومتابعة وترك معاصيه.

بإخلاصٍ ومتابعةٍ: هذا على وجه الإجمال. أما على وجه التفصيل

والمفاضلة بين الأعمال الصالحة وأحبها إلى الله - عز وجل - وأرضاها له فإن

المستقرئ لكتاب الله - عز وجل - وما ورد فيه من صفات أهل جنته ورحمته

ورضوانه ليجد شيئاً عجيباً جديراً بالتأمل والتدبر؛ ذلك أن جُلَّ ما ورد من الآيات

التي يذكر فيها - سبحانه - ما أعد لأوليائه في الجنة والرضوان يسبقها في العادة

صفات الموعودين بذلك.

وبالتأمل في أوصافهم تلك نجدها تتحدث في الغالب عن المجاهدين

والمهاجرين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، والصابرين على المحن

والابتلاءات في طريق الدعوة إلى الله. والآيات في ذلك كثيرة أذكر منها على سبيل

المثال - لا الحصر - ما يلي:

١ - قوله - تعالى -: [إنَّ الَذِينَ آمَنُوا والَّذِينَ هَاجَرُوا وجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ

اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ واللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ] [البقرة: ٢١٨] .

٢ - قوله - تعالى -: [أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الجَنَّةَ ولَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَذِينَ

خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ والضَّرَّاءُ وزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ والَّذِينَ آمَنُوا

مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ] . [البقرة: ٢١٤] .

٣ - قوله - تعالى -: [أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الجَنَّةَ ولَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَذِينَ

جَاهَدُوا مِنكُمْ ويَعْلَمَ الصَّابِرِينَ] [آل عمران: ١٤٢] .

٤ - قوله - تعالى -: [ولَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ

ورَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ] [آل عمران: ١٥٧] .

٥ - قوله - تعالى -: [ولا تَحْسَبَنَّ الَذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ

أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ويَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ

يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ. يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ

وفَضْلٍ وأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ المُؤْمِنِينَ. الَذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ والرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا

أَصَابَهُمُ القَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ واتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ. الَذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إنَّ النَّاسَ

قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَاناً وقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ. فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ

مِّنَ اللَّهِ وفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ واتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ واللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ] .

[آل عمران: ١٦٩ - ١٧٤] .

٦ - قوله - تعالى -: [فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم

مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وأُوذُوا فِي

سَبِيلِي وقَاتَلُوا وقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ولأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ

ثَوَاباً مِّنْ عِندِ اللَّهِ واللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ] . [آل عمران: ١٩٥] .

٧ - قوله - تعالى -: [والَّذِينَ آمَنُوا وهَاجَرُوا وجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

والَّذِينَ آوَوْا ونَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمُ المُؤْمِنُونَ حَقاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ ورِزْقٌ كَرِيمٌ]

[الأنفال: ٧٤] .

٨ - قوله - تعالى -: [الَذِينَ آمَنُوا وهَاجَرُوا وجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

بِأَمْوَالِهِمْ وأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وأُوْلَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ. يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ

مِّنْهُ ورِضْوَانٍ وجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ. خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ

عَظِيمٌ] [التوبة: ٢٠ - ٢٢] .

٩ - قوله - تعالى -: [والْمُؤْمِنُونَ والْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ

بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ ويُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ويُطِيعُونَ اللَّهَ

ورَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ] [التوبة: ٧١] .

١٠ - قوله - تعالى -: [يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم

مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ورَسُولِهِ وتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ

وأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ] [الصف: ١٠، ١١] .

١١ - قوله - تعالى -: [إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وأَمْوَالَهُم بِأَنَّ

لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ ويُقْتَلُونَ وعْداً عَلَيْهِ حَقاً فِي التَّوْرَاةِ والإنجِيلِ

والْقُرْآنِ ومَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَذِي بَايَعْتُم بِهِ وذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ

العَظِيمُ] [التوبة: ١١١] .

والآيات في هذا كثيرة؛ فهل من مشمِّر وبائع نفسه ابتغاء مرضاة الله وجنته؟