للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلمة صغيرة

[حتى لا تخدع الجماهير]

التحرير

سبق بأن قلنا إن حزبي (العمل) و (الليكود) الصهيونيين وجهان لعملة واحدة،

وإنهما ينطلقان من أسس ومبادئ واحدة، وإن كان لهما أسلوبان متغايران ظاهراً،

لكن (الليكود) يقول في العلن ما يقول (العمل) وراء الكواليس.. وجاءت أحداث

المسجد الأقصى الأخيرة لتثبت وتجلي كثيراً من الحقائق.

فالنفق الذي أثار المشاعر كان العمل قد بُدئ فيه قبل حكومة (نتن ياهو)

الأقل دهاءً من سلفه، وسبق لكثيرين التحذير من حفريات العدو على أساسات

المسجد الأقصى؛ لبناء هيكلهم المزعوم مكانه.

و (السلطة) الفلسطينية كانت على علم به قبل ذلك، وعلى علم بمخططات

العدو وخطته التوسعية في المستوطنات، ولم تحرك ساكناً، ولكنها تركب الآن

مشاعر الجماهير بانتهازية ظاهرة، وتستغل الحدث للمساومة به، والظهور بمظهر

المقاوم للاحتلال، ومن ثم كسب شعبية مفقودة، وتفويت الفرصة على (حماس) ،

وهذه السلطة هي التي كانت وما تزال تقمع الشعب وتطارد الإسلاميين لحساب

العدو.

وانتفاضة الشعب الفلسطيني تثبت أن في الأمة طاقات وإمكانات كبيرة،

تستطيع فعل الكثير إن شاء الله (تعالى) إن أُحسن استغلالها وتوجيهها. وأن مدعي

العجز أمام التفوق الصهيوني مخدوعون وخادعون، وأن العدو لا يرضخ إلا لمنطق

القوة، وأن طاولة المفاوضات هي عنوان الاستسلام وتخدير الشعوب.

ولكن الأحداث تثبت أيضاً أن للجماهير عاطفة جياشة، ولكن بلا وعي غالباً؛ فثورتها عند تهديد جدران المسجد الأقصى رغم حتميتها كان أولى بها أن تكون

لوقوعه تحت سلطان اليهود، وعدم تحكيم كتاب الله وسنة رسوله فيهم، وإراقة

الدماء المسلمة على أيدي إخوان القردة والخنازير وأعوانهم، فحرمة المسلم أكبر

عند الله من حرمة بيته الحرام.

... ... ... ... والله غالب على أمره،،،،