للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملفات

الفرنكوفونية.. المفروضة والصبغة المرفوضة

[الفرنكوفونية في سطور]

د. فريد الأنصاري [*]

* ما هي الفرنكوفونية؟

يعود مصطلح الفرنكوفونية إلى عالم الجغرافيا الفرنسي: (أونزيم ركلو)

(Reclus Onesime) الذي وضعه في أواخر القرن التاسع عشر: ١٨٨٠م؛

للدلالة على الدول التي تستعمل اللغة الفرنسية. ثم صار فيما بعد دالاً على مجموع

المستعمرات الفرنسية القديمة الناطقة كلياً أو جزئياً باللغة الفرنسية؛ مما جعله يحمل

كل معاني الهيمنة الثقافية والسياسية.

- ١٩٠٦م تم تأسيس الجمعية العالمية للكُتّاب باللغة الفرنسية.

- ١٩٤٤م ألقى الرئيس الفرنسي آنئذ الجنرال (دوجول) خطابه الرامي إلى

مشروع بناء الاتحاد الفرنسي بعد الحرب العالمية الثانية؛ لربط مؤسسات

المستعمرات الفرنسية بفرنسا الأم.

- أكتوبر ١٩٤٦م تأسس الاتحاد الفرنسي، وهو يتألف من فرنسا الأم وسائر

مستعمراتها؛ حيث تم إعلان أن لكل مستعمرة الحق في تسيير نفسها بنفسها لكن في

إطار المجتمع الفرنسي والسيادة الفرنسية؛ وذلك لترسيخ فكرة: (فرنسا الإفريقية)

عبر الثقافة الفرنسية والمدرسة والخدمة العسكرية.

- ١٩٥٠م تأسس الاتحاد العالمي للصحافة الناطقة بالفرنسية.

- ١٩٦٠م انعقد المؤتمر الأول لوزراء التربية والتعليم في فرنسا وإفريقيا؛

حيث تبلور مفهوم الفرنكوفونية نظرية ومنهجاً.

- ١٩٦١م تأسس اتحاد الجامعات الناطقة كلياً أو جزئياً باللغة الفرنسية.

- ١٩٦٢م نشرت مجلة (الفكر) الفرنسية عدداًً خاصاً حول محور (اللغة

الفرنسية لغة حية) واعتبر محتوى العدد بمثابة البيان الأول للفرنكوفونية.

- ١٩٦٤م تأسست فديرالية الجمعيات للانتشار الفرنسي.

- ١٩٦٦م تشكلت اللجنة العليا للدفاع عن اللغة الفرنسية، وأُقِرت بمرسوم

جمهوري. ويرأسها رئيس الوزراء الفرنسي، وتتألف من عشرين شخصية تنتمي

لعالم السياسية والأدب والفن والعلوم والإعلام والصناعة. وتحددت مهمتها في

تطوير العلاقات الثقافية بين الدول الفرنكوفونية من المستعمرات وغيرها، ودراسة

الوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك.

- ١٩٦٦م في الفترة نفسها تأسس المجلس الدولي للغة الفرنسية، وهو عبارة

عن أكاديمية فرنسية دولية للبت في النزاعات اللغوية المتوقعة بين مستعملي اللغة

الفرنسية من الدول الفرنكوفونية، وسائر المشتغلين بها من أهل الفكر.

- ١٩٦٦م أيضاً تأسست المنظمة الدولية للبرلمانيين الناطقين بالفرنسية،

بمطالبة من الرئيس السنيغالي السابق (ليوبولد سوار سنغور) ؛ حيث جعلت مقر

إقامتها في بروكسيل، ومقر أمانة سرها في باريس. ثم انبثقت عنها مؤسسة

(كوكبة المشاهير) التي بدأت تمنح جوائز أدبية لأفضل الكتاب والشعراء

الفرنكوفونيين.

- ١٩٦٩م تأسست في باريس الفيديرالية الدولية للمعلمين الناطقين بالفرنسية.

-١٩٧٠م تأسست الفرنكوفونية بمفهومها الجديد، باسم (وكالة التعاون

الثقافي والفني للتبادل الثقافي مع الحكومات) ، واعتبر تاريخ تأسيسها الموافق ليوم:

(٢٠ مارس) بمثابة اليوم العالمي للفرنكوفونية. وقد اجتمع لذلك رؤساء ثلاث

دول تحت الرعاية الفرنسية، يمثلون العرب والإسلام والمسيحية، وهم: الرئيس

التونسي السابق الحبيب بورقيبة، والرئيس السنيغالي السابق ليوبولد سوار سنغور،

والرئيس النيجيري السابق حماني ديوري. فضمت الوكالة الفرنكوفونية ١٢ دولة

أصبحت بعد ذلك ٥٠ دولة تمثل القارات الخمس، وتضم ربع دول العالم.

- ١٩٧٤م تأسست الجمعية الفرنكوفونية للاستقبال والاتصال.

- ١٩٨٦م انعقد المؤتمر الأول للفرنكوفونية بباريس بعدما تم التحضير له

سنة ١٩٨٥م في دكار بالسنيغال. وقد ضم بالإضافة إلى المستعمرات القديمة بلداناً

أخرى مثل بلجيكا واللكسمبورغ ومقاطعة الكيبك الكندية. وقد تتابعت المؤتمرات

كل سنتين، في كل من كيبك، ودكار، وجزر موريس، وكوتونو، وهانوي ...

إلخ، وكان آخرها حتى كتابة هذه السطور مؤتمر بيروت الذي انعقد سنة:

٢٠٠١م.

- ١٩٩٢م بلغ عدد المتحدثين بالفرنسية ١٥٠ مليون نسمة.

