قواسم مشتركة تجمع هذين الاتجاهين هي: العنصرية، والدموية والعدوان. فالحرب الهمجية التي يصبها الصهاينة على الشعب الفلسطيني الأعزل في الضفة والقطاع أصبحت علامة بارزة على إجرام ونازية الصهاينة الذي لم يمر بتاريخ البشرية المعاصر مثله، بل تُجاوِز مثيلاتها بالقتل والهدم، وتجريف الأراضي الزراعية وتدمير البنى التحتية. ومع ما عُرف عند الغرب من إظهاره الرفض لأي جرائم ضد الإنسانية بل ضد الحيوانات إلى حد أنه يجيِّش الحملات العسكرية، ويتدخل لحل مثل تلك المآسي؛ لكنهم لا يبالون بمعاناة الفلسطينيين التي تفوق الوصف؛ حيث لا يحرك ذلك ساكناً لديهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا يُدين الغرب تلك الجرائم غير الإنسانية؟ ولماذا لا يعمل على إيقافها كما حصل في كوسوفا مثلاً، ويعمل على محاكمة مقترفيها ومعاقبتهم؟ لكنه يصمُّ الآذان حينما تكون تلك الجرائم من قِبَل (اليهود) فهو لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم.
ونحسب ان ذلك يعود لأسباب منها:
ـ أن الدولة العبرية لها مكانة دينية مزعومة ذات علاقة بمعتقداتهم المحرفة.
ـ الأحزاب اليمينية في أمريكا والفاعلة في بعض دول أوروبا لها دور في تأصيل دوافع العدوان الصهيوني بزعم أنها تمهد لنبوءات مزعومة.
ـ الإعلام الصهيوني استطاع أن يعلل هذا العدوان بمسوِّغات تقلب الحق باطلاً، وتجعل الباطل حقاً؛ مع عجز الإعلام العربي عن كشفه وفضحه.
ـ هوان أمتنا على الغرب واستهتارهم بمصالحها (ومن يهن يسهل الهوان عليه).
ـ عجز امتنا أن تقول (لا) للغرب في تجنيه عليها واستهدافه لمقدراتها، وعدم تفعيل ما لديها من إمكانات في هذا المجال.
ـ تشرذمنا وتمزقنا إلى الحد الذي أصبحنا أعداء لبعضنا وأتباعاً للأجنبي؛ فكيف نكون يداً على من سوانا؟
لقد أدان وزير صهيوني الاعتداءات الهمجية الصهيونية على الشعب الفلسطيني، وقال إنها تذكّره بمعاناة جدته مع النازية حينما رأى عجوزاً فلسطينية تبحث عن اغراضها تحت أنقاض بيتها المتهدم؛ فهو يشبِّه عملهم بأعمال النازيين مما أحدث ردود فعل غاضبة عليه؛ فهل استطعنا أن نفعِّل هذه الواقعة في وسائل إعلامنا، أم أنها ما زالت غارقة في مجال اللهو والرذيلة والإسفاف وتضليل الرأي العام بالتبعية للأجنبي والدعاية له؟
الأمل ما زال كبيراً في وسائل الإعلام التي تحترم رسالتها. ثم هل يعي الغافلون واقعنا المهين وضرورة تصحيحه، أم على قلوب أقفالها؟ !