البيان الأدبي
[الموائد!]
تركي المالكي
(١)
صاحبٌ. . كان لي
في زمان الصخبْ!
حينها والجميعُ شجاعٌ
ورأس الغواية في المحتطبْ!
كان يركض خلف العواصفِ
يقذفها باللهبْ!
محتمٍ بالدروع الأسامي!
ومن تحتها لمعانُ الذهبْ!
(أتراه ذهبْ) ؟ !
(٢)
كان روحاً لروحي!
كان ينهشُ قيدَ الطغاة الذي
نهشتْ نابُهُ معصمي!
كان إيقاعُ نبضي على نبضه نغماً طاهرا
للصديِّ الظمي!
حبرُه من دمي!
والدواةُ جروحي!
يهدِرُ البغيُ من فوقنا. .
برعود الغضبْ!
مطراً أسود
ويُسوِّرُ من حولنا هضبات الرمادِ. . .
وينبحُنا بكلاب الخطبْ!
وترى دمَنا الجمرَ ما بينها يلتهبْ!
برقُهُ. . ركضُ مهرٍ جموحِ!
(٣)
صاحبٌ. . آه! كانَ. .
وفي غفلة من جروحي
بهتت نجمةٌ في السويداء وانسحبتْ. .
نحوهمْ
رَمَّدتْ جمرَها تحت أقدامهم!
ثم باعت لهم نفسَها. . ودمي!
والهوى. . وضريحي!
وتعرّتْ على بابهم. .
فتكسّرَ ما كان من نغم طاهرٍ
رقصتْ فوقهُ. .
كالغزالة للفهدِ. .
فابتسمي. . يا جروحي!
(٤)
أسد كان لكنْ. .
هوى لاثماً. .
رِجْلَ كلبٍ قبيحِ!
نابُهُ نهشتْ قبلُ شِقَّ (الأمينِ)
فكان الشهيدَ
وكان الأمينُ السجين الأمينَ!
فماذا أسمِّي الذي. .
خلتُه أسدي. . وفمي. . ونصيحي!
ثم ها هو بين يدي قاتلي
لاعقاً قدمَ البغيِ. .
داس على وهجه و (المعالم) منتفشا
بعقود المديحِ!
واللعابُ يسيلُ على عظمةٍ نالها
فوقها من دمائي السليبةِ. .
لحمي. . وقومي. . وروحي!
(٥)
كان رؤيا تفوح بأطيابها. .
ثم ها هو كابوسُ حلم قبيحٍ. . قبيحِ!
فادفني جثةً سمّمتها حياضُ الذُّبابِ ادفنيها
واغسلي ما بقي من رؤاها
ثُمّتَ التئمي يا جروحي!