[من للأقصى؟!]
د. محمد إياد العكاري
أَننعي الحالَ نستفُّ التُّرابا
ونلقى الخطبَ بالصَّبرِ احتسابا؟
أننأى والدَّواهي سافراتٌ
وبُحَّ الطُّهرُ في الأقصى خِطابا؟
أنلهو والمنايا شاخصاتٌ
ولا مرأى سوى الجُلَّى مُصابا؟
أنغفو والشَّراذم في نفيرٍ
بساح القدس والمسرى انتهابا؟
ونَنْشُدُ للسَّلام لنا دروباً
ونتبعُ في الحياة سدىً سَرابا؟
كفانا خِدعةً وكفى جُنُوحاً
وواقعنا على النَّطعِ استتابا!
ونقعُ الذُّل بات شراب قومي
وزَقُّومُ السَّلام لهم رِغابا
وباتَ الحالُ مذموماً بئيساً
تخلَّينا وجافينا الكتابا
فأين الهديُ؟ أين مضى وولَّى؟
وأين سناه لا يلقى جوابا؟
أغُمَّ الفكرُ والأبصارُ عُميٌ؟
كأنَّ العقل قد فقدَ الصَّوابا
وأُمَّتُنا بلا ربَّانَ تمضي
رؤوسُ القوم في الجُلَّى غيابا
ولا أصداءَ في النَّكباتِ حِسّاً
ولا استنفارَ حينَ الخطبُ قابا
فلا نلقى سوى الغربان سُوداً
نعيقُ البُومِ قد ملأَ الرِّحابا
وأرضُ الطُّهر للقطعانِ مرعى
وأقصانا غدا لهمُ احتطابا
تنادوْا واستعدوا دونَ خوفٍ..
وشاعَ القتلُ والحالُ اغتصابا
وكُبِّلَ بالعهودِ وفودُ قومي
ولستَ ترى عَتاداً أو حِرابا
وهرولَ جمعُهم والحال يُرثى
مضوا يرجونَ في الغربِ الثَّوابا
فمن للجامعِ المحزونِ نلقى؟!
ومن للمسجدِ الأقصى طِلابا؟!
ومن للقدسِ تفديها نحورٌ؟
ونبضُ الرُّوحِ نجعلهُ قِِرابا
فعوداً للعقيدةِ شمسُ عزٍّ
تُنيرُ الدَّربَ تُنجِدُهُ إِهابا
فنيلُ الحقِّ بالعزماتِ بذلاً
وليس السِّلمُ يا قومي استلابا
ولا استسلامَ فالأقصى عزيزٌ
ولا تفريطَ مهما القِسطُ غابا
سيمضي للنَّفيرِ كرامُ قومي
لنلقاهم بها أُسْداً غِضابا
ونشهدُ نصرة القصى خميساً
فجندُ الحقِّ كالشَّمس التهابا