كلمة صغيرة
[بركة الرب في الخرطوم! !]
(تعالَ واسمع ونَلْ بركتك من الله) ، (سوف تكون هناك صلاة للمرضى
والمحتاجين يومياً) . بهاتين العبارتين صُدِّرت الإعلانات الكثيرة الملونة التي ملأت
أنحاء الخرطوم، والتي تدعو للمشاركة في احتفالات عيد القيامة، وتبشر الناس
بوصول (القس رينهارد بونكي) إلى السودان.
وهذا القس معروف بإقامة هذه الاحتفالات الصاخبة التي يجتمع لها ألوف من
البشر، كما حصل في تشاد وإثيوبيا وأوغندا.. وغيرها. وهو مشهور بمزاولة
السحر والشعوذة والاستعانة بالجن، وادعاء شفاء المرضى.
وقد اجتمع في الخرطوم لتلبية هذه الدعوة جمع كثير من النصارى الذين
امتلأت بهم الساحة الخضراء وهي ساحة كبيرة أنشئت للاحتفالات الرسمية
الجماهيرية لحضور القدَّاس اليومي، إضافة إلى حضور الصلاة الخاصة بالمرضى
والمحتاجين، وافتتن بهذه الدعوة فئام من جهلة المسلمين من المرضى وذوي
الحاجات، وتقاطروا من كل مكان لينالوا بركة الرب ويحصل لهم الشفاء..!
وإنك لتعجب أشد العجب من تلك الأفواج الهائلة التي غصَّت بها الساحة
الخضراء، ثم تعجب أشد العجب من بعض المسلمين الذين تعلقوا بتلك التراتيل
النصرانية التي تشدَّق بها ذلك المنصِّر، وتحزن أشد الحزن حينما تراهم يستمعون
للتعاليم الإنجيلية التي يتردد صداها في أنحاء الخرطوم..!
إن هذا الاختراق التنصيري الصارخ للسودان حلقة من سلسلة طويلة من
الاختراقات التنصيرية التي أجلب فيها المنصرون بخيلهم ورجلهم، مستغلين فيها
جهل بعض الناس وفقرهم.
وقد كان لبعض الغيورين من الدعاة في السودان دور محمود في التحذير من
هذا المنكر، لكن الخطب عظيم، والمسؤولية كبيرة، وفي العدد (١٤٢) كتبنا في
هذه الزاوية كلمة بعنوان: (من ينقذ السودان؟ !) وها نحن نقولها ثانية. نسأل
الله تعالى أن ينصر دينه، ويُعلي رايته.