- ١٩٩٧م انعقد مؤتمر الفرنكوفونية في هانوي؛ حيث تم إحداث منصب

الأمين العام للفرنكوفونية الذي يكون بمثابة سكرتير عام لها، وناطق رسمي باسمها،

وممثل لها في المحافل الدولية، والمؤتمرات، والهيئات، والمنظمات؛ وقد تم

انتخاب السيد بطرس بطرس غالي لشغل ذلك المنصب.

- ١٩٩٨م انعقدت المناظرة الوزارية للفرنكوفونية، في بوخارست؛ حيث

تم إقرار مصطلح (المنظمة الدولية للفرنكوفونية) للدلالة على مجموع هيئات

الفرنكوفونية.

- ٢٠٠١م، انعقد مؤتمر القمة التاسع للفرنكوفونية في بيروت.

- ٢٠٠٢م مشاركة الأمين العام للفرنكوفونية السيد بطرس غالي في مؤتمر

القمة العربي المنعقد أخيراً في بيروت: ٢٦/٣/٢٠٠٢م؛ حيث قدم تقريراً خطيراً

عن مشاركة الفرنكوفونية في صنع القرار في عدد من الدول الإسلامية والعربية،

وإشرافها على الانتخابات الرئاسية فيها. كما تحدث عن عقد معاهدات مع الدول

العربية؛ لاحترام تعدد الثقافات، والتعدد اللغوي؛ تأميناً لنشاط الفرنكوفونية بها؛

وتحييداً لأي مقاومة لها.

* تسيّر الوكالة الفرنكوفونية مجموعة من المؤسسات هي:

١- القمة الفرنكوفونية: وتضم رؤساء الدول والحكومات الأعضاء. تجتمع

كل سنتين في إحدى العواصم، وتهتم بالقضايا السياسية، والاقتصادية، والثقافية،

والتقنية، وتقر برامج التعاون.

٢- المؤتمر الوزاري للفرنكوفونية: يسهر على سير المنهج السياسي الذي

تقره القمة، ويضم وزراء خارجية الدول الأعضاء، ويعتبر مؤتمراً للمتابعة.

٣- المجلس الدائم للفرنكوفونية: وهو الهيئة السياسية الدائمة التي تتابع

تنفيذ مقررات القمة، وتتكون من الممثلين الشخصيين لرؤساء الدول والحكومات،

وهي مجلس إدارة الوكالة.

٤- الأمانة العامة: الأمين العام ينتخبه رؤساء الدول والحكومات، وهو

رئيس المجلس التنفيذي، والناطق الرسمي السياسي باسم الفرنكوفونية.

٥- المكاتب الجهوية: للوكالة الفرنكوفونية مكاتب جهوية. نها مكتب إفريقيا

الغربية الذي أنشئ في التوغو سنة: ١٩٨٣م، ومكتب إفريقيا الوسطى الذي أنشئ

في ليبرفيل سنة: ١٩٩٢م، ومكتب فيتنام الذي أنشئ سنة: ١٩٩٤م.

٦- مكاتب الاتصال: للوكالة مكاتب للاتصال مثل مكتب نيويورك للاتصال

مع الأمم المتحدة، ومكتب جنيف للاتصال مع المنظمة الدولية، ومكتب بروكسيل

للاتصال مع المجموعة الأوروبية.

٧- المراسلون: وللوكالة مراسلون في الدول الأعضاء، معينون من قبل

حكوماتهم تحت إمرة وزارة الخارجية أو وزارة الفرنكوفونية.

* مشاركات الوكالة الفرنكوفونية:

- شاركت الوكالة في مؤتمر السكان بالقاهرة سنة: ١٩٩٥م، وفي القمة

الدولية من أجل التنمية: ١٩٩٥م، وكذلك في المؤتمر الدولي الرابع حول المرأة

والتنمية في بكين: ١٩٩٥م. وفي مؤتمر الأمم المتحدة حول الإنسان والسكن:

١٩٩٦م. وما زالت تعقد مؤتمرات للوزراء متخصصة عن الثقافة والاقتصاد

والعدل والأطفال منذ سنة: ١٩٩٠م إلى اليوم؛ وذلك في كل من مدينة لييج

والقاهرة وتونس ودكار ومونتريال ومراكش.

- تعتبر القناة التلفزيونية الخامسة الفرنسية المؤطر الإعلامي الأساس

للشعوب الفرنكوفونية، والموجهة لاستقطاب المهتمين باللغة الفرنسية، ولتعزيز

الحضور الفرنسي والفرنكوفوني بصورة قوية؛ وذلك بإنشاء المسابقات اللغوية

والثقافية، ورعاية كل أنماط المتحدثين بالفرنسية.

- تعلن الفرنكوفونية وصايتها على الشأن السياسي في العالم بالنسبة للدول

الأعضاء، وتخصص ميزانية للعون والمشورة للحكومات الفرنكوفونية؛ لمساعدتها

على تنظيم الانتخابات واستيعاب بعض مشاريع التنمية الاقتصادية. كل ذلك طبعاً

مع الشروط الفرنكوفونية السياسية، والثقافية واللغوية [١] .


(*) رئيس قسم الدراسات الإسلامية، جامعة المولى إسماعيل، مكناس المغرب، ومراسل مجلة البيان في المغرب.
(١) الأرقام مستفادة من كتاب رهانات القومية للأستاذ عبد الكريم غلاب، ومن مقدمة المجلس القومي للثقافة العربية، سلسلة الدفاتر القومية: ٨ الطبعة الأولى: ١٩٩٩م، وكذلك من موقع: الوكالة الفرنكوفونية بالإنترنيت: www.francophonie.org