ما أجمل أن نتواصل في (البيان الأدبي) مع عدد كبير من أدبائنا وكتّابنا! ممّا يدلّ على أنَّ الهمّ الذي يجمعنا واحدٌ، والرؤى متقاربة!! ومع هذا نرى أنّنا بحاجة إلى مزيد من التواصل مع إطلالة شهر عظيم، هو شهر صفر، بأيامه المباركة بإذن الله ونفحات نسماته الرّوحيّة العذبة، ولكنّنا نتساءَل، ونحنُ نظعنُ في قافلة الأدب الإسلاميّ: أين القصائد التي تهزّنا من الداخل، وتعبّر حقاً عن جراح الأسى التي أوغلت في جسد الأمة؟!
أين تلك التي تحشدنا إلى الكلمة الفَصْل، والموقف النّاصع أمام تكالب الأعداء من كُلّ صوب؟! أين القصص القصيرة المتقنة فنيّاً التي تحكي أوجاعنا، وتجدّد آمالنا، وتفتح لنا آفاقاً من المصابرة والمجاهدة برؤى إيمانية صادقة؟! ولِمَ تغيب النصوص القادرة على مصافحة وجدان أطفالنا، ونقاء فطرتهم، ورهافة نفوسهم وأذواقهم؟! ترى لِمَ تغيب عن صفحاتنا الأدبية ونحنُ أحوج ما نكون إليها؟ أنترك أبناءنا للحكايات الضالّة الخبيثة التي تطمس عقيدتهم الصافية، وتشوّه أخلاقهم وبراءتهم، أم ترانا نسلمهم للفضائيات الهابطة الحاقدة؟ أين أدباؤنا وكتّابنا وأهل الفكر والعلم ممّا يحدث؟ كما يحقّ لنا أنّ نتساءل بحرقة وأَلم: أين أدب المرأة الراقي في مضمونه وأسلوبه وفنّه ليشارك في بناء مجتمعاتنا، ويمضي إلى الأصالة في الطرح، والقدرة على التأثير في المتلقي؟
ألسنا اليوم نفتقر إلى الكلمة التي تحشد القلوب إلى الإخلاص قبل أنْ نحشد الجيوش؟ فأين وصلنا في مشوارنا هذا في إعداد الكلمة وعتادها؟ وإلى أي مدى سيلامس هذا السؤال شفافية الحسّ وشغاف الأرواح لدى كتابنا وأدبائنا؟ وإلى متى سننتظر حتى تؤوب القافلة؟