مصطلحات
الدين لله والوطن للجميع!
تتردد هذه الايام على ألسنة من يمارس اضطهاد الدعاة مقولة: لا وصاية
لأحد على الإسلام، والإسلام للجميع، كما يرددون (الدين لله والوطن للجميع) .
وقد سئل الشيخ عبد الرحمن الدوسري - رحمه الله - عن هذه العبارة فأجاب:
هذه المقالة: (الدين لله والوطن للجميع) صاغها الحاقدون على الإسلام الذين
رموه بالطائفية بهذه الصيغة المزورة إفكاً وتضليلاً، ليبعدوا حكم الله ويفصلوه عن
جميع القضايا والشؤون بحجة الوطن الذي جعلوه نداً لله، وفصلوا بسببه الدين عن
الدولة، وحصروه في أضيق نطاق، فأعادوا بذلك الحكم القيصري والكسروي
بألوان وأسماء جديدة، والعبرة بالمعاني من سوء التحكم والأعمال المخالفة للشرع،
وعدم العدل لا بالأسماء والألقاب، فهي خطة شركية قلّ من انتبه لها، ولا يجوز
للمسلمين إقرارها أبداً، ولكن غلبت عليهم سلامة الصدر فاغتروا بما يطلقه أولئك
من الدجل والتهويل ويخادعون به الله والمؤمنين من دعوى تعظيم الدين والارتفاع
به عن مستوى السياسة التي هي غش وكذب، ليخدعوا به المسلمين ويخرسوهم
والله لا يرضى من عباده أن يتهاونوا بالحكم ويتنازلوا عن حدوده قيد شعرة أو
تنقص فيهم الرغبة الصادقة في تنفيذه - بدلاً من أن تنعدم - لحب وطن أو عشيرة
بل ولا لحب ولد أو والد أو أخ قريب، فالدين الذي لله يجب أن يسيطر على الجميع
ويكون أحب وأعز من الوطن وأن لا يتخذ الوطن أو العشيرة نداً لله ويعمل من أجله
ما يخالف حكم الله وتبذل النفوس والأموال دون كيان العصبية القومية في سبيل
الوطن لا في سبيل الله لإعلاء كلمته وقمع المفتري عليه بل لتعزيز المفتري عليه،
فهذه وثنية جديدة أفظع من كل وثنية سبقتها، إذ يعملون تحت هذا الشعار الوثني ما
يشاؤون ويخططون لحياتهم الوطنية تخطيط من ليس مقيداً بشريعة ربه وكونها
أفظع من كل وثنية هو لمزيد فتنتها وإخراجها للناس بهذا الأسلوب الذي صاغته
(أوربا) هروباً من حكم الكنيسة والله يقول: [يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إن تُطِيعُوا الَذِينَ
كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ] ويقول: [يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إن
تُطِيعُوا فَرِيقاً مِّنَ الَذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إيمَانِكُمْ كَافِرِينَ..] وقد عملوا منذ
زمن طويل على ذلك حتى كسبوا بعض أولاد المسلمين فنفذوا لهم هذه الخطة التي
طوحوا بها بحكم الإسلام بحجة أقلية نصرانية انتحلوا هذه النحلة وعطلوا دعوة
الإسلام وأوقفوا زحفه إرضاء لهذه الأقلية وإغضاباً لله بينما هي تزحف بالدعاية
النصرانية وبث الإلحاد على حساب المسلمين وفي عقر بيوتهم وجعلوا الحكم لغير
الله وأباحوا من أجلها ما حرم الله بإقرارهم له وإعفاء مرتكبه من العقوبة ليشهدوا لهم
مع تلاميذ الأفرنج من أبنائهم أنهم متحررون أكفاء للحكم